وبمختلف المراحل لهذا العام ترك ارتياحا كبيرا لدى أولياء الطلاب وأسرهم التي كانت تتحضر لشراء مستلزمات العام الدراسي الجديد , لا بل هناك من اشترى الكتب والمستلزمات الدراسية من قرطاسيه ودفاتر والصداري والبدلات المقررة , وأيضا هناك من سدد أقساط المدارس وروضات التدريس الخاصة التي فاقت أسعارها كل ما هو متوقع , وعلى الرغم من إن قرار وزارة التربية قد جاء متأخرا بعض الشيء إلا انه أعطى انطباعا لأصحاب الدخل المحدود بان الحكومة تتابع وتواكب الوضع الاقتصادي لدى الشرائح الأكبر للمجتمع السوري في محاولة منها التخفيف ما أمكن من الأعباء المادية عن المواطن الذي أرهقته الأزمة وضاعف من نسبة الاستهلاك والنفقات الأسرية خاصة خلال الشهر الحالي الذي يتزامن مع حلول الموسم الدراسي الجديد وأيضا موسم المؤونة التي يسعى إليها كل بيت وما تركته فترة الأعياد من فراغ في جيوب الكثير من المواطنين ,,,!
كل ذلك أدى إلى حصول شرخ كبير وهوة واسعة بين الإمكانيات المادية التي يمتلكها المواطن اليوم وبين متطلبات الحياة اليومية للمستهلك ولرب الأسرة بشكل خاص ومن خلال متابعتنا لواقع الأسعار التي ألهبت جيوب المواطنين وأفرغتها من المدخرات نجد إن مئات الملايين من الأرصدة التي يوظفها عدد من التجار والصناعيين الذين يتحضرون لتوفير مستلزمات العام الدراسي الجديد قبل فترة من بدايته ....! وقد سجلنا بعض الأسعار المعلنة رغم تأكيدات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على متابعة ومراقبة الأسواق بشكل يضبط التجاوزات ما أمكن ...!
وشكلت الوزارة عبر مديرياتها لجان خاصة لدراسة العينات المسحوبة من السوق ومن قبل أجهزة الرقابة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين ورغم تعميم ذلك منذ تاريخ إصدار القرار المذكور إلا إن الأسعار بقيت فوق التوقعات وحتى فوق القدرة الشرائية للمواطن المستهلك الذي أرهقته تكاليف الحياة اليومية ونستطيع القول إن أسعار المستلزمات المدرسية بلغت بالنسبة للصدرية الخاصة بمرحلة التعليم الأساسي بين 400- 800 ليرة سورية والبدل الخاصة بمرحلة التعليم للحلقة الثانية بسعر بين 1900-2700 ليرة سورية ولمرحلة التعليم الثانوي بسعر يتراوح بين 2300- 3300 ليرة ونلفت هنا إن البدلة تتألف من بطال وسترة أو ما يعرف بالجاكيت التي نادرا ما يستخدمها طالب الثانوية طيلة العام الدراسي إلا عند البرد القارس ...! ويضاف إلى تلك الأسعار قيمة القميص الذي يجب إن يرتديه الطالب تحت البدلة المقررة والذي يتراوح سعره بين 500- 800 ليرة سورية حسب نوعية القماش والشركة المصنعة له وأيضا الاسم التجاري الذي يستخدم للبدلات المدرسية والمعروفة كما في كل عام ...!
ولم يقتصر الموضوع على أسعار البدلات بل تعداها إلى المستلزمات المدرسية مثل الحقائب التي تراوحت أسعارها بين 500 – 1500 ليرة سورية وارتفاع أسعار الدفاتر والأقلام وغيرها بنسب تراوحت بين 30% -60% ويمكن القول إن الطالب الواحد يمكن إن تصل تكاليف الطالب الواحد بين 3500 – 5500 ليرة سورية وفقا للمرحلة الدراسية للطالب وإذا علمنا إن إجمالي عدد الطلاب يصل إلى حوالي خمسة ملايين طالب وهنا يمكن معرفة حجم رأس المال المخصص لكل عام دراسي وما يشكل من أعباء وتكاليف إضافية إلى جانب الهم المعيشي للمواطن السوري وأخيرا نقول إن إجراء وزارة التربية بالتساهل باللباس المدرسي له حسب مصادر انعكاس ايجابي وأخر سلبي ايجابي بالنسبة للمواطنين وسلبي بالنسبة للمصنعين وبائعي اللباس المدرسي ....!