|
براءة من؟.. الثلاثاء 18-9-2012 ولاقى إقبالاً ضعيفاً للغاية،وذلك قبل نحو تسعة أشهر من نشر بضعة مشاهد منه على (اليوتيوب) فيما يشبه (الفوتومونتاج) أو الملخص وجعلها ناطقة باللهجة المصرية المحكية.. يمكن من باب البحث عن النوايا الحسنة، تفسير غاية عرض ملخص الفيلم على موقع يتابعه الملايين بالرغبة في ترويج الفيلم،ومثل هذا التفسير يناسب مشاعر عشاق أميركا من يساريين تائبين ومتأسلمين مزيفين. ولكن بماذا نفسر الحرص على أن يكون الملخص ناطقاً باللهجة المحكية المصرية المعاصرة..ومن ثم تسريب معلومات غير معروف مدى صحتها عن أقباط مصريين يقفون وراء إنتاج هذا الفيلم الاستفزازي الرديء..وكذلك إعلان القس سيىء الصيت (تيري جونز) المختص باستفزاز مشاعر المسلمين عن نيته عرض الفيلم في كنيسته بولاية فلوريدا بحضور عدد من الأقباط المصريين المقيمين في الولايات المتحدة ممن يدعون لعزلة الأقباط في مصر ضمن دولة دينية خاصة بهم؟.. حتى لو كان خبر قيام بعض الأقباط بتمويل إنتاج الفيلم صحيحاً،وكذلك حضور بعضهم عرضه عند (تيري جونز)، فإن ذلك لا يحمل الأقباط المصريين ومعهم سائر المسيحيين مسؤولية إنتاج هذا الفيلم،إلا إذا اعتبرنا أن المسلمين بمجملهم يتحملون مسؤولية كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية)..ذلك أن بعض أقباط مصر (بعضهم وليس كلهم) المقيمين في الولايات المتحدة لا ينتمون إلى جذورهم المصرية، وإنما إلى مصالح الولايات المتحدة وسياساتها في منطقتنا، مثلهم مثل بعض المسلمين المقيمين هناك والذين يتصدرون دوماً المظاهرات التي تدعو الولايات المتحدة لضرب بلادهم، والذين بطبيعة الحال لم نسمع صوتهم المستنكر في الأيام الماضية دون أن يخجلهم القناع الإسلامي الذي يخفون خلفه حقيقتهم.. أقباط مصر يتعرضون منذ عقود لحرب سرية تستهدف تشويه صورتهم وعزلهم عن محيطهم الوطني والقومي (تحضيراً لما هو أخطر) وبالتحديد منذ أن رفض البابا شنودة طلب السادات السماح للمسيحيين المصريين بالحج إلى بيت المقدس، كونها تحت الاحتلال الصهيوني، فكلف هذا الموقف الوطني الحكيم البابا شنودة الكثير،ومازال المرتهنون للسياسة الأميركية والصهيونية يكيلون الشتائم له حتى بعد رحيله،وقد ساهم بعض الأقباط (ثانية بعضهم وليس كلهم) المقيمين في الولايات المتحدة في هذه الحرب السرية بالترويج للاضطهاد الذي يتعرضون له في بلادهم،تمهيداً للمطالبة بكيان مستقل يحلمون بقيادته، ومقابل ذلك قام قسم من الأقباط المقيمين أيضاً في الولايات المتحدة بتحرير بيان يؤكدون فيه انتماءهم إلى مصر الواحدة، ويرفضون دعوات التقسيم، ويعيدون بعض الإساءات التي تعرضوا لها في بلدهم إلى طبيعتها الفردية التعصبية المتطرفة. والمفارقة التي تحتاج الوقوف عندها أن كل الصحف الغربية قد رفضت نشر هذا البيان، ومثلها صحيفة عربية ذائعة الصيت تصدر في أوروبا، ما ألجأ مصدروه إلى طلب نشره كإعلان مدفوع الأجر،ووافقت الصحيفة ولكنها سرعان ما تراجعت عن موافقتها وأعادت البيان وأجور نشره إلى أصحابه.. أفلا يبرر ما سبق الحديث عن مؤامرة لزرع فتنة جديدة في بلادنا؟ لكنها بكل الأحوال ليست الهدف الوحيد لشريط من بضع دقائق.. ممتلوءة بالسم.. www.facebook.com/saad.alkassem
|