اننا ضد اي قرارات لمجلس الامن تفتح الطريق امام اعمال قوة احادية الجانب ضد سورية ولن نوافق على ذلك.
واضاف غاتيلوف في تصريح امس: موقفنا يختلف عن موقف الولايات المتحدة ازاء القرار حول سورية موضحا ان الامريكيين يقترحون تبني قرار بمضمون عقابي وتحت البند السابع لميثاق الامم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة وان هذا الموقف احادي الجانب ترفضه روسيا.
واعرب غاتيلوف عن قلق موسكو ازاء مخططات بعض الغربيين الذين يحاولون حل الازمة في سورية خارج اطار مجلس الامن مشيرا إلى ان اي محاولات من هذا القبيل هي خطوات احادية الجانب تبعدنا عن التسوية وهي تدابير خاطئة وان مجلس الامن وحده هو الذي يملك صلاحيات حل النزاعات الدولية.
واوضح غاتيلوف أن المبادرة الروسية حول ضرورة تصديق مجلس الامن على بيان جنيف حول سورية لم تتم صياغتها بعد بشكل مشروع قرار للمجلس وقال: اننا نريد تصديق مجلس الامن على بيان جنيف ونحن نواصل التكلم علنا عن ذلك بما في ذلك في جلسة مجلس الامن على المستوى الوزاري المقررة في 26 أيلول الجاري مشيرا إلى أن روسيا لا ترى بعد ارادة سياسية من قبل الشركاء الغربيين للموافقة على ذلك.
واكد غاتيلوف ان بعض الشركاء ينطلقون من اعتبارات جيوسياسية تبعدنا عن التسوية مشيرا إلى ان دعواتهم للتنحي هي طريق مباشر لاراقة المزيد من الدماء.
والى ذلك لفت نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن بلاده تنتظر من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تصريحات متزنة حول سورية معيدا إلى الاذهان كلام بان قبل فترة بشأن شلل في مجلس الامن.
واضاف غاتيلوف انه يتوجب على الامين العام بوصفه المسؤول الرئيسي في الامم المتحدة أن يتخذ مواقف حذرة ومتزنة عندما يدور الكلام عن قضايا جادة وبصورة خاصة ما يتعلق بسورية.
وقال غاتيلوف: ان عدم تمكن مجلس الامن من التوصل إلى اتفاق حتى الان لا يعني أبدا اصابة هذا المجلس بالشلل بل ان الكلام يدور عن الاجماع ومراعاة المصالح بصورة متبادلة معربا عن الثقة بوجود فرصة للتوصل إلى وفاق في مجلس الامن.
واضاف غاتيلوف: اننا لا نستبعد أن يستأنف في المستقبل نشاط مراقبي الامم المتحدة في سورية لان عمل هؤلاء المراقبين كان هاما جدا من وجهة نظر مراقبة الوضع بصورة مستقلة في البلاد معربا عن الامل في أن يعمل المبعوث الاممي الجديد الاخضر الابراهيمي بموجب مبادئ التعاقب مع عمل كوفي أنان الذي شغل هذا المنصب سابقا.
واكد غاتيلوف استعداد موسكو للتعاون مع الابراهيمي الذي أصبح مكتبه جاهزا تقريبا في دمشق والذي سيضم موظفين سياسيين وبعض المراقبين العسكريين.
بشكوف: الغرب لم يفهم تحذيراتنا من مخاطر تعزيزات المتطرفين بسبب إدراكه المحدود وحساباته الجيو سياسية التي أصابته بالعمى
من جهته اعتبر الكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ان تقويض الحكم القائم في سورية يعني المخاطرة بوصول الاسلاميين المتطرفين إلى السلطة كما يعني عراقا اخر يحل بدلا من الدولة العلمانية الرشيدة القائمة في سورية في ظل قيادة الرئيس بشار الأسد وبدلا من سورية الحالية التي تعيش فيها كل الاعراق والديانات في جو من السلام والوفاق.
وقال بوشكوف في مقالة نشرت أمس على موقع هايد بارك للتواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت ان روسيا حذرت بلدان الغرب مرارا من مخاطر ان تعزز المجموعات الاسلامية المتطرفة مواقعها في سورية حيث تعمل هناك بنشاط لكن اتضح ان الغرب عاجز عن فهم هذه التحذيرات بسبب ادراكه المحدود وحساباته الجيوسياسية التي اصابته بالعمى.
وأكد رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما ان وصول أناس جدد إلى السلطة في سورية يعني عدم وجود ضمانات بأنهم لن يشنوا حربا ضد الولايات المتحدة التي تساعد حاليا المعارضة السورية بصورة فعالة مشيرا إلى ان المسلحين في ليبيا أو سورية يمكنهم ان يطلبوا من واشنطن دعما بالاسلحة والاموال وتدخلا بريا وحظرا جويا من حلف الناتو وهم مستعدون بالفعل لطلب كل ذلك في سبيل الوصول إلى السلطة لكن على واشنطن ان تعرف ان قسما كبيرا ان لم نقل الغالبية المطلقة من الشعبين الليبي والسوري لا يكن اي مشاعر طيبة تجاه الولايات المتحدة.
واوضح بوشكوف ان الولايات المتحدة اعتبرت بصورة طائشة أن اتصالاتها مع زمرة ضيقة من الفئة التي وصلت إلى السلطة في ليبيا هي بمثابة تقارب مع الشعب الليبي باسره لكن الحقيقة هي ان الشعب الليبي غير ممتن لها وخاصة ان الكثير من العائلات هناك فقدت اقاربها وذويها جراء الغارات الجوية التي شنتها القوات الاميركية ومعها قوات الناتو ضد الليبيين.
من جهة ثانية وصف بوشكوف فيلم براءة الاسلام الذي اساء واضعوه للاسلام وللنبي محمد بأنه احد عوامل احتدام التوتر بين واشنطن والعالم العربي وقال يخطيء الغربيون عندما يظنون ان بوسعهم التذرع بحرية التعبير للاساءة بصورة دائمة للاسلام والنبي محمد وعندما يدافعون عن الحق في نشر رسوم كاريكاتورية وحرق القران الكريم وانتاج افلام مسيئة للمسلمين.
واعتبر بوشكوف ان هذه الامور ليست نابعة عن حرية التعبير بل عن حرية الكراهية مؤكدا ان حرية التعبير التي يتكلم عنها الغرب لا تشمل امورا تعتبر محظورة هناك ومن ذلك سعي البلدان الغربية المتعنت لوضع جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيلكس في السجن.
وقال بوشكوف ان الزعماء الغربيين الذين يشجعون الهجمات المعادية للاسلام على الدوام لا يتسببون فقط باثارة مشاعر الجماهير من تونس إلى افغانستان بل يضعون في ايدي المتطرفين الاسلاميين اسلحة ماضية ويعطونهم مبررات لدعوة المزيد منهم إلى الجهاد.
على الأطراف ا لمعنية عدم التذرع
بحجج واهية للقيام بتدخل عسكري في سورية
كما دعت روسيا أمس إلى تركيز الجهود على تنفيذ بيان جنيف وخطة كوفي أنان لحل الازمة في سورية والى نبذ محاولات التدخل العسكري مؤكدة ان التسوية السلمية هي الاساس الوحيد لحل هذه الازمة.
وقالت رئيسة الوفد الروسي في جلسة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف أمس اننا ندعو الاطراف المعنية إلى عدم التذرع بحجج واهية للقيام بتدخل عسكري في سورية مؤكدة ان ازدياد النشاط الارهابي في سورية يرتبط بصورة وثيقة بدعم من الخارج.
وأوضحت ان الغرب غالبا ما يغمض عيونه عن انتهاك حقوق الانسان التي يرتكبها ممثلو المعارضة السورية المسلحة.
وقالت المندوبة الروسية ان اولئك الذين يدعون حمل الديمقراطية إلى المنطقة برأي بعض الدول يقومون عمليا بارتكاب مذابح جماعية ويطلقون النار عن سابق عمد واصرار على السكان المدنيين ويغتالون الشخصيات الاجتماعية ويستخدمون الرهائن كانتحاريين والاطفال كجنود.
وأشارت إلى ان روسيا تشاطر الخبراء رأيهم بضرورة القاء المسؤولية على المذنبين ولكننا نرى ان المسلحين في سورية ينجون من كل عقاب ويحصلون على دعم من الدول التي تحميهم.
ودعت رئيسة الوفد الروسي إلى الغاء العقوبات احادية الجانب ضد سورية موضحة ان بلادها تشاطر بالكامل تقييمات الخبراء بشأن التاثيرات السلبية للعقوبات الاقتصادية احادية الجانب التي تضرب السكان المدنيين في سورية وتحرمهم من امكانية استخدام حقوق الانسان الاساسية.
كما دعت جميع الذين يدافعون بغيرة عن السكان المدنيين قولا في سورية بينما يخنقونهم بالعقوبات الاقتصادية إلى الغاء هذه العقوبات.