تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا يتهاون (أصدقاء) الديمقراطية أمام فظائع القمع في البحرين ؟

عن موقع : Reseau Voltaire
ترجمة
الأربعاء 25-4-2012
ترجمة: دلال ابراهيم

في حين لا تألو الماكينة الإعلامية الغربية جهداً من أجل حمل الناس على الاعتقاد أن ثمة احتجاجات شعبية يجري قمعها بالقوة في سورية ,

مقابلها تلتزم هذه الماكينة الصمت المطبق فيما يتعلق بالتحركات الديمقراطية التي يجري سحقها في البحرين والمغرب . وفي هذا المقال تستعرض الصحفية الكوبية داليا غونزاليس ديلغادو الأسباب الخفية التي تقف وراء تهاون ( أصدقاء ) الديمقراطية والحرية أمام ما تشهده البحرين من فظائع .‏

القلة القليلة من الناس سمعت عن المظاهرات في البحرين . ولا يمكن أن يبرر صغر حجم هذا البلد هذا الصمت إزاء ما يجري فيه . ولكن في عالمنا الحديث الكل حفظ المبدأ السائد المعروف :» الأمر الذي لا تظهره وسائل الإعلام لا وجود له»‏

وتلك الوسائل الإعلامية نفسها التي تزكي وتضخم ما يجري في سورية تعتمد , على العكس من ذلك , الصمت غير المبرر عندما يتعلق الأمر بوضع حلفاء الولايات المتحدة , ومنهم النظام الملكي في البحرين .‏

وتكتفي وسائل الإعلام التي تجرؤ على خرق هذا الصمت عندما تتحدث عن الأوضاع في البحرين بالإشارة إلى مجرد مواجهات طائفية بين البحرينيين . ولكن تلك الأحداث التي تشهدها هذه الجزيرة في جوهرها لا تمت بأي صلة إلى احتجاجات مذهبية أو دينية .‏

منذ أكثر من عام ارتبطت المطالب الرئيسية للمتظاهرين بحقهم في توفير فرص عمل ومحاربة الفقر وجوانب اجتماعية أخرى . والشعارات التي كانوا يرفعونها منذ انطلاقتها كانت ولا تزال علمانية وسلمية بحتة. إلا أن رد السلطات البحرينية على تلك الحركة الاحتجاجية كان بالقمع الوحشي . وضمن هذا الإطار, سوف يبقى يوم 14 شباط من العام المنصرم محفوراً في ذاكرة البحرينيين , بوصفه اليوم الذي شهد غزو القوات السعودية ( درع الجزيرة ) للبحرين , عبر جسر الملك فهد الذي يربط بين البلدين , من أجل مساعدة السلطات البحرينية على سحق حركة الاحتجاجات .‏

وقد استخدمت قوات الأمن البحرينية ضد المحتجين القذائف الحية والغاز المسيل للدموع . وبحسب ناشطين متواجدين على الأرض , وصل حجم الوحشية التي تعاملت فيها القوى الأمنية البحرينية إلى منع الجرحى من الوصول إلى المستشفيات للعلاج . وبسبب الصمت الإعلامي من الصعب للغاية معرفة ما يجري حقاً في هذه الجزيرة . ولماذا لم تعرض قضية هذا الشعب وقمعه أمام مجلس الأمن الدولي ؟ ولماذا لم ترسل الجامعة العربية لجنة مراقبين إليها ؟ ولماذا لم يطالبوا بتنحية الملك حمد بن عيسى آل خليفة , كما طالبوا الرئيس بشار الأسد؟‏

يعتبر المحلل بيبي اسكوبار أن هذا الصمت جاء ثمرة إبرام اتفاق شفهي جرى بين آل سعود وواشنطن . ينص على التالي «يمكنكم غزو البحرين ومقابله يتم السماح بتقديم قرار عربي يقضي بالسماح للأمم المتحدة بتفويض حلف الناتو لقصف ليبيا باسم الإنسانية « . وقد أكد مصدران من داخل الأمم المتحدة هذا الاتفاق إلى موقع آسيا تايمز أون لاين . ويؤكد المصدر أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هي التي أعطت الضوء الأخضر للسعودية لغزو البحرين عبر قوات درع الجزيرة . وهذا مثال آخر على سياسة الكيل بمكيالين التي تسير وفقها الولايات المتحدة المرتكز على أساس « افعل ما أقول لا ما أقوم به». وقد انتقدت الناشطة البحرينية مريم الخواجة من المركز البحريني لحقوق الإنسان مبيعات الأسلحة الغربية للبحرين . وفي هذا السياق , باعت الولايات المتحدة خلال العقد الأخير إلى البحرين أسلحة تبلغ قيمتها التقديرية 1,4 مليار دولار. كما تشارك البحرين في برنامج التدريب العسكري IMET , هذا بالإضافة إلى توقيعها عقد شراء تجهيزات عسكرية تبلغ قيمتها 53 مليون دولار .‏

والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا هذه الدولة الصغيرة الحجم المتصلة بالسعودية مهمة جداً بالنسبة لواشنطن ؟‏

لقد أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عام 2002 هذه المملكة الصغيرة ( حليف مهم لها غير عضو في الناتو ) وفي شهر آذار من عام 2008 كانت البحرين في ظل حكم آل خليفة الدولة العربية الأولى التي أجرت مناورات عسكرية بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة . وليس من فراغ اتخاذ الأسطول الخامس الأميركي البحرين مركزاً له, لأن البحرين ستكون المركز الرئيسي لأي عمل عسكري أميركي في المستقبل تقوم فيه في منطقة الخليج . ولنذكر أن البحرين وافقت على تقديم مساعدات لوجستية في الحرب الأميركية ضد العراق , بوصفها قاعدة عسكرية, كما وأنها ساندت المهمات العسكرية في أفغانستان .‏

بعبارة أخرى لا يمكن للإمبراطورية أن تسمح لنفسها بخسارة البحرين .‏

 بقلم : داليا غونزاليس ديلغادو‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية