تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية و روسيا... هدف «العفو الدولية»!!

عن موقع Land Destroyer
ترجمة
الأربعاء 25-4-2012
ترجمة رنده القاسم

لن تسبب المعلومات الغرافية التي قدمتها منظمة العفو الدولية تحت عنوان: “حقائق صادمة حول من يسلح منتهكي حقوق الإنسان”، و التي تصور تسليح روسيا لسورية على أنه دعم لأكبر إراقة للدماء،

أي صدمة على الإطلاق عندما يدرك المرء أن المنظمة المخادعة التي تدعي تأييدها لحقوق الإنسان تدار في الواقع من قبل مسؤولين في الإدارة الأميركية و بتمويل من مؤسسة المجتمع المنفتح التابعة للمجرم المدان جورج سوروس و إدارة المملكة المتحدة للتنمية العالمية والمفوضية الأوروبية و مؤسسات أخرى ذات تمويل مشترك. و في هذا السياق تبدو المعلومات و بوضوح بروبوغندا مخجلة ذات دوافع سياسية تستخدم شعار العفو الدولية لمنحها الشرعية التي يفتقدها و بشكل متزايد رعاتها غير الموثوقين.‏

المعلومات الغرافية خاطئة جدا و متخمة بالأكاذيب الواضحة و التي يسهل تفنيدها. و لابد و أنها موجهة لأكثر أعضاء المجتمع الأوروبي جهلا و أسرعهم تأثرا. كما و تضم نفاقا فاضحا يتعذر تفسيره، فعلى سبيل المثال، دافعت روسيا عن تسليحها للحكومة السورية بالاستشهاد بأدلة توثق أن الاضطراب أثير على يد إرهابيين ممولين خارجيا و مسلحين جيدا يرتكبون الكثير من الفظائع، و التي ذكرتها منظمة مراقبة حقوق الإنسان، شقيقة العفو الدولية. و لكن في المقابل، أي عذر يمكن أن تقدمه فرنسا أو ألمانيا أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة فيما يتعلق بتسليحها البحرين و اليمن و ليبيا في الماضي أو الحاضر، خاصة و أن هذه الدول ذاتها قد بررت تطفلها الأجنبي و تدخلها العسكري على أنه بدوافع إنسانية؟‏

الكذبة الفاضحة التالية من قبل العفو الدولية هو جداول الخسائر البشرية. و قدمت المنظمة نفسها على أنها مصدر هذه الجداول، معترفة بأنها لا تملك معلومات دقيقة متعلقة بليبيا أو إن كان الجدول يضم آلافا لحقوا بآلاف قتلهم هجوم الناتو أو خلال أعمال الإبادة الجماعية التي قام بها إرهابيو المجموعة الليبية الإسلامية المقاتلة المسلحة و المدعومة من قبل الناتو.و يجب ملاحظة أن فيلق الإرهاب الليبي التابع للناتو لا يزال حتى اليوم يرتكب الفظائع بشكل منظم.‏

و يفترض بأن جدول العفو الدولية المتعلق بسورية إما مصدره جدول الأمم المتحدة الفاقد أصلا لمصداقيته، أو أنه مأخوذ من منظمات غير حكومية ذات تمويل أجنبي و مقرها لندن تدربت على يد وزارة الخارجية البريطانية التي تضع جداولها وفقا للشائعات و التلفيقات.‏

كذلك حال أرقام الأمم المتحدة القائمة على التلفيقات و مصدرها أعضاء معارضة في جنيف و يتم تجميعها من قبل كارين كونينغ أبوزايد ،وهي مديرة خلية التفكير Fortune 500 . و تجلس أبو زايد في مجلس سياسات الشرق الأوسط و مقره واشنطن، الى جانب شركاء سابقين و حاليين في شركة ايكسون و الجيش الأميركي و الCIA و مجموعة بن لادن السعودية و مجلس الأعمال السعودي القطري و أعضاء سابقين و حاليين في الحكومة الأميركية. و بتجسيدها مصالح أولئك الذين يحاولون منذ عقود إعادة ترتيب العالم العربي وفقا لما يلائمهم، فإن أبا زايد تجعل تقرير الأمم المتحدة موضع شبهة و كذلك مصداقية الأمم المتحدة نفسها.‏

و لكن ربما الأكثر إزعاجا، ليس المعلومات الكاذبة المستفزة من قبل منظمة العفو الدولية، و لكن المعلومات التي لم تحتويها تلك الصورة البيانية. مثل صفقة أسلحة بستين مليار دولار أميركي وقعتها الولايات المتحدة مع السعودية ذات السمعة السيئة في انتهاك حقوق الإنسان، و هي الصفقة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. و المليارات تلو المليارات اللامعدودة التي ترسل الى الحكومة الإسرائيلية للاحتفاظ بوضعها في المنطقة كدولة مولعة بالقتال، و كذلك للسيطرة على معسكر اعتقال بحجم أمة يطلق عليه أحيانا اسم فلسطين.‏

في أحسن الأحوال، الاختلاف الوحيد بين تسليح روسيا للحكومة الشرعية السورية، و تسليح الولايات المتحدة للإرهابيين الليبيين، و الطغاة السعوديين والإسرائيليين المصابين بجنون العظمة هو البروبوغندا الغربية الذكية المستخدمة لتغيير أي مثال، بتبريره عندما يناسب الغرب، و شيطنته عندما يكون ضدهم. و في أسوأ الأحوال، الفرق يكمن في حقيقة أن روسيا تسلح حكومات قائمة، بينما الولايات المتحدة و شركاؤها من الجامعة العربية و الناتو يقومون في الواقع بتسليح منظمات إرهابية سيئة السمعة، معظمها ضمن القائمة الأميركية و البريطانية للمنظمات الأجنبية الإرهابية.‏

و الغرض من تسليح هذه المنظمات هو القيام بالضبط بما تتهم به العفو الدولية روسيا، و هو دعم سفك الدماء.و في الواقع، بينما يطالب الغرب الرئيس السوري بشار الأسد بسحب الجنود من المدن السورية وفقا لخطة سلام الأمم المتحدة، فإن المتمردين الوكلاء عن الغرب رفضوا علنا الاتفاق و وعدوا بالمضي بالقتال. و عوضا عن توبيخ المتمردين، تعهد الغرب الى جانب شركائهم في الجامعة العربية بتمويل المتمردين بالمال و السلاح ليشجعوهم بذلك على الازدراء باتفاق السلام وبالطبع الاستمرار بإراقة الدماء.‏

و هذا فقط الموقف الأخير من سلسلة مواقف قامت بها العفو الدولية بدوافع سياسية مستهدفة كلا من روسيا و سورية. وأياً كان حجم المصداقية التي خسرتها العفو الدولية بعد مشاركتها في تدمير ليبيا و بالطبع دعم سفك الدماء في شمال إفريقيا، فإنها قد دفنتها تماما في أرض المعركة السورية.‏

 بقلم توني كارتالوتشي كاتب و باحث جيوسياسي مقره في تايلاند.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية