وتحويلها إلى دويلات مغلوب على أمرها، وإلا فماذا يعني إصرار هؤلاء على دعم المجموعات الإرهابية المسلحة لضرب سورية رغم تجاوبها مع المبادرات العربية والدولية لحل الأزمة التي تمر بها، وبالتزامن مع قيام بعثة المراقبين الدوليين بالاطلاع على ما خلفته عصابات حمد وأردوغان وسواهم.
وبالتالي لم تعد هناك أي دولة محصنة من أعراض وعدوى الإرهاب الذي استشرى في الجسد السوري بسبب «الحرص الزائد على حقوق ومصالح السوريين»، حيث سيتفشى ذاك المرض في الجسد العربي، ويمكن أن يقاسي من آلامه قبل أي أحد مَنْ أوقد النار في سورية. حيث اللعب بالنار لا تحمد عواقبه.
الحكومة السورية ومنذ بدء الأحداث المفتعلة والمؤسفة، لا تزال منفتحة على أي مبادرات أو جهود صادقة وحيادية لمساعدتها في الخروج من الأزمة، ولاسيما أن تلك الجهود تحافظ على سيادتها واستقلالية قرارها الوطني، وتضمن أمنها واستقرارها، كما تبدي تعاوناً والتزاماً كبيرين مع جهود أنان انطلاقا من حرصها على التوصل إلى حل سياسي سلمي تحت سقف الوطن.
بالمقابل نرى بصمات العصابات الإرهابية المسلحة واضحة للعيان على كل جريمة ترتكب بحق الكفاءات والخبرات وقوات الجيش والأمن، وآثارهم التخريبية شاخصة في كل مكان دنسته أقدامهم وأيديهم ووجوههم، والمبرر الجاهز لديهم «الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان..» أي إنسان هذا.. هل ذاك الذي يشبههم؟!
بالتأكيد الممارسات الإرهابية مهما أغرق منفذوها بهواية واحتراف القتل، لن تنال من عزيمة سورية لكونها تعلم أن ما تفعله العصابات الإجرامية يشكل المسمار الأخير في النعش الذي اختارته تلك المجموعات لنهايتها ولكن بملء إرادتها، هذا من جهة، ومن جهة ثانية لدى سورية مصلحة حقيقية في نجاح عمل بعثة المراقبين على أسس من الموضوعية والحيادية والمهنية، انطلاقا من حرصها على أمن الوطن، وبالتالي لن تفقدها ممارسات الإرهابيين القدرة على الصبر والمواجهة حتى إيجاد حل سياسي يرضي جميع الأطراف ويعود بالفائدة على أبناء البلد، حتى من ضل منهم الطريق.