تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لقاء الأخوة على قناة NBN .. من بيروت هنا دمشق

فضائيات
الأربعاء 25-4-2012
فادية مصارع

من دمشق «هنا القاهرة» نداء اهتزت له العواصم العربية بعد أن ضرب العدوان الثلاثي بطائراته 1956 الإذاعة المصرية من أجل إسكات صوت القاهرة، ولم تمض ساعة من الزمن إلا وفوجئ العالم براديو دمشق

يقول: «هنا القاهرة»، هكذا كانت دمشق ولا تزال قلب العروبة النابض وحضنها الدافئ.. ما تخلت يوماً عن مبادئها ولا تركت أشقاءها أيام المحن، و هي التي تشهد اليوم حرباً إعلامية مسعورة ممن تخلوا عن العروبة والانتماء ونسوا حركات التحرر العربي، وغدت أحلام الوحدة لديهم أضغاثاً.‏

بين التضليل والتهليل والتطبيل والتزمير الإعلامي العربي قبل الأجنبي، يبقى الرهان على الأخ الشقيق والتوءم في الروح والجسد، فالشام وبيروت في البلوى معاً ومهما امتدت الجغرافيا يبقى القاسم المشترك بينهما تاريخ لا تمحوه النوائب أو تذروه رياح عولمة عاتية تريد اقتلاعنا من الجذور.‏

«الشقيق وقت الضيق» مثل جسدته بعض القنوات اللبنانية التي رفضت أن تبيع شرفها المهني لدول الدرهم والدولار وأبت إلا أن تكون دمشق بكل ألمها ووجعها حاضرة في بيروت وفي العالم كله.‏

ولعل برنامج «من دمشق» الذي يقدمه الإعلامي عباس ضاهر خير مثال وهو الذي رصد الأزمة السورية منذ بداياتها وحتى بعد مرور عام عليها، وتوقف عند نقاط مهمة بعرضه حلقات استثنائية لأبعادها سياسياً واقتصادياً، وكان على تماس مباشر مع نبض الشارع السوري ولسان حال المواطن في سورية متطرقاً إلى قضايا الشباب ومتحدثاً عن الجيش السوري إمكانياته وقدراته، مستضيفاً رجال دين مسلمين ومسيحيين، ومنهم غريغوريوس الثالث لحام بطرك أنطاكية وسائر المشرق، الذي توقف عند نقاط مهمة تؤسس لمرحلة قادمة في سورية ما بعد الأزمة، لحام الذي يعد دمشق المحطة الأهم في نشر الثقافة الروحية المسيحية للإنجيل المقدس، رأى أن استهداف المسيحيين لا علاقة له بالدين وإنما هو جزء من المؤامرة لتقطيع أوصال البلاد التي لم تعرف يوماً الطائفية، ولدى سؤال المذيع له عن ذهابه إلى أوروبا وماذا سيقدم الغرب للمسيحيين أكد أن رحلته كانت بهدف الدفاع عن قيم متجسدة في بلاد الشام كلها، وحين بادره مقدم البرنامج بالسؤال: رغم الألم أنت مطمئن فيجيب.. نعم لأن صوت المحبة أقوى من أي صوت، فالمحبة أقوى من الموت وأقوى من أي إرهاب، ومن يرمِ سلاحه ممن غرر بهم سوف يتخلص من الخوف، أن تطرح سلاحك يعني أن تتحرر من الخوف، وهناك من يفسر خطأ أن تدير خدك الأيسر لمن يضربك على الأيسر بالجبن، وواقع الحال إنما هي دعوة لأن نحلّ قضايانا بغير عنف وهو إنذار لكل العالم العربي، لأن الأزمة في سورية ستكون مفتاحاً لأزمات شتى في العالم العربي، وإذا حُلت بطريقة سلمية وحضارية محلياً وعالمياً ستكون أمثولة لهم، من دمشق عبر «nbn» دعا لحام أن تكون سورية قائدة الحوار لأنه أساس الخلاص، فالله حاور البشر وكلم الإنسان، ومن دمشق أيضاً شدد البطرك لحام على دور الدولة السورية بأن تكون قوية في الحوار لتتغلب على الموجات التي تتحداها مؤكداً أن للكنيسة دوراً في هذا الموضوع، فعلى كل الكنائس المسيحية أن تستقطب كل القوى الإيجابية ليعود الذين استغلوا إلى الحوار، وكفى بما حصل في لبنان عبرة.‏

البطرك المتجذر في دمشق والمولود بأرضها منذ عام 1933 أكد أيضاً أن موضوع التهجير غير وارد بالنسبة للطوائف المسيحية فبعد انتخابه أصدر قراره بأن الهجرة ممنوعة وأولاً على أولاده ليحافظوا على وجودهم في البلد الذي حملهم ورعاهم، وليبقوا مع إخوانهم المسلمين جنباً إلى جنب في وقفة تضامنية أساسها المحبة، ليضمد الهلال الأحمر والصليب جراح كل إنسان سوري نزفت على الأرض السورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية