إلا أنها عانت في الآونة الأخيرة من قلة روادها لأسباب عديدة، فما الأسباب التي سلبت المكتبات مكانتها العلمية والمعرفية؟
مكان للاستراحة
طلاب السنة الثالثة في كلية التربية بدمشق أكدوا أن المكتبة لم تعد تستخدم لغرض المطالعة والقراءة بقدر ما أصبحت مكاناً لاستراحة الطلاب بسبب عدم احتوائها على متطلباتهم، فلا تتضمن الكتب والمراجع للموضوعات التي يحتاجها الطالب!!
الطالبة (ب.ح) قالت: تعامل أمين المكتبة مع الطالب سيئ للغاية فهو لا يكلف نفسه مساعدة الطالب بالبحث عن الكتاب حتى ولو لم يكن هناك ازدحام كبير، حيث يضطر الطالب للذهاب إلى مكتبات الجامعات الأخرى للحصول على الكتاب الذي يريد!
وتقول الطالبة (أ.خ): تفتقر المكتبة إلى العديد من المقررات كتقنيات تعليم وإدارة مؤسسات تربوية سنة ثالثة ويضطر الطلاب للذهاب إلى مكتبة كلية الهندسة المدنية للحصول على الكتب المطلوبة.
وتضيف بالقول: بعض الأحيان إذا لم نجد الكتاب المطلوب نلجأ إلى تصوير مقررات الكتب (استراتيجيات حماية الطفل ومناهج رياض الأطفال) غير موجودة بتاتاً.
ثبوتيات إضافية
كان لطلاب قسم التاريخ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية رأي آخر حول واقع المكتبات الجامعية، فالمكتبة بكلية الآداب تحتوي على مصادر ومراجع عديدة إلا أن الطلاب يجدون عناء كبيراً في البحث عن الكتب، باعتبار البحث يتم بطريقة يدوية عن طريق البطاقات، بالنسبة إليهم حبذا لو يتم البحث بالطريقة المعلوماتية بوجود حاسوب لتسهيل البحث وسرعة الحصول على المراجع المطلوبة.
كما أن هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الطلاب وهي حصر الإعارة بإيداع الهوية الشخصية ولا يتمكن الطلاب من أخذ الكتب إلى مسكنهم والمطالعة والحصول على المعلومات، خاصة أن الهوية لا يمكن الاستغناء عنها بتاتاً.
طلاب قسم اللغة العربية سنة رابعة أوضحوا بعدم وجود الكتب التي يحتاجها الطلاب فبعض المراجع مفقودة مثل روايات (حنامينا) فيضطرون إلى شرائها على نفقتهم الخاصة وهي مكلفة، مطالبين بتوفيرها قدر الإمكان خاصة أن قسم اللغة العربية يحتاج إلى الاستعانة بالمؤلفات، حتى لو وجدت بعض المؤلفات المطلوبة فتكون قليلة (نسخة واحدة يطلبها طلاب كثر) وغير كافية.
كما أنه لا يوجد نظام الأرشفة الإلكترونية وعدم توفرها يزيد من معاناة الطلاب أيضاً الأدراج التي تحتوي على بطاقات المراجع تحتاج إلى ترتيب حسب الأحرف الأبجدية!!
طلاب علم الاجتماع سنة رابعة: المكتبة رديئة من حيث الإنارة فالإضاءة خافتة.
أما طلاب كلية الإعلام سنة أولى فتحدثوا عن قلة أعداد الكتب من حيث النوع، ومكتبتهم أيضاً تفتقر إلى تنوع المصادر، كما أن استعارة المراجع محصورة بإيداع الهوية الشخصية.
مخبر للانترنت
طلاب الماجستير في كلية الاقتصاد والتجارة أشاروا إلى قلة فترة إعادة الكتب 3 أيام وهي قليلة لا يتمكن الطلاب من خلالها الحصول على المعلومات التي يحتاجونها، خاصة أنهم مضطرون للبحث عن الكتب، كما أنها قديمة جداً فالكتب التي يعتمدون عليها يشترونها على نفقتهم الخاصة، مطالبين بتحويل قسم من مخبر الانترنت إلى مكتبة إلكترونية وتزويدها بنظام (البازبورد) كي يستطيعوا استجلاب المعلومات في منازلهم بواسطة الانترنت ليستفيدوا من ميزة أيام العطل.
كما أن بعض المواقع الإلكترونية (مجلة جامعة دمشق) لا تحتوي على كامل المعلومات فالفائدة التي يجنيها الطلاب ضئيلة، يجب تنزيل كامل المعلومات أسوة بغيرها من المواقع الخاصة (يوجد رسائل كاملة) ويفضل تحويلها إلى مكتبة إلكترونية.
صعوبة بالترجمة
طلاب الفنون الجميلة سنة ثانية نوهوا بأن معظم الكتب والمراجع والمصادر بلغة أجنبية، ويجدون صعوبة بالترجمة، كما أن غلاء سعر الكتب يمنع العديد من شرائها، حيث إن بعض الكتب يصل سعرها إلى 5000 ل.س مثل كتاب الفنانين أو التصوير أو تعليم التقنيات، وقدمت شكاوى عديدة نتيجة غلاء سعرها، لكن لم تلق آذاناً صاغية.
كما يوجد ندرة في بعض المراجع والكتب خاصة أن لها حقوق نشر ولاسيما الأجنبية أما العربية موجودة بالانترنت حصراً للفنانين العرب.
كما أشاروا إلى مواقف عمادة الكلية بالحفاظ على سلامة المراجع خاصة أن بعض المراجع والرسومات لا يتم إعادتها من قبل بعض الطلاب.
أما طلاب كلية العلوم بينوا أن المكتبة ينقصها تزويد بالمستلزمات اللازمة من كراسٍ وطاولات ليستطيع الطلاب المطالعة والبحث عن المعلومات المطلوبة.