مع أفراد المجتمع مع أقرانه وأقاربه وقد تخطئين في معالجتها، فتكون عقدة لديه في المستقبل، تؤثر على حياته الخاصة والعامة، وعلى علاقته الاجتماعية سلبياً، والمشاكل السلوكية أهم جانب من جوانب حياة الطفل التي يجب أن نوليها اهتماماً إذا أردنا أن نعد جيلاً في المستقبل سليم السلوك والأخلاق والتعامل، يمد يده للآخرين ويحسن التصرف مع الجميع ويتصف بالانسجام والإقدام وضبط النفس، يقاوم الحسد والغيرة واثقاً من نفسه، يتمنى الخير للآخرين كما يحبه ويتمناه لنفسه، وهذا يتطلب تصحيح البناء من الأساس، لابد أن نلجأ إلى محاضن شباب الغد إلى أمهات المستقبل للمساهمة في البناء عن طريق بعض النصائح التي كان لها أطيب الأثر.
في حالة الغضب
كوني قدوة لطفلك في ضبط النفس، ولا تسخري ولا تستهزئي به، ولا تجبري طفلك على الطاعة لمجرد الطاعة، استغلي طاقات الطفل استغلالاً حسناً ولا تستجيبي لمطالبه حين يصرخ فيتعود ذلك، لا تناقشي سلوكه مع الآخرين وعلى مسمع منه، ولا تتعاملي مع نوبة الغضب بالصراخ والعنف وفقدان السيطرة على النفس، أو العقاب البدني، ولا تستسلمي له وتتركيه يحصل على ما يريد، حاولي تجاهله وسكني غضبه وبعد هدوئه تحدثي معه بهدوء شديد ولا تقلقي على ما حدث، حاولي أن تعلمي طفلك وبالتدريج طريقة التعبير المناسبة دون اللجوء إلى التعبير بصوت مرتفع، علمي طفلك أيضاً على احترام حقوق الآخرين منذ نعومة أظفاره، ولا تميزي بين طفل وآخر من أولادك ولا تهملي طفلك، ولا تعيريه لفشله وتقصيره بالنسبة لمن هم في سنه.
في حالة «التخريب»
تفهمي الأسباب التي جعلت منه مخرباً أي ابحثي فيما وراء الفعل، ساعدي طفلك على التنفيس عن الغضب بشكل غير ضار (جري، تلوين، رسم) واجهي طفلك كلما بدر منه سلوك تخريبي بالعمل على وقف هذا السلوك بإصدار أمر لفظي هادئ واشرحي له سبب منعه من التخريب مع بيان القيمة المادية للشيء وحقوق الآخرين، اعزلي طفلك على ألا تتجاوز مدة العزل على (2 - 5) دقائق حتى يهدأ ثم امتدحي هدوءه، ويستحسن أن تشعريه بفداحة عمله وذلك أن يدفع تعويضاً عن الشيء المخرب مادياً من حصالته أو مصروفه، أو معنوياً مثل حرمانه من بعض ما يحب، وساعديه على أن يجد أفضل الطرق للسيطرة على مشاعره في المستقبل، وأهم من هذا كله أن تكوني له قدوة في ذلك.
في حالة الخجل
تجنبي تعيير الطفل بخجله أو الإشادة به (مؤدب خجول) شجعيه أن يطلب ما يريد بجرأة دون خوف أو حرج من التعبير عن نفسه، اجعليه يشترك مع غيره في نشاطات رياضية أو غيرها، فيتغلب على الخجل من خلال ما يحرزه من نجاح أمام الآخرين، ولا تدفعي طفلك للقيام بأعمال تفوق قدراته، فذلك يشعره بالعجز ويجعله يزداد خجلاً، واجعليه منذ صغره يخالط الآخرين، ويكسب الصداقات، ويزور الأهل والأقارب، وأن يتحدث مع الجميع صغاراً وكباراً.
في حالة الخوف
كوني نموذجاً للهدوء والاستقرار في تصرفاتك، وأن تكون مخاوفك وقلقك بعيدة عن مرأى ومسمع طفلك، اغرسي الشعور بالأمن في نفس طفلك عن طريق التعاطف معه وفهم أفكاره ومشاعره، ومناقشته بالأمر إذا تعرض لشيء مخيف، استخدمي اللعب لتعليمه كيفية التعامل مع الخوف والرسم أحياناً فإن خاف من شيء فاجلبي له لعبة أو ساعديه على رسمه، ساعديه على مواجهة المواقف المخيفة بشكل تدريجي مثل زيارة طبيب الأسنان، ولا تتركي أي حادثة خوف يتعرض لها دون مناقشة فيما حدث حتى لا تصبح مصدراً للعقد النفسية في كبره، راعي طبيعة نمو طفلك، ولا تظهري قلقك عليه إن أصابه مرض أو تأخر عن الحضور ولا تحرميه اكتساب خبراته بنفسه فلا تبادري بالإجابة عنه إذا سئل، ولا تمارسي الحماية الزائدة عليه ولا تسرفي في عقابه ولا في نقده المستمر له لأن ذلك ينمي عنده الخوف والاستهانة بنفسه فيخاف ويحجم، ولا تتوقعي الكمال في طفلك، فيشعر بالخوف من أنه لا يقدر على تلبية هذه التوقعات.
في حالة «ضعف الثقة بالنفس»
لا تضعي ولا تقيمي الموازنات بين الأطفال متجاهلة أن لكل طفل شخصيته وقدراته، وإن كان لابد من الموازنة فبين الطفل ونفسه كأن تقولي له: أنت البارحة كنت ممتازاً في تصرفك في الموقف ذاك، فما بالك اليوم؟
واتركي شيئاً من الحرية للطفل يتصرف من خلاله ليدرك ذاته حتى وإن أخطأ، ولا تتدخلي في كل صغيرة وكبيرة من أموره كي يشعر باستقلال شخصيته، وركزي على الجوانب الإيجابية وأكثري من الاستحسان والتقدير ليدرك بشكل تدريجي قيمة نفسه، وأكثري من عبارات الثناء على أعماله الجيدة لتنمية مفهوم الذات، واشركيه في أعمال الخير والهوايات على قدر طاقته لرفع الروح المعنوية، وإن كان عندك أكثر من طفل فخصصي يوماً لكل طفل يكون فيه محط اهتمام الجميع، ويستحسن أن تحققي شيئاً من رغباته في ذلك الدور في حدود المعقول وأدخلي طفلك على الضيوف يلقي السلام، ويعرف باسمه، وإذا دخلت عليه في غرفته ألقي السلام عليه، واجعليه يختار أشياءه بنفسه من بين مجموعة وجدت فيها أنت ما يناسبه.