وفي هذا الإطار أقامت الأمانة السورية للتنمية ندوة تعريفية بمشروع «مسار» حيث تضمنت الندوة عرضاً توضيحياً حول البنية الهندسية للمركز ومراحل التنفيذ التي قطعها ومحتواه من المعارض التفاعلية وأهدافه والغاية من إحداثه وفيما يلي نورد عرضاً سريعاً لأهم الأجنحة التي يتضمنها المركز:
جناح (شارك معنا): يوفر هذا الجناح فرصة للزوار لاكتشاف معلومات جديدة وإثراء معارفهم من خلال الكتب والموسوعات المتنوعة أو من خلال البحث في مواقع الانترنت أو مشاهدة أفلام قصيرة تعليمية، كما يحفز الخيال ويعزز الابداع لديهم من خلال أنشطة تفاعلية تطور مهاراتهم.
جناح صغار: خاص بالأطفال من عمر ستة أشهر وحتى خمس سنوات، ومن المنتظر أن يوفر هذا الجناح بيئة تعليمية للصغار عبر اللعب ليتمكن الأهل من اكتشاف الأطفال لميولهم بأنفسهم من خلال تفاعلهم مع المحيط بهم، وتتضمن تنمية المهارات لدى الأطفال وسائل شتى، كالكتابة والرسم والتمثيل والموسيقا والتحاور في خمس محطات على الترتيب (اكتشف، ابحث، صمم، ابدع، تواصل) وفي كل محطة ذات أهداف وغايات ورسائل تترابط وتتكامل في البنية الهيكلية العامة للمركز، ولم يغفل المركز الأنشطة التشجيعية للأطفال التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم الاجتماعية وتطوير إدراكهم واكتساب مهارات حسابية ولغوية جديدة حيث تقدم الهدايا التقديرية للأطفال الزوار والمشاركين.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهات المشاركة في هذا المشروع الحضاري، التنموي، التعليمي، التقني، تتمثل بمحافظة دمشق ومؤسسة الإسكان العسكري والشركة العامة للطرق والجسور بالتعاون مع مصممين معماريين ومعارض وتقنيين، واستشاريين للتصميم الهندسي والمعماري.
وخلال الندوة أشار المدير التنفيذي للأمانة عمر الحلاج إلى أن هذا المشروع لم يعد محصوراً بالأمانة بقدر ما هو ملك للجميع حيث يستطيع أن يشارك فيه كل فرد سواء في التأسيس أو التمويل أو الإدارة، وقد بين أنه في المرحلة المقبلة سيتم الاتفاق على كيفية إدارته بالتنسيق مع الأطراف كافة.
وقد حضر الندوة وزير الثقافة رياض عصمت ومحافظ دمشق الدكتور بشر الصبان ومعاون وزير التربية الدكتور فؤاد الغالول ومدير عام مؤسسة الإسكان العسكرية.
وجال المشاركون في الندوة على المشروع واطلعوا على المراحل المنجزة منه، ويعد المركز الذي يأخذ شكل الوردة الدمشقية من أبرز المشاريع التي يعمل عليها «مسار» حالياً، حيث سيشكل نموذجاً معمارياً فريداً يتمركز في قلب العاصمة دمشق ليؤلف وحدة بنائية متآلفة مع المحيط المعماري والثقافي لمقومات دمشق الحضارية كما أنه يجسد آخر ما توصل إليه العلم في مجال الهندسة والبيئة متضمناً الحفاظ على المياه واستخدام الطاقة المتجددة وأنظمة التحكم بالحرارة الطبيعية.
يذكر أن «مسار» افتتح أول مركز له في محافظة اللاذقية عام 2007 وأقام منذ بدايته جولات ميدانية شملت مختلف أنحاء سورية وقدم مجموعة من النشاطات للأطفال والشباب في المراكز الثقافية وأقام أيضاً عدة ورشات عمل شارك فيها أطفال وشباب من مختلف المحافظات السورية وتمحورت هذه الورشات حول تطوير محتوى مركز الاستكشاف بالتعاون مع وزارتي الثقافة والتربية من خلال فريق مدرب يسمى الفريق الأخضر الذي قدم نشاطات عديدة تتضمن كيفية استعمال الحواس ورواية القصة باستعمال الخيال والتنقيب عن الآثار بالتركيز على اللمس والنظر والتخيل.
يشار إلى أن الأمانة السورية للتنمية منظمة غير حكومية وغير ربحية تعمل على تشجيع ريادة الأعمال وتمكين المجتمع الأهلي والمواطنة الفعالة وتشارك المعرفة ومناصرة قضايا التنمية.