تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حصاد الصبر

فواصل المجتمع
الثلاثاء 29 -12-2015
غصون سليمان

إيقاع الحياة السورية يرسم خطه البياني في حالة متصاعدة على جميع المستويات حيث نسب التفاؤل تعلو في ميزان ثقلها المعنوي في حراك المجتمع لحالات قاهرة وظروف معقدة وصعبة لسنوات خمس من عمر الألم السوري..

وما حصاد الصبر على الأذى والموت والمرارة إلا شيء طبيعي أتى أكله على رؤوس إرهابية بالجملة أينعت وحان قطافها على طريقة ووعد وعهد وقسم الجيش العربي السوري وحلفائه الأوفياء..‏‏‏

أمنيات ورغبات وأحلام كانت ترفل بيننا بسعادة الروح والمستقبل طموح متجدد يستيقظ مع كل نهار جديد..كنا ننشد كل الأماني ومازلنا، لكن اختلفت الطقوس والأساليب إذ ترافقت الدمعة مع البسمة وصالة الفرح تجاور صالة العزاء. بناء يشاد هنا وآخر بالفوضى يهدم هناك،طفل يبكي أمه وأب يرافق ابنه في رحلة الخلود الأبدية..‏‏‏

طقوس اضطررنا للتأقلم معها بعدما هجرنا سنوات الخصب والرفاه بعد أن هدمت الفورة الزائفة مقومات الحياة الكريمة..‏‏‏

فلا عجب إن استخدمنا بوابير الكاز وإن كانت المادة غير متوفرة بالشكل المطلوب وفانوس وسراج المنازل الطينية أيام زمان،أو الشمع بأشكاله وألوانه وأحجامه إلى أن وصلنا بالتجريب واقع اللدات المنتشرة اليوم بشكل كبير كبديل عن الطاقة الكهربائية..‏‏‏

هي بعض ألوان عيشنا وهمومنا الضاغطة..ولكن يبقى التحدي الأكبر والرهان الأصعب هو هذا السوري الذي عشق تراب الوطن وسكن فيه، لم يبعه ولم يزاود عليه،لم يخنه ولم يتاجر فيه..لم يبك على أطلاله بل كان بجوارحه وروحه وقلبه يضحي من أجله ويموت ويستشهد في سبيله..‏‏‏

لم ييأس هذا السوري الأصيل ففي صدره آيات الصبر وعبر الوجد تنتفض بالحب عدد دقات القلب .فكيف لوطن يسكن أفئدة المحبين من أبنائه وما أكثرهم أن لايكون العطاء جزلا والفداء أعمق وأشمل والنصر مبينا..‏‏‏

هنيئا للصبر السوري حصاد الانتصار المتواصل لرفعة الأوطان..‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية