|
أيـــــن شــــــريــك الســــــــــلام؟ شؤون سياسية ويقول إن لسورية حقاً في الجولان الذي تم احتلاله بالقوة الغاشمة في حزيران عام 1967، وإن للبنان حقاً هناك في أرض لم تنسحب منها قوة الاحتلال بعد. السلام حتى يكون دائما وشاملا يجب أن يكون عادلا، وبيننا وبين العدو المغتصب شلالات من الدماء، وبحور من المظالم، وتناقض في المواقف، حيث إنه يصر على أن باطله- المدعوم بقوة العدوان- حق، ونحن أول العارفين أننا أصحاب الحق، ولا يمكن لنا بالتالي أن نبقى مصرين على مد اليد إلى حيث السكاكين والغدر والتجاهل في أفضل الردود. وإذا كنا كعرب قد اتفقنا على (حد أدنى) هو ( المبادرة العربية للسلام) فإن المحتل الصهيوني تجاهلها وأدار لنا ظهره، وبعد ست سنوات جاء لنا بحكومة أشد غطرسة وعدوانية وعنصرية وتطرفاً. حكومة ألغت منهجا من التفاوض المراوغ عمره كان ستة عشر عاما، مع أنه منهج ثبت بالملموس بطلانه وتأكد انه أفاد المحتل وأضر بالعرب عموما وشعب فلسطين خصوصا، وأوصلنا إلى الحال التي بات فيها الحديث- مثلا- عن التمسك بالقرار 194- أمراً (يضر بالمواقف الدولية الداعية إلى حل الدولتين)، بل صار مطلوبا منّا نحن العرب- أن نقول للمحتل: كل ما هو مطلوب منك اليوم هو إعلان التوقف عن الاستيطان- وانظر ما نحن فاعلون إن قلت وأعلنت أنك ستوقف الاستيطان، ثق إن السماء والأجواء العربية الواسعة قد تفتح أمام طائراتك «إلعال» وثق أن هذا الأمر سيشجع على فتح علاقات تجارية واقتصادية( فورية) مع بعضنا، وثمة ما هو قادم وأفضل. مع الأسف ربما كان هذا هو الاستنتاج الذي يخرج به مواطننا العربي وقد انتظر ثلاثة أسابيع لقراءة رد عربي على خطاب أوباما في القاهرة- وأكثر من عشرة أيام للرد على خطاب المهانة والرفض الذي ألقاه نتنياهو على مسامع العالم عامة والعرب خاصة وكأنه يلقي في الوجوه كلها (القفاز) تحديا. لابد لنا من تكرار مقولة: إن العالم لا يحترم الضعفاء (قد يتعاطف معهم أحيانا) ولكن هذا التعاطف (لايحرك شعرة في مفرق القاتل). والعالم يحترم الأقوياء- وخاصة الأقوياء الذين يتمسكون بحقهم والذين يرفضون الخضوع لمنطق العدوان والقوة والعنجهية والجهالة. العرب- في هذا الوقت- ما استطاعوا أن يميزوا بين الخطابين- خطاب اوباما وخطاب نتنياهو، وراهنوا- بالطبع رهانا لابد ان يكون خاسرا- على توسيع (ايجابيات) لسنا ندري من أين جيء بها في (خطاب نتنياهو) فنحن قرأناه من ألفه إلى يائه وفتشنا عن دالة واحدة أو كلمة ايجابية فما وجدنا غير الرفض التام لكل ما وعد العرب به منذ ما قبل بوش الابن عبر الأب والى اليوم. نتنياهو: ما قدم أي عرض سوى الاقتصاد والسياحة ولوح بقدرات الصهاينة (العقلية والإبداعية) وقدرات العرب (البشرية والبدنية) في استقراء جديد لعنصرية أشد فتكا وخطرا من النازية، هي حقيقة العنصرية الصهيونية. الرئيس بشار الأسد قال الأربعاء إنه لايجد شريكا إسرائيليا للسلام وذا عين العقل وبالتجربة المديدة. ولكن ثمة- بيننا نحن العرب- من يجادل أن الرئيس الأميركي يملك أن يقلب الطاولة على رأس نتنياهو وناتج الانتخابات الصهيونية- وهذا أمر مشكوك فيه تماما، ببساطة شديدة، إن الرئيس الأميركي يؤيد ما جاء في خطاب نتنياهو، ما يعني تأييد إلغاء حق العودة، وتأييد أن تكون القدس الموحدة (عاصمة أبدية للدولة اليهودية) ويؤيد إعلانا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا يقر ويلتزم بيهودية إسرائيل. هل هذا ما يراه العرب في السعي إلى استراتيجية السلام مع إسرائيل، إن نحن أضفنا وجود استعداد عربي- قد لا يكون جماعيا- لجعل المبادرة العربية للسلام أساسا للتفاوض - ما يعني إمكانية إجراء تعديلات عليها وذي هي ( مرونة الضعفاء) لاالأقوياء؟ nawafabulhaija @yahoo.cm
|