فيعلن على الملأ في مقالته المنشورة في موقع «هافنغتون بوست» أن الهجوم الإسرائيلي على غزة «جاء بمرسوم ملكي سعودي»، وإلا فكيف لمسؤولي «الدفاع» الإسرائيليين السابقين والحاليين أن يتحدثوا عنه بكل هذه الأريحية, مضيفاً وبثقة أن «هذا الإذن الملكي ليس إلا سراً معلناً داخل إسرائيل»!!
لا تأخذنكم الدهشة أيها السوريون ولا الغرابة مما يقوله ديفيد هيرست.. إذا كان 92 في المئة من سكان المملكة الرملية وفي استطلاع طازج جداً أجرته مؤسسة سعودية «من آل بيتهم» يرون.. وبثقة أيضاً, أن ما تقوم به «داعش» في سورية والعراق من قتل ورجم وصلب وتخريب وتدمير «يوافق قيم الإسلام والشريعة» التي لقنهم إياها آل سعود والعهرة من شيوخهم ودعاتهم ومطوّعيهم, وإذا كانت مجلة «أنتلجنس» المتخصصة بأسرار القادة والزعماء من العرب ومن غيرهم تعنون تقريرها الأخير عن تلك المملكة المظلمة بـ «إجادة تصدير العنف والكراهية إلى جانب النفط» ؟
حينئذ, لن يكون أمام أغلبية الأميركيين في آخر استطلاعات الرأي للسي إن إن سوى أن يؤيدوا «العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة».. ولا تحاولوا التصحيح لهم بأنه «العدوان الدموي الإسرائيلي في غزة».. فربما ترتفع نسبتهم إلى الأغلبية الساحقة! ولن ينفع أبداً نفاق زبغنيو بريجينسكي آنئذ.. بأن نتنياهو «يرتكب خطأ فادحاً هناك»!
سنوات طويلة ونحن نتحدث عن المسيحية الصهيونية, التي انبرت منذ زمن بعيد تدافع عن إسرائيل كما لم تدافع إسرائيل عن نفسها, وكم أهدر العرب ورقاً وحبراً وهم يكررون اتهام جورج بوش بها.. ودون أن يتورعوا عن وصف الملك السعودي بـ«العروبي».. فهل نتحدث اليوم عن إسلام صهيوني؟
.. راقبوا أيها العرب ردود أفعال آل سعود على ما ترتكبه إسرائيل في غزة منذ ثمانية عشر يوماً, وعودوا بذاكرتكم إلى تلك الردود ذاتها نهاية عام 2008 وبداية العام الذي تلاه, بل عودوا إلى تموز 2006... وسوف تتحدثون بالتأكيد!
فاتني, ومع الاعتذار عما سقط سهواً, إخباركم بما ينتظره السوريون بفارغ الصبر كما لو أنه الخلاص.. فقد أقال ائتلاف أطياف داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية من الإخوان المسلمين أمس «الحكومة السورية المؤقتة» وفتح باب تقديم العروض من جديد.. فعلى من يود الاشتراك....؟؟