في فشل الخطة ليصبح بالامكان المطالبة باستخدام اساليب اخرى يقصدون بها اساليب القوة بالدرجة الاولى.
اشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني بعد اختتام مباحثاتهما أمس في موسكو إلى الدلائل التي تظهر بصورة متزايدة في وسائل الاعلام الاوروبية الغربية والتركية على ان المعارضة المسلحة تحاول القيام باستفزازات واستثارة استئناف العنف من اجل تقويض الهدنة والحصول بذلك على ذريعة للمطالبة بدفن خطة انان مضيفا.. لقد اعلمونا بوجود انباء في الصحف التركية عن ان مقاتلي ما يسمى الجيش الحر يسيئون استخدام معسكرات اللاجئين في الاراضي التركية ويقومون من هناك بالتحضير لمهاجمة الحواجز السورية وبذلك فانهم يظهرون ما يريدونه فعلا في هذه الايام الاخيرة التي يسري فيها مفعول الهدنة .
وقال لافروف.. لقد رأيت شخصيا كيف ان بعض زملائي فقدوا قدرتهم على التركيز عندما علموا ان الحكومة السورية وافقت على خطة انان معربا عن قلق روسيا الشديد ازاء محاولات مجموعة من يسمون انفسهم اصدقاء سورية لاغتصاب وظيفة احتكارية في تقييم تنفيذ خطة انان الهادفة إلى التسوية.
وتابع لافروف.. تقلقنا المحاولات السافرة لخصخصة خطة انان واغتصاب وظائف تنفيذ تقييمها من قبل بنى اسست نفسها بنفسها على شاكلة مجموعة اصدقاء سورية مضيفا اريد التأكيد بكامل الجدية ان خطة انان اقرها بشكل كامل مجلس الامن وان هذا المجلس هو من يملك صلاحيات تقييم الخطة على اساس المعلومات التي يجب ان ترد من بعثة مراقبي الامم المتحدة داعيا مجددا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى عدم المماطلة لاحقا بتقديم اقتراحات ملموسة إلى مجلس الامن حول مؤشرات بعثة المراقبين.
وفي هذا السياق جدد لافروف التاكيد على ان قوات حلف الناتو قوضت بأعمالها في ليبيا الموقف ليس في هذا البلد فحسب بل ايضا في عموم المنطقة لافتا إلى ان ليبيا وقعت في وضع انعدام الاستقرار بعدما قصفها أعضاء حلف الناتو وهو امر لم تكن تجمعه اي صلة بتفويض مجلس الامن الخاص بليبيا.
وقال.. نحن ندعم جهود السلطات الانتقالية الليبية لاحلال النظام الا ان المشاكل هناك لا تتناقص مشيرا إلى ان استمرار اندلاع العنف في ليبيا ينتقل إلى دول الجوار على شكل تهريب اسلحة وتغلغل المسلحين ونحن نرى نتائج عمليات تقويض الاستقرار هذه في مالي مثلا الامر الذي يرسخ قناعتنا بعدم جواز تكرار السيناريو الليبي في أي مكان اخر.
واكد لافروف ان روسيا والمغرب متفقتان على ضرورة ابداء اقصى الحذر والمسؤولية من قبل جميع الذين يحاولون اقامة اتصالات مع القوي الداخلية والتأثير على العمليات السياسية الداخلية في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وقال: «نحن ننظر بصورة واحدة إلى القضايا الاساسية في العالم المعاصر وندعو لحلها جميعا استنادا إلى القانون الدولي والدور المركزي للامم المتحدة واحترام سيادة الدول واستقلالها وسلامة اراضيها ووجوب تسوية جميع النزاعات بسبل سلمية عبر الحوار ودون تدخل خارجي مشيرا إلى ان روسيا تقيم احداث ما يسمى بالربيع العربي من هذه الزاوية بالذات.
من جهة ثانية أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان مجموعة اخرى من المعارضة السورية ستزور موسكو قريبا . وقال بوغدانوف في تصريح أمس ان هذه المجموعة ستزور موسكو خلال الايام القريبة القادمة.
واشار إلى انه سيترأس هذه المجموعة احد قادة جبهة التغيير والتحرير التي تمثل المعارضة السورية الداخلية ايضا.
مارغيلــــوف: اقترحنا على
«هيئة التنسيق» ضمان الحوار السياسي في سورية
من جانب آخر أعلن ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أن الجانب الروسي اقترح على وفد هيئة التنسيق الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي السورية أن تصبح روسيا ضامنة للحوار السياسي في سورية.
وقال مارغيلوف في تصريح له بعد لقائه مع وفد المعارضة السورية في موسكو أمس ان مثل هذه الضمانة ضرورة بعد تنفيذ خطة مبعوث الامم المتحدة إلى سورية كوفي أنان.
وأضاف ان أعضاء الوفد الروسي يرون أن الكثير يتوقف على روسيا فيما يتعلق بتنفيذ خطة أنان.
وأشار مارغيلوف إلى أن نتيجة هامة أخرى للقائه مع وفد المعارضة السورية تمثلت في تأكيد هذا الوفد على أن سورية مستعدة لمواصلة تطوير علاقاتها مع روسيا مؤكدا أن المعارضين تحدثوا أيضا عن أنهم يقفون ضد الحرب الاهلية ويدعون إلى صيانة وحدة الشعب السوري. وتابع لقد ناقشنا أيضا احتمال عقد مؤتمر للقوى المعارضة السورية التي تدعو إلى حوار سياسي مع السلطة وان أعضاء مجلس الاتحاد الروسي مستعدون للمشاركة فيه كمراقبين.
وأكد مارغيلوف أن اللقاء كان هاما على خلفية سير مهمة أنان السلمية مشيرا إلى أن مجلس الاتحاد الروسي يجري لقاءات ليس مع المعارضة فقط بل مع ممثلي السلطات الرسمية أيضا حيث زار وفد من المجلس سورية في اذار الماضي.
وأوضح مارغيلوف أن جوهر الموقف الروسي لتهدئة الازمة السورية يكمن في وقف العنف وتنظيم حوار سياسي بين الاطراف مؤكدا أن الشعب السوري قادر على حل قضاياه بنفسه دون تدخل خارجي وأن روسيا تدعم جميع القوي التي تسهم في مثل هذا الحل السلمي.
الخارجية الروسية : الموضوعية بالتحقيق بقضايا حقوق الإنسان
من جهة أخرى أكدت روسيا ضرورة التزام اللجنة الدولية المستقلة التي شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق في قضايا حقوق الانسان في سورية بالموضوعية وعدم التحيز.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية:أن نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف التقى امس رئيس هذه اللجنة باولو بينيرو وبحث معه جملة من المسائل المتعلقة بنشاط اللجنة واعدادها لتقرير حول وضع حقوق الانسان في سورية لبحثه في الدورة الحادية والعشرين لمجلس حقوق الانسان.
وجرى التأكيد في سير اللقاء على أن الجانب الروسي يعول على موضوعية ونزاهة عمل اللجنة سواء فيما يتصل بتقييم الوضع في سورية في مجال حقوق الانسان أو عند صياغة توصياتها التي يجب أن تكون موجهة للاسهام في حوار وطني شامل وتسوية سلمية للازمة في سورية دون أي تدخل خارجي.
وفي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عبر شبكة الانترنت امس قال غاتيلوف: ان رئيس اللجنة بينيرو اعترف بأن المعارضة السورية ترتكب انتهاكات جدية لحقوق الانسان.
غاتيلوف: يجب تنسيق عمل بعثة المراقبين مع الحكومة السورية
من جهته أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ضرورة التنسيق بين الحكومة السورية وبعثة مراقبي الامم المتحدة لافتا الى ان نجاح مهمة البعثة يعتمد على ذلك.
وقال غاتيلوف في تصريح له أمس ان قواعد البعثات التابعة للامم المتحدة تنص على الاهمية المبدئية للتفاهم مع البلد المضيف من أجل ضمان نتائج عمل رجال الامم المتحدة وفي كل الاحوال يجب التقيد الصارم بمبدأ سيادة واستقلال البلد المعني وهو سورية في هذه الحال.
واشار غاتيلوف الى ان قرارات مجلس الامن السابقة تنص بدقة وبطلب من روسيا على وجوب عرض مؤشرات وجود الامم المتحدة على مجلس الامن بعد اجراء المشاورات المناسبة مع الحكومة السورية.
وقال غاتيلوف: ان مشاورات من هذا النوع تجرى في دمشق حاليا وهي تجرى في مناخ ايجابي حسب معلوماتنا مشيرا الى أنه ينتهي اليوم موعد تقديم بان كي مون الامين العام للامم المتحدة اقتراحاته الى مجلس الامن حول مؤشرات اطلاق عمل بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في سورية وهذا ما ينص عليه قرار مجلس الامن رقم 2042 المتخذ في 14 نيسان الجاري.
واوضح نائب وزير الخارجية الروسي أن أمانة الامم المتحدة يجب أن تقدم الى مجلس الامن اليوم معلومات بهذا الصدد ومن البديهي أن هذه المعلومات ستكون ذات طابع أولي مؤكدا أنه يجب على مجلس الامن اصدار قرار خاص حول تفويض بعثة مراقبي الامم المتحدة في سورية.
وقال غاتيلوف: انه يمكن لروسيا أن توسع مشاركتها في هذه البعثة لافتا الى ان ضابطا روسيا يدخل في قوام المجموعة الطليعية للمراقبين التي وصلت الى سورية وذلك بطلب من الامين العام للامم المتحدة ويمكن أن ينضم اليها ممثلون آخرون لروسيا.
وأشار غاتيلوف الى احتمال تغيير التقدير الاولي لعدد المراقبين بحدود250 شخصا تبعا لتطور الوضع ومتطلبات تنفيذ مهمات ملموسة ولكن يجب تنسيق أي تغيير في هذا المجال مع الحكومة السورية.
بوغدانوف خلال لقائه السفير حداد:
أهمية التنفيذ الصارم من جميع الأطراف
إلى ذلك اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الممثل الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بحث مع السفير السوري في موسكو رياض حداد تطور الوضع في سورية بعد التوصل الى وقف اطلاق النار في 12 نيسان الجاري ضمن اطر جهود المبعوث الخاص للامم المتحدة كوفي انان.
واشار الجانب الروسي الى اهمية الحفاظ على نظام وقف اطلاق النار والتنفيذ الصارم والثابت من قبل الحكومة السورية وجميع الاطراف الاخرى للالتزامات الناجمة عن خطة انان وكذلك الاسراع في بدء عملية آلية الرقابة من جانب الامم المتحدة.
وجرى التأكيد كذلك على الضرورة الملحة لتفعيل الجهود بهدف اطلاق حوار سوري - سوري داخلي. بدوره اكد السفير حداد عزم السلطات السورية الحازم على التقيد بالتزاماتها في هذا الصدد واورد وقائع عن محاولات متواترة في الايام الاخيرة من قبل المجموعات المسلحة لاحباط خطة انان معربا عن الامل في ان يتمكن مراقبو الامم المتحدة الذين انتشروا في البلاد من وضع حد لهذه الاستفزازات والخروقات من قبل هذه المجموعات.
وفي هذا السياق استعرض بوغدانوف تقييماته للاتصالات الجارية هذه الايام في موسكو مع وفد هيئة التنسيق الوطنية السورية من اجل التغيير الديمقراطي.