تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اجتماع مختطفي الجامعة في الدوحة .. محاولة يائسة لإعادة الأمور في سورية إلى الوراء

دمشق
سانا
صفحة أولى
الخميس 19-4-2012
يلخص البيان الختامي الذي تمخض عنه اجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة امس بخصوص الازمة في سورية حالة الخواء السياسي التي تعيشها الجامعة العربية ومختطفوها من شيوخ النفط

الذين ما ان تلمسوا مخارج لانفراج الازمة حتى اطلوا برؤوسهم بعد غياب ليضعوا عصيهم في عجلة الحل املا بتعطيله واعادة الامور الى الوراء.‏

ملامح خطة التخريب التي اعتمدها صانعو البيان ظهرت في مضمونين اساسيين تمثلا بطلب تحديد مهلة زمنية لتنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان وتوجيه الدعوة للمعارضة السورية لعقد اجتماع قسري غير مخطط له في القاهرة بغضون ايام في محاولة لتحقيق هدف مزدوج يشوش على الجهود الدولية المبذولة للوصول الى حل عبر زرع الشك بخطة أنان ومحاصرتها بالوقت ومن جهة اخرى الالتفاف على تقاطع المواقف بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية في الداخل الذي ظهر جليا بالدعم الكامل لخطة أنان والترحيب بالموقف الروسي القائم على مبدأ منع التدخل في شؤون سورية الداخلية.‏

ورغم عمليات التجميل التي حاول المتآمرون من مختطفي الجامعة اجراءها لبيانهم من خلال التأكيد على دعم خطة المبعوث الدولي والتباكي على الشعب السوري ومعاناته وضرورة ايصال المساعدات اليه الا انهم فشلوا في اخفاء نياتهم الحقيقية عندما تغنوا بقراراتهم ومبادراتهم الخرقاء وطالبوا بتنفيذها كما هي متجاهلين انها كانت سببا رئيسيا لتصعيد الازمة وتوتير الاجواء من خلال ما تضمنته من انحياز للارهاب وتجاهل لحق الدولة السورية في الحفاظ على سيادتها والدعوة الى التدخل العسكري في شؤونها الداخلية.‏

ومن جهة اخرى فان المجتمعين في الدوحة الذين فشلوا في مواصلة مكابرتهم وتعاميهم عن الحقيقة التي تؤكد وجود مجموعات ارهابية مسلحة في سورية تقتل المواطنين وتخطفهم وتتاجر بدمائهم اضطروا للاعتراف ضمنيا وبلغة مخففة جدا بهذه الحقيقة عندما ضمنوا بيانهم الختامي فقرة مقتضبة ادانوا فيها على مضض مواصلة عمليات العنف والقتل التي تستهدف المدنيين السوريين ودعوا جميع الاطراف الى التقيد بوقف كل أعمال العنف المسلح وانتهاك حقوق الانسان.‏

ويرى مراقبون ان المجتمعين في الدوحة وقعوا في تناقض غريب عندما عبروا عن دعمهم الكامل لمهمة أنان وبالمقابل دعوا الى تطبيق قراراتهم السابقة التي تجاوزها الزمن ولم يعد لها مكان او ذكر إلا في عقولهم وامانيهم ما يؤكد ضعف قراءتهم السياسية وعدم رغبتهم بالاعتراف بالهزيمة واللجوء الى نكران الواقع بدلا من تقبله والتعامل معه.‏

وحتى لا يدعوا مجالا للشك بتآمرهم على سورية ودورهم في تصعيد الازمة فيها ومسؤوليتهم عن المعاناة الانسانية للشعب السوري ذيّل المجتمعون بيانهم الختامي بدعوة الدول العربية الى الالتزام بقراراتهم السيئة الصيت وخاصة لجهة الالتزام بمقاطعة سورية وفرض العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري.‏

وبدا شيخ النفط القطري حمد بن جاسم محرجا وهو يتلقى استفسارات الصحفيين رغم اختيارهم بعناية لحضور المؤتمر الصحفي اذ انه لجأ للمواربة ولعبة الاحتمالات عندما سئل عن دور مشيخته في تسليح المعارضة وتعطيل خطة أنان ليقول ان الحديث عن تسليح المعارضة كان مجرد طرح ولم ينفذ متجاهلا ان الاسلحة التي تحدث عنها وصلت بالفعل ليد المجموعات الارهابية المسلحة واستخدمت في قتل السوريين.‏

وفي معرض تحايله لايجاد رد موارب على التهم الموجهة لبلاده بتعطيل مهمة أنان قال بن جاسم بالنسبة لما قاله وزير الخارجية الروسي فهو لم يحدد دولا حتى نرد ولكنه عاد ليقع في المحظور ويثبت التهمة على مشيخته عندما بدا وكأنه يفتش عن مبررات لارسال السلاح الى سورية بقوله اذا كانت الاطراف الدولية التي تحدث عنها الوزير الروسي تريد مساعدة الشعب السوري واذا كانت هذه الاطراف ضد الحكومة السورية واذا كان هناك أي أحد تآمر مع هذا الشعب الثائر حسب وصفه فأعتقد أن هذا تآمر محمود.‏

اما امين عام الجامعة العربية فوجد نفسه بلا ذخيرة سياسية يدافع بها عن نفسه وعن جامعته التي سلبت منه ليكتفي بالدعوة الى تطبيق خطة أنان والالتزام بوقف اعمال العنف ليعود وينسف كل ذلك من خلال الدعوة الى تطبيق مقررات الجامعة.‏

ولم يكن امين الجامعة موفقا في عودته الى الماضي عندما ذكر بمصير بعثة المراقبين العرب التي رفض تسليم نسخة من تقريرها الى مجلس الامن وخبأه في ادراج الجامعة معترفا ان وجودهم ساهم في تخفيف حدة العنف ومع ذلك فان الجامعة سحبتهم والغت دورهم.‏

وكان امين عام الجامعة العربية اقرب الى قول الحقيقة عندما اعترف بحق سورية حسب ميثاق الامم المتحدة في تحديد جنسية المراقبين وان هذا امر متفق عليه كما اقترب من الصواب عندما اعتبر ان تطبيق خطة الحل يحتاج الى وقت ويجب عدم التسرع في الحكم على المراقبين متناسيا ان مستضيفيه كانوا اول من هاجم الخطة وتنبؤوا بفشلها.‏

وفي المحصلة فان تخبط اعداء سورية عند كل مرحلة من مراحل الازمة وضياعهم في تفاصيل تآمرهم وعدم قدرتهم على اخفاء نياتهم بعد ان تكشفت الحقائق يجب ان يكون سببا اضافيا يدفع بالشعب السوري وقيادته للتنبه لما يمكن ان يحضره هؤلاء من افخاخ لنسف مبادرات الحل التي ينتظرها السوريون ويعملون على انجاحها بكل طاقاتهم وبمساعدة اصدقاء سورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية