وبهذه المناسبة قام السيد حسن شعبان امين فرع طرطوس للحزب ووفد رؤساء العشائر والقبائل العربية من العراق وسورية ولبنان والاردن بزيارة ضريح المجاهد الشيخ صالح العلي ووضعوا اكليلاً من الزهور على الضريح وقرؤوا الفاتحة على روحه وارواح المجاهدين والشهداء، وافتتحوا المعارض الفنية والتراثية التي ضمت معرضاً للفنون التشكيلية باسم فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس شارك فيه الفنانون حسن هولا، علي حسين، زهير حسين، سليمان احمد، محمد هولا. وعدد من طلاب وخريجي مركز مجيب داوود للفنون التشكيلية وضم المعرض عشرات اللوحات وتناولت مواضيع الطبيعة ولوحات وطنية وبأساليب وتقنيات متعددة، كما افتتحوا المعرض الوثائقي الذي ضم أرشيفاً لمئات الصور للشخصيات الوطنية والثوار والمجاهدين من كافة المحافظات وعدداً من الوثائق الوطنية وغيرها من الاحداث والموتمرات الوطنية قبل وبعد الاستقلال ايضاً تم افتتاح معرض الاعمال اليدوية والبيئية والتراثية ومعرض المقتنيات الشخصية للمجاهد الشيخ صالح العلي من اسلحة ولباس ووثائق ووصاياه وقصائد شعرية.
وقال شعبان ان مهرجان المجاهد صالح العلي هو بمثابة عرس وطني يفتخر الجميع به مشيرا الى ان دماء الشهداء الذين خاضوا معارك الشرف والبطولات ضد قوات الاحتلال كرست قيم الشهادة والمقاومة ومحبة الوطن وقدسية ترابه والاستبسال في سبيل منعته وسلامته على قاعدة الوحدة الوطنية.
بعد ذلك بدأ المهرجان الشعري بمشاركة السادة الشعراء، احمد محمود حسن، ثائر ابراهيم، حسن بعيني، امل طنانة، لبنان الشقيق، ومحمود حبيب.
وقدم المهرجان الاعلاميون عصام محمود وهبة شعبان وبهذه المناسبة التقت «الثورة» عدداً من الشخصيات المشاركة في المهرجان: الشيخ صالح النعيمي مؤسس ملتقى القبائل والعشائر السورية والعربية قال: في مناسبة الجلاء نزور ضريح المجاهد الشيخ صالح العلي وفاء منا نحن القبائل والعشائر العربية للتضحيات التي قدمها صالح العلي ورفاقه من اجل وحدة تراب سورية وعزتها وشموخها، وان مشاركة وفد القبائل في هذا المهرجان تأكيد على وحدة التراب ووحدة المصير العربي وكما بالأمس انتصرت ارادة الشعب السوري في دحر المستعمر الفرنسي فإننا اليوم نعلن انتصارنا على المؤامرات التي تحاك ضد بلدنا الغالي بقيادة رئيسنا الدكتور بشار الأسد قائد مسيرة الاصلاحات الشاملة.
واشارت الشاعرة اللبنانية امل طنانة الى ان بقاء المقاومة العربية تختصر اليوم وتختزل في سورية قلعة الصمود والمقاومة وقالت: اننا في هذا اليوم نستذكر التاريخ النضالي لشعبنا في سورية الذي يبث روح المقاومة وثقافتها في نفوس اجيالنا الصاعدة ويذكرنا بالتضحيات التي قدمها المجاهدون العظماء لتحقيق مبدأ سيادة سورية كدولة مستقلة ممانعة.
وقال الشاعران سائر ابراهيم الحاصل على جائزة سعاد الصباح وحسن بعيتي الحاصل على شهادة امير الشعراء على مستوى الوطن العربي للعام 2009:ان هذا المهرجان يشكل حالة وطنية ترسخ ثوابت الاستقلال والتحرر من اشكال الطغيان والتآمر وتؤكد الثوابت المهمة التي يتمسك بها الشعب السوري وهويته العربية.. وتميز المعرض بمشاركة الفنان محمد سلامة حمود حيث ساهم من خلال لوحاته البالغة 15 لوحة في اضفاء التنوع على اللوحات المعروضة حيث جسد فيها ذكرى الجلاء وعيد الفصح اضافة الى اعمال تعبر عن المقاومة والصمود وصور لشهداء سورية الابرار مشيرا الى ان هذا المعرض يعتبر بمثابة فرصة لعرض اعمال الفنانين المشاركين ومنتجاتهم الفنية والفكرية التي تعبر عن اصالة وعراقة السوريين.
ومن لبنان الشقيق التقينا الحاج كمال الخير وقال: في هذا اليوم المجيد وبفضل تضحيات المجاهدين امثال صالح العلي وهنانو والخراط وسلطان باشا الاطرش الذين قاوموا الاستعمار الفرنسي ودحروه وحققوا الاستقلال والكرامة والعزة لسورية، لابد لنا من الاشارة الى صمود الشعب السوري العنيد والمقاوم والممانع وبفضل صموده خلف القيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد ستنجلي هذه الغيمة وستندحر المؤامرة وستنتصر سورية بفضل وحدتنا الوطنية وصمود شعبها وجيشها وقائدها.
أيضاً التقينا الشيخ فائز السعد رئيس وفد العشائر العراقية قال: ان وجودنا اليوم هنا في معقل المجاهد الشيخ صالح العلي انما هو تعبير عن الامتداد التاريخي للعلاقات بين العشائر والقبائل السورية والعراقية وتأكيد على وحدة المصير وان العدو واحد واننا يد بيد سنقاوم المؤامرات التي تتعرض لها سورية الأسد هذه القلعة الصامدة في وجه الاعداء وستبقى سورية منارة والحصن الحصين للامة العربية بأكملها ولذلك نجدد التزامنا بوحدة المصير هذه وستكون القبائل العربية السند الحقيقي لسورية الشقيقة شعباً وقيادة وتراباً.
من جانبه اكد الشيخ عبد السلام الحراش منسق ندوة العلماء المسلمين في شمال لبنان ان يوم الجلاء يكتسب اهمية كبيرة بجانب ضريح احد رموز الثورة السورية مؤكدا ان الوحدة الوطنية التي تشهدها فعاليات المهرجان بمشاركة وفود من مختلف القبائل والعشائر السورية والعربية هي رد على كل دعاة التحريض وقنوات التضليل الاعلامي ودليل على ان السوريين سيربحون معركتهم اليوم كما دحروا المستعمر الفرنسي.
وبين الشيخ محمد حبيب الفندي عضو في ملتقى القبائل والعشائر السورية ان الملتقى اقيم بدورته الحالية في الساحل السوري تعبيرا عن اللحمة الوطنية التي تعيشها سورية مؤكدا تمسك القبائل والعشائر السورية بنهج المقاومة ورفضها التدخل الخارجي ودفاعها عن الوطن حتى النصر ايمانا منها بمستقبل سورية المتجددة وبوعي الشعب السوري الذي افشل المؤامرات والمخططات الاجنبية التي حكيت ضده وقال: اننا كلنا احفاد المجاهد الشيخ صالح العلي وسلطان باشا الاطرش وعز الدين القسام وباقي المجاهدين.
ودعا الشيخ احمد شيخو مدرس وخطيب في مساجد دمشق كل من يحمل السلاح الى التوقف عن سفك دماء الابرياء من المدنيين وعناصر الجيش واللجوء الى الحوار تحت سقف الوطن والتسلح بالوحدة الوطنية مؤكدا ان القدس هي دار الاديان والايمان والسلام ويجب على امتنا العربية والاسلامية رد العدوان عنها حتى يتحقق النصر.
وأكد هيثم علي احد اقرباء الشيخ المجاهد أن المهرجان لفتة كريمة من مدينة الشيخ بدر وأهالي المحافظة لاحياء ذكراه وقال: ان المهرجان يمنحنا شعورا بالفخر والمسؤولية لكوننا احفاد المجاهد الشيخ الذي أطلق أول رصاصة في وجه الاحتلال داعيا الشباب العربي في كل مكان الى العمل الجاد.
وقال محمود احمد شعبان ابن الشهيد المجاهد احمد شعبان ان المهرجان يشكل محطة مضيئة لتقدير تضحيات الشهداء ونضالهم من اجل الحرية والكرامة والمصير.
وروت جهينة عيد ابنة المجاهد الشيخ ابراهيم يوسف عيد الذي كان مستشارا للمجاهد الشيخ ومفتيا لمدينة اللاذقية آنذاك ذكريات والدها مع الشيخ العلي والصفات التي كان يتمتع بها من حنكة ورجولة وتواضع مشيرة الى ان رسالة المجاهدين كانت ملأى بالتسامح والحب للوطن.
ولفتت عيد الى ان هذا المهرجان هو بمثابة شجرة نضال وكفاح شامخة زرعها المجاهد الشيخ مع رفاقه في هذه الارض.
والقى المهندس شحادة ابراهيم رئيس مجلس مدينة الشيخ بدر كلمة جاء فيها: اهلاً بكم في معقل المجاهد الشيخ صالح العلي الذي اطلق اول رصاصة في وجه المحتل الفرنسي.. نعم انه من زرع قمح الجلاء وسقاه الخراط وهنانو والاطرش وحصده الشعب السوري ان تضحيات هؤلاء العظماء حققت لنا الجلاء الاغر ونعاهدهم ان نبقى صامدين في وجه المؤامرات لتحقيق النصر.
وتخلل المهرجان عرض فيلم وثائقي عن شهداء المحافظة اضافة الى عرض فيلم خاص يوثق حياة المجاهد الشيخ صالح العلي ورفاقه المجاهدين اضافة الى افتتاح المهرجان الشعري الذي شارك فيه شعراء من سورية احمد حسن وسائر ابراهيم وقحطان بيرقدار وحسن بعيتي ومحمود حبيب.
واكدت الفنانة سلمى سلمان حفيدة المجاهد الشيخ والمشاركة بأعمال رسم على الزجاج والسيرميك والرسم باستخدام شرانق الحرير ولوحات مصنوعة من الحرير الطبيعي أن هذا المعرض يهدف الى الحفاظ على كل الادوات التي كان يستخدمها الاجداد والتي مازالت باقية في الذاكرة من اجل تعريف الاجيال الجديدة بتراث الشيخ المجاهد وتراث منطقة الشيخ بدر لكونه يؤرخ ذاكرة وطن.
وبين نبيل يونس امين متحف المجاهد الشيخ انه تم الحصول مؤخرا على مجموعة جديدة من مقتنيات الشيخ صالح العلي تبرع بها الاهالي واقرباء المجاهد وهي عبارة عن مجموعة من الوثائق والصور مشيرا الى أن المتحف يحوي ثلاث قاعات منها قاعة المضافة وغرفة الوثائق التاريخية وغرفة الاسلحة التي تحتوي على200 صورة تمثل الفترة التاريخية من 1916 حتى فترة السبعينيات وصورا لشهداء السادس من أيار ولمجموعة من قادة الثورة السورية الكبرى من مناطق مختلفة من سورية.
هذا وتستمر فعاليات مهرجان المجاهد الشيخ صالح العلي الى اليوم الخميس وستقام محاضرة سياسية بعنوان «الجلاء بين الامس واليوم» يلقيها المفكر والباحث العربي انيس النقاش.