بهدف الاطلاع على الجرائم التي ارتكبتها العصابات المسلحة في الأراضي السورية والوقوف على حقيقة الأوضاع زار صباح امس وفد اعلامي دانماركي نمساوي تركي مدينة درعا واطلع على الاوضاع فيها وخاصة ما يتعلق بتنفيذ خطة المبعوث الاممي كوفي انان.
واوضح اللواء محمد اديب الاسعد قائد شرطة المحافظة خلال عرضه للاوضاع في المحافظة ان المجموعات الارهابية المسلحة تواصل اعتداءاتها على المواطنين وقوات حفظ النظام وخرقها لخطة مبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي انان مشيرا بهذا الصدد الى ان هذه المجموعات الارهابية صعدت من اعمالها الاجرامية التي شملت اعمال القتل والحرق والسلب والنهب وقطع الطرقات مستغلة التزام الحكومة بشكل كامل ببنود الخطة منذ صباح الخميس الماضي.
وقال الاسعد ان مدن محافظة درعا تخلو تماما من أي مظاهر عسكرية مشيرا الى ان المتواجد حاليا هو قوات حفظ النظام مهمتها الحفاظ على الامن والاستقرار في المدينة.
وزار الوفد مشفى درعا الوطني حيث شاهدوا جثث شهداء من قوات حفظ النظام والشرطة الذين قتلتهم المجموعات الارهابية المسلحة منتهكة خطة انان.
كما زاروا القصر العدلي بدرعا الذي تم احراقه في العشرين من اذار من العام الماضي واتلاف كامل محتوياته وتجولوا في شوارع المدينة واسواقها.
واكد المحلل السياسي والصحفي التركي فهيم طاشتيكين في تصريح لوكالة سانا انه لم ير دبابات او اسلحة ثقيلة في المدينة وانما عناصر شرطة مضيفا انه اتيحت له الفرصة عبر هذه الزيارة حتى يرى بأم العين ما لم يره او يسمعه في وسائل الاعلام و هو كيف يتم الاعتداء على عناصر الشرطة والمدنيين من قبل المسلحين الذين لم تتحدث عنهم وسائل الاعلام العربية والغربية على حد تعبيره.
واضاف طاشتيكين ان الوضع في سورية ليس كما يتم تصويره وهناك عنف وهناك مطالب محقة للشعب السوري تمت سرقتها من قبل المسلحين فالشعب السوري يريد التغيير لكن ليس بهذا الاسلوب.
وقد قام الوفد بزيارة محيط الجامع العمري وجامع ابو بكر الصديق بدرعا البلد دون مرافقة اعلامية او امنية.
يشار الى ان الوفد مؤلف من خمسة صحفيين هم الصحفيان ستيفن جانسون وراسموس نيلسن من القناة الثانية في التلفزيون الدانماركي والصحفي والمحلل السياسي التركي فهيم طاشتيكين من صحيفة راديكال التركية والصحفية النمساوية باترا غامزا من صحيفة نيوز النمساوية والصحفي البرازيلي لو سانتانا.
في هذه الأثناء بدأ وفد هندي يضم باحثين وأكاديميين واعلاميين زيارة الى سورية اليوم تستمر أسبوعا للوقوف على حقيقة الاوضاع فيها.
وقال راجيندرا أبيانكر رئيس مركز كونزرو للدراسات ودبلوماسي سابق في تصريح لوكالة سانا لدى وصول الوفد الى مطار دمشق الدولي جئت الى سورية لمعرفة حقيقة الاوضاع عما يجري فيها من أحداث لان هناك الكثير من الاخبار التي تبث عنها وخاصة أنه في عالم اليوم لم تعد الكثير من وسائل الاعلام حرة في عملها لوجود من يضغط عليها لتنفيذ أجندات خاصة وأن الكثير من وسائل الاعلام تبث الاخبار التي تخدمها وتخدم تلك الاجندات.
وأضاف ما يجري في سورية منذ أكثر من عام هو تنفيذ لاجندات مختلفة ولاهداف مختلفة وأنه من الصعب الحكم عليه من خلال ما تبثه وسائل الاعلام فقط مؤكدا أن العلاقات القوية التي تربط بين الهند سورية قوية وقديمة وسوف تتواصل وتتعزز في المستقبل.
بدوره قال ماداهاف نالابات استاذ العلاقات الجيوسياسية في جامعة مانيبور الهندية أتطلع الى معرفة حقيقة ما يجري في سورية والتأكد أنها بأمان وليس كما تقوم بعض وسائل الاعلام من تشويه الحقائق عنها.
وقالت سيما مصطفى مديرة مركز الدراسات السياسية في نيودلهي ان الهدف من الزيارة هو رؤية تطورات الاوضاع في سورية منذ زيارتي الاخيرة في تشرين الاول الماضي حيث أتيحت لنا الفرصة حينئذ معرفة حقيقة ما كان يجري والذي كان بعكس ما تقوله بعض وسائل الاعلام.
وأضافت من الضروري أن ندرك جميعا أنه مهما كانت حجم مشاكل بلادنا الداخلية يجب أن نقوم بحلها بأنفسنا بعيدا عن أي تدخل خارجي في شؤوننا مطالبة كل من يدعو الى التدخل الخارجي في شؤون بلاده الداخلية أن يأخذ درسا مما جرى في ليبيا.
ويلتقي الوفد الذي يتألف من 18 شخصية خلال زيارته بمسؤولين وفعاليات دينية وشعبية كما يزور عددا من المواقع والمناطق الاثرية والدينية في دمشق وبعض المحافظات.