الى اداة لتحقيق اهدافه بعد ان فقد مصداقيته وقدرته على اقناع الشعب التركي وملأ السياسة التركية داخليا وخارجيا بالتناقض. وفي هذا السياق قال الكاتب الصحفي التركي حسن دمير في مقال نشرته صحيفة يني تشاغ ان اردوغان فقد مصداقيته تماما ولم يعد امينا على الشعب التركي وفقد قدرته على الاقناع نتيجة التناقض الظاهر في تصريحاته. وبين الكاتب ان أردوغان يدلي بالتصريحات حول القضايا العامة ويتخذ المواقف وما ان تتغير المعطيات حتى يتنصل من مواقفه ويوجه الشتائم لمن يطالبه بابلاغ الرأي العام التركي عما يحدث دون القيام باعمال سرية مؤكدا ان الرأي العام التركي والعالمي لم يعد يقتنع بما يقوله اردوغان لانه اعتاد على ان ينفي اقواله بنفسه.
وأشار الكاتب الى تباهي أردوغان في احدى القنوات الفضائية التركية بانه الرئيس المشارك لمشروع الشرق الاوسط الكبير ولكنه بعد ان علم الرأي العام التركي حقيقة هذا المشروع وهدفه الرامي الى تقسيم دول المنطقة ومن بينها تركيا عاد ونفى ما قاله في وقت سابق بانه رئيس مشارك للمشروع رغم ان نصف سكان تركيا شاهدوه على شاشات التلفزيون وهو يتباهى بذلك.
من جهة أخرى ركز الكاتب الصحفي أوزجان يني تشري في مقال نشرته صحيفة يني تشاغ على موضوع فقدان اردوغان مصداقيته بين الشعب التركي وقال: ان اردوغان اعتاد على ان يتصرف عكس ما يقوله ويتحدث عكس ما يفعله ليناقض نفسه بنفسه.
ولفت الكاتب الى ان اردوغان رفض تدخل حلف الناتو في ليبيا في البداية وبعد هذا الرفض مباشرة غير موقفه ليؤيد التدخل والمشاركة المباشرة مشيرا الى ان أردوغان اليوم يطالب بالتدخل الخارجي في سورية ويقوم بزيارات لدول عديدة ولقاء رؤساء هذه الدول لبحث الازمة السورية والمطالبة بالتدخل العسكري في شؤون سورية. وبين الكاتب ان أردوغان يحاول تقويض مهمة كوفي انان مبعوث الامم المتحدة الى سورية لحل الازمة السورية وقال في الوقت الذي كان يجري أنان اتصالاته الدبلوماسية حول مهمته في سورية كان اردوغان يستضيف ما يسمى اصدقاء سورية في اسطنبول ويعلن ان التهدئة عبارة عن خداع لكسب الوقت.
وأكد الكاتب التركي ان التدخل العسكري في سورية لن يحقق النتائج التي ستؤدي الى خلق وضع انساني او اخلاقي افضل مما تشهده سورية الآن مبينا ان التدخل العسكري في سورية سيمكن القوى الامبريالية من تعزيز قوتها في المنطقة محذرا من خطورة التدخل العسكري في سورية ونتائجه التي ستؤدي الى تخلخل التوازنات في المنطقة.
من جهته انتقد الكاتب التركي رفعت سيردار اوغلو في مقال نشره موقع ايلك كزرشون التركي مفهوم اردوغان للديمقراطية لافتا الى ان هذا المفهوم يفرض على الشعب التركي آراء حكومة حزب العدالة والتنمية دون احترام الرأي الآخر ويقسم تركيا الى جزأين الاول يمثل تركيا الحقيقية والثاني تركيا الوهمية التي خلقتها الحكومة المسيطرة على الاعلام التركي.
ولفت الكاتب التركي الى واقع تركيا الوهمي الذي خلقه حزب العدالة والتنمية قائلا ان الحكومة تنفذ استثمارات وهمية وتبيع جميع المنجزات التي تحققت في ظل الجمهورية التركية وتسمح بتغلغل الجماعات الدينية داخل أركان الدولة بشكل لم تشهده اي دولة ديمقراطية في العالم مشيرا الى ان اغلبية الشعب التركي تعيش تحت خط الفقر تشهد ازمات اقتصادية كبيرة محذرا من تفتيت وحدة الاراضي التركية نتيجة السياسة التي تتبعها حكومة اردوغان.
واعتبر الكاتب ان اردوغان بتناقضه حول تركيا الى اداة لتنفيذ مشاريع الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة ويتعاون مع الحكام الديكتاتوريين في السعودية وقطر وبالمقابل ينادي بتحقيق الديمقراطية في سورية بينما يشن حملة اعتقالات ضد ضباط الجيش والصحفيين والعلماء والمثقفين الاتراك.
وقال الكاتب التركي ان حكومة حزب العدالة والتنمية تعتبر من يفكر ويتصرف كأردوغان وينظر للعالم وتركيا بمنظوره مواطنا صالحا اي ان هذه الطبقة الصالحة بنظر الحكومة تحكمها ثقافة الطاعة وهذه الطبقة المطيعة لحزب العدالة والتنمية لم تعترض على اي خطأ ارتكبته الحكومة بحق المواطنين والوطن. وأكد الكاتب ان مفهوم اردوغان للديمقراطية يعتبر المواطنين المعارضين او المخالفين لآرائه او سياساته مواطنين درجة ثانية يهددون نظام الحكم او منتسبين الى منظمات غير شرعية كما ان الديمقراطية لا تشكل هدفا بالنسبة له ويعتبرها وسيلة لتحقيق غايته.
ورأى الكاتب ان السبب الذي جعل اردوغان يلهث وراء التدخل في سورية هو فقدان حزب العدالة والتنمية سلطته وشعبيته في الداخل التركي لافتا الى اقتراب نظام حزب العدالة والتنمية من النهاية.