تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العداء للسامية..أم للعرب؟!

عن modialisation .ca
ترجمة
الأربعاء 3-11-2010م
ترجمة: محمود لحام

ترتفع الأصوات في الغرب بين الفينة والأخرى متهمةً إيران بمعاداة السامية وهذه الاتهامات والانتقادات إنما تشكل ورقة ضغط تلوح بها الدوائر الغربية بوجه طهران كلما اشتد تمسكها بمواقفها وسياساتها كدولة صاعدة تبني قدراتها وخاصة العسكرية والنووية.

الموقف الغربي المتشدد لا تستند حقيقة إلى أسس وثوابت عقلانية بل إلى تعليمات يتلقاها من قادته المتصهينين وعبر كل المستويات وكذلك من قوى اللوبي اليهودي المتغلغلة في جميع مفاصل المجتمع الغربي كلما تطلب الموقف ذلك وخاصة بعد تصريحات سابقة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بين فيها أن التاريخ يؤكد على حتمية زوال إسرائيل.‏

في قلب هذه الحملة المتصاعدة ضد إيران ومن وسط هذه الأصوات المتعالية خرجت صحيفة «هيرالدتريبيون انترناسيونال» لتذكر بحقيقة تاريخية ولتفتح الباب من جديد أمام موضوع شرعية قيام إسرائيل ومدى العدالة في ذلك!!!‏

الصحيفة ذكرت أن نسبة 64٪ من الرأي العام الغربي تطرح هذا التساؤل بل وترى أن هناك أخطاءً مأساوية ارتكبت على مدى أكثر من ستين عاماً. الكاتب كارل بوبار ذكر أن قيام هذا الكيان أصاب العرب بمظالم كثيرة عام 1948.‏

وبين الكاتب أن الرئيس نجاد أراد بكلامه حتمية التاريخ وليس فكرة المشروع السياسي وكذلك أتى على ذكر الولايات المتحدة الأميركية وكيفية قيام هذه الدولة على دماء الهنود الحمر وعلى بشاعة المجازر التي ارتكبت بحقهم.‏

المؤرخ الفرنسي المعروف «توينبي» رأى أن أوروبا تتحمل جزءاً من المسؤولية عن المصائب التي حلت بالعرب جراء قيام الكيان الصهيوني نتيجة محاباتها لإسرائيل واليهود ومنحهم فلسطين وطناً لهم، وكيف أن السكان العرب الأبرياء هم من دفعوا ثمن تلك المؤامرات بين القوى الصهيونية والغرب.‏

تعد إيران أكبر بلد في الشرق الأوسط بعد اليهود (20 ألفاً) وهؤلاء اليهود يعيشون بين المسلمين بكل طمأنينة وأمان ويمارسون نشاطاتهم وأعمالهم اليومية دون وجود أي شكل من أشكال التطرف ضدهم ولم نسمع يوماً أي أصوات تنادي بطردهم على غرار تلك الدعوات التي تظهر في إسرائيل لطرد العرب منها.‏

في العام 2002 (60٪) من الإسرائيليين اعتبروا أن طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية إنما هو نوع من أنواع التطهير العرقي للأراضي المقدسة وعلى الجانب المقابل كان يقف المتطرفون اليهود ومنهم (دافيد هارتمان) الحاخام والفيلسوف والذي يترأس منظمة (Think Tank) المتطرفة في القدس والذي دعا إلى حل كل المشكلات الناتجة عن وجود الفلسطينيين في أراضي إسرائيل حسب زعمه بدعوته للسلطات لإبادة العرب، لابل طالب بملاحقة وأسر كل من يقاوم الجنود الإسرائيليين وخاصة من يقوم بعمليات انتحارية (حسب تعبيره) ودعا أيضاً إلى قتل (1000) فلسطيني مقابل كل يهودي يقتل في العمليات العسكرية.‏

أما المؤرخ الإسرائيلي (توم سيجيف) أكد أن الحقد والعنصرية في إسرائيل صارا جزءاً من تركيبة الشعب اليهودي حتى إن اليهود يرون غيرهم من الشعوب أقل شأناً وفق كل المقاييس.. بل إنهم يرون فيهم طبقة (الغوييم) أي شريحة الدونيين والحيوانات.‏

كذلك كان حال الحاخام (اوفاديا يوسف) الذي طالب اليهود بعدم ابداء أي مرونة تجاه العرب، الذين شبهمهم بالأفاعي والشياطين وأنه يجب اقتلاعهم من أرض إسرائيل حسب زعمه.‏

وشدد على أن المحرقة التي تعرض لها اليهود لا يمكن أن تنسى وأنه يجب أن يدفعوا ثمن ذلك لليهود وفق رأيه، وعندما وقعت الانتفاضتان الأولى والثانية جاءت التعليمات للجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على الفلسطينيين وإبادتهم كالذباب حتى صاروا يسقطون بالعشرات يومياً وكذلك عمدت إسرائيل إلى تلويث مياه الشرب بغية القضاء على الفلسطينيين عن طريق نشر الأوبئة بينهم ونقل أمراض للأمهات تكون نتيجتها الإصابة بالعقم.‏

الصحافية الإيطالية من أصل يهودي (باربارا سينوللي) عبرت عن قلقها من ازدياد الاعتقاد أن القتل هو جزء من العقيدة اليهودية واستشهدت بالقاتل (باروخ غولد شتاين) منفذ مجزرة الخليل في شباط 1994 والتي راح ضحيتها 29 من المصلين الساجدين وأكثر من 200 جريح. وكيف أنه وفي كل عام يقام على شرف هذا المجرم احتفال لإحياء هذه العقيدة الحاقدة التي تحرض على الثأر من العرب ومن هم غير يهود، وإبادتهم بغية تطهير الأرض المقدسة منهم حسب ادعاءاتهم.‏

بل قد يصل الأمر إلى قتل اليهودي إن قدم تساهلات في ذلك وإن فرط في حقوق اليهود. كما حصل مع اسحق رابين الذي اغتيل على يد متطرف يهودي (ايغال عامير) لأنه وقع على تسوية مع الفلسطينيين.‏

إن المعاداة للسامية التي يتهم اليهود بها الآخرين شرقاً وغرباً. إنما هي في الواقع (معاداة للعرب) وهذا هو الأكثر صحة وشعار المعاداة للسامية التي أطلقتها إسرائيل وأميركا والغرب ضد الرئيس نجاد إنما هي إحياء لفكر الحرب.. اقتصادياً وعسكرياً ودبلوماسياً وفكرياً...‏

 بقلم: دومينيك لوسيردو‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية