الذي تنمو به شجرات الشاي كما كانت منذ وجدت وهذا الفيلسوف صاحب فلسفة المثالية الموضوعية ذاع صيته واعتبر ممثل الكونفوشيوسية واليوم أفكاره تعم العالم يقول عن الشاي : إنها كالعلم رائحته رائعة ولا تشوبه شائبة يدعو للتأمل ويمازج الروح ونتيجة لحبه للشاي بنى أعظم مدرسة شكلت حاملا رئيسا للثقافة الصينية في ذلك الزمن وما بعده.
في الأسطورة شربت الآلهة الشاي ونسيت قدر الشاي في وسط النهر , فعبقت رائحته التي تسلب الألباب , فوجد الصيني القديم القدر وقلد الآلهة , فصنع الشاي وهكذا صار الشاي مشروب الأباطرة تقام له الطقوس والأدوات الخاصة التي تكرست بشكل خاص بعهد أسرة «سونغ».
« تشاو يونغ» باحث في تاريخ الشاي عمل على مدار سنوات وهو ينقب ويقارن ويبحث في اللقى الأثرية والكتب ليفهم كيفية صناعة الشاي وشربه وطقوسه في ذلك الزمن في جبل «وو» في عهد أسرة « سونغ » استطاع أن يعيد التاريخ وكيفية استعمال هذه الأدوات , في البداية كان يشرب الشاي بعد تقطيره عبر البخار ولكن تغيرت الأمور فيما بعد وظهرت أنواع من الشاي في جبل «وو» سُميت شاي التنين والفينيق ذات قيمة كبيرة حتى إن أحد الشعراء قال : الحصول على الذهب أسهل من الحصول على غرام من تلك الشاي المصنعة بطريقة خاصة كسرّ من الأسرار.
لعبت الشاي دورا هاما في الثقافة الصينية , فحول مائدتها تجمع الكتاب والفلاسفة والشعراء ورجال الدين وتبادلوا الآراء والأفكار وقد خلدوها في حكمهم وأشعارهم وأقوالهم حتى غدت الشاي رديفا للثقافة الصينية تحمل بين رشفاتها تاريخا عظيما .
جبل «وو» منطقة سياحة من الطراز الرفيع . الخضار والماء والجبال المتوجة بالغيم وحديقة الشاي الملكية التي كانت تمد قصر أسرة «سونغ» بالشاي.
يقال : إن أحد الشعراء كان مدمنا على الخمر لا يفارقه وعندما قدم لجبل «وو» سحرته تلك النبتة ومشروبها , فترك الخمر وكتب فيها أشعارا كالماء.
الآن الشاي قد غزا العالم , فقد الكثير من روحانيته واكتسب الكثير في تلك الرحلة الطويلة من الصين للعالم ولكنه إلى الآن نجده مرافقا يوميا لهذا العدد الهائل الذي يسكن الكرة الأرضية .
تتنوع الشاي حمراء وخضراء وسوداء ولكل منها قيمته وفلسفته وتاريخه.
شاي جبل « وو» بث على القناة الصينية العربية في برنامج نافذة على الصين