إلا أن الكثير منهم لا يزالون يفضلون قصصه ويقصدون المقاهي المنتشرة في أحياء دمشق القديمة التي مازالت تحيي هذا الإرث الشعبي في شهر رمضان الكريم, وبالأخص في قهوة النوفرة والحكواتي أبو شادي.
ويذكرون أن الحكواتي قصاص شعبي يتخذ مكانه على سدة عالية في صدر المقهى الذي يقصده الناس للاستماع إلى القصص التي يتلوها الحكواتي وأهمها الزير وأبي زيد وعنترة وهي بالغالب روايات حماسية تمثل الشجاعة والكرم والحمية والوفاء والصدق والمروءة والجرأة وحفظ الذمم ورعاية الجار... إلى آخر ما هنالك من المكارم التي ينسبونها إلى أبطال الرواية ويجعلون النصر لهم والدائرة على مناويئهم ويصفونهم بالجبن والكذب والبخل والرياء والغدر والخيانة والنكث بالعهد إلى آخر ما هنالك من المفاسد.
واللافت خلال سماع الحكواتي, تحمس الحاضرين وتجاوبهم مع الأفعال الحميدة, وغضبهم من الأفعال الناقصة حتى إن بعضهم يتمثل شخصية بطل الحكاية لفترة لا بأس بها حتى في منزله.