هي تحتاج منا إلى التضامن أكثر من التركيز على النقد على الأقل في وقت التسويق..حيث يمكن أن تؤخذ تلك الانتقادات في غير صالح درامانا....
لكن أن يفهم هذا الأمر بطريقة مختلفة فهنا المشكلة...وبالفعل ظهرت هذه المشكلة خلال الأيام الماضية عبر الفضائيات خاصة المحلية منها..إذ لم تخل ندوة درامية سواء تلك التي أقيمت على الفضائية أو الأرضية..أو على قناة الدنيا من انتقاد أو هجوم على الإعلاميين...
من الواضح أن الدراميين يتعاملون مع عملهم باعتباره منتجاً مطروحاً للبيع، والعمل على رفع السوية الفكرية والفنية للعمل إنما يأتي في مراحل تالية إلا فيما ندر..
العمل الدرامي و بعد أن كان خاضعا لتوجهات صاحب رأس المال،هاهو يخضع لتوجهات أصحاب المحطات الفضائية التي تحكم سيطرتها على السوق الفضائية وتتحكم بشكل مباشر في العملية الإنتاجية الدرامية من خلال فرضها للموضوع والنجوم،أو بشكل غير مباشر من خلال ترويجها وتبنيها لأنواع محددة من الأعمال...يبدو أن هاجس هذه الحالة التسويقية هو أكثر ما يشغل الدراميين...فلو أن الهاجس الإبداعي هو ما يشغلهم أو هاجس الارتقاء بأعمالهم الدرامية لبحثوا هم عن تلك الانتقادات الموضوعية التي يمكنها أن تغني أعمالهم ..أما أن يتم التعامل مع أي نقد وكأنه صوت خارج عن المألوف ويجب إسكاته فهي مشكلة كبيرة يجب التعامل معها قبل أن تتعالى أمثال هذه الأصوات الفنية التي وصل الحد بها إلى المطالبة العلنية بإسكات تلك الأصوات أو السخرية منها،أو تقييم عملها...رغم أننا جميعا نعلم أنه ليس مهمة الفنانين تقييم عمل الإعلام بل العكس تماما!!المطلوب من الدراميين أن تنجح مسلسلاتهم حقيقة..لا أن يفرض النجاح (بالقوة)...انتقالهم إلى موقع الهجوم خير وسيلة للدفاع،لن ينجّح تلك الأعمال..وعدم احترام الحالة الإعلامية ..إنما أيضا يؤدي بشكل من الأشكال إلى عدم احترام الحالة الدرامية ..ويشد البعض من الطرفين إلى مهاترات..لن تكون لمصلحة أحد...
إذا كان ما ينجّح درامانا الدخول إلى التفاصيل..والبحث في دقائق المشكلات.. فإن ما يؤزم العلاقة بين الطرفين..هو الخوض في هذه التفاصيل... فلنبتعد عنها حتى لاتلتهم جهودنا !