تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«موقف ميكرو».. محطة هامة في «الكرتون العربي»

فضائيات
الأربعاء 15-9-2010م
صبا يوسف

 تجربة جديدة يتفرد بها مسلسل الكرتون (موقف ميكرو) الذي بثه تلفزيون الدنيا عبر بطلي العمل برو صاحب البسطة «الثقافية» وشادي ابن حارته وطالب الجامعة المثقف في نقاشاتهما اليومية على موقف الميكرو باص.

موقف ميكرو هو أول مسلسل كرتون سوري للكبار يسلط الضوء على حالات  المجتمعات العربية من خلال المجتمع السوري و طرح تساؤلات  تخطر ببالنا جميعاً: ماذا عن تقنين المياه الذي وصل لدرجة الشح؟ وتقنين الكهرباء ؟ وماذا عن ظاهرة الخدم؟ وماذا عن التطلع المحموم إلى الدول الغربية؟ ...كل هذا وأكثر ... مواضيع طرحها وناقشها موقف ميكرو في إطار فكاهي راق.‏

رغم الحامل الكرتوني الطريف للعمل فإن موقف ميكرو يتميز بواقعيته البسيطة والبعيدة عن المبالغة في التشاؤم أو التفاؤل فلا «نشف البحر» ولا «عمله طحينة» كما أنه لا يحاول طرح حلول ساذجة.‏

نلاحظ ان شخصيات العمل صممت  استناداً إلى نماذج واقعية قد نصادفها بشكل يومي، مرتكزا على تجارب شخصية وأحداث حياتية معاشة موجودة لدى الجميع من أقارب، معارف، وأصدقاء  ما جعل المشاهد يشعر بالألفة والاندماج مع الشخصيات والأحداث إذ إنها تذكره بشخص يعرفه أو بموقف عاشه أو سمع به .‏

في كل حلقة  شاهدنا موضوعا جديدا للنقاش تناولته شخصيتا العمل من وجهتي نظر مختلفتين، تمثل إحداهما الرأي المثقف المنفتح والمطلع، بينما تمثل الأخرى وجهة النظر الشعبية الدارجة والمعتمدة بشكل كبير على الموروث التقليدي و التي لاتخلو من الحكمة وتنشأ هنا الفكاهة حين نطلع على ثقافة برو المتواضعة ومعرفته بما يحدث في «شينكوسلوفاكيا» و»جلوس أنجلوس» الولاية الأمريكية التي يقيم فيها ابن خالته «حكمت» ونرى على الطرف الآخر رزانة شادي وآراءه المنفتحة و حساسيته الزائدة من «الجلقة» وحتى فضوله الزائد عن حده أحيانا حين يصر على معرفة من تزوج «وئام ابن أبو وئام» أم ولد آخر من أولاد أبو وئام، وطبعاً لا ننسى الميكرو باص «ابن الحلال» الذي يمر في الوقت المناسب كي لا نضطر لسماع شتيمة  طائرة.‏

   موقف ميكرو  حقق النجاح بوصوله لمعادلة السهل الممتنع ،من خلال الاعتماد على البساطة في الشكل والبعد عن البهرجات ثلاثية الأبعاد من مبدأ «خير الكلام ما قل ودل» وفي نفس الوقت التركيز على بناء الشخصيات بناءً درامياً صحيحاً وعلى واقعية الحوار المأخوذ من نبض الشارع والمُستخدم للهجة السورية الشامية التي تلقى رواجاً كبيراً على شاشات التلفزة العربية. كما ظهر العمل بشكل حلقات قصيرة مكثفة وسريعة تدعو المشاهد إلى الرغبة في مشاهدتها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية