تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حضور يشبهها

فضائيات
الأربعاء 15-9-2010م
هفاف ميهوب

كل عام, وبعد الانتهاء من عرض الأعمال الدرامية المكثَّفة والرمضانية, تستعد الفضائيات للاحتفاء بنجوم تلك الأعمال, وعلى سبيل التزامها بمسؤوليَّتها وأحقِّيتها في البحث بكلِّ ما عُرضَ وشُوهدَ ولاسيما إذا كان من الأعمال المميَّزة والاستثنائية.

إنها مسؤولية الفضائيات تجاه الفنان والمشاهد. الفنان باعتباره من تتألق بأدواره شاشاتها, والمشاهد لأنه من يُقيِّم ما تعرضه وباختلاف اختياراتها, وبما يدفعها وبعد التأكُّد من أن تلك الاختيارات كانت موفَّقة, لتسليط الاهتمام على أهم الأعمال, وعلى كلِّ من ساهم فيها إلى أن استحقَّ الثناء لما قدَّمه ومنحه ما وصل إليه من نجومية..‏

من هنا, ولأنَّ نجوم الدراما السورية باتوا الأكثر شهرة والأشد إضاءة والأقدر على تجسيد أصعب الأدوار, فقد كانوا مثار استقطاب أكثر من فضائية, وعلى مدار الأيام التي تلتْ عرض الأعمال, وبما استوجب أن يتم البحث في مضمونها وفنونها, وصولاً إلى ما حقَّقته من مكانة لم تعد مخفية.‏

نتابع فنلاحظ أن الندوة التي قدَّمتها فضائية (قطر) لم تكن الوحيدة بين الندوات التي قدَّمتها غالبية الفضائيات, والتي كان الحديث الأكثر تداولاً فيها عن (القعقاع بن عمر التميمي) العمل الذي شاهدنا أسرته تُستضاف على أكثر من محطة, وربَّما بسبب تقنية وصعوبة وضخامة الأدوار التي وكأنها السبب في جعل الحوار, يخوض في بداية ما جسَّده كل ضيف من الضيوف, وإلى أن سطعت شهرته وبما جعل وقت الندوة يدوم لساعات تعدَّدت فيها الأسئلة وتوالى الجدل, وبهدف معرفة الانعكاسات التي تركها العمل.‏

نبدأ بالفنان (سلوم حداد) الذي ورغم هاجسه التاريخي الملازم للسنوات الأخيرة من اجتهاده, كان له حق الإفصاح عن سبب تفوِّقه وقدرته على الإقناع بأنه استطاع اختراق شخصية القعقاع الحقيقية, وبشهادة مقدم البرنامج (سعد بورشيد) الذي أثنى على مهارته في تجسيد الصرامة والإبداع وبمهنية جعلته نسخة طبق الفعل عمَّن أتقن أن يكونه من شخصياتٍ تاريخية.‏

أيضاً, باسل الخياط.. قيس الشيخ نجيب.. نضال نجم.. والفنان اللبناني وفيق أحمد علي, جميعهم كان لهم وفي ندوة (نجوم رمضان) النصيب الأعدل من الوقت وبما يسمح لهم بالسرد في تفاصيل الحديث عن قناعتهم بما جسَّدوه وعن صعوبة ما عانوه, وعن محاولتهم بأن يكونوا تماماً كما كانت الشخصية المُختارة والتي اختيروا ليقُنعوا بأنهم وكأنهم عايشوا ما عايشته واقترفوا ما اقترفته.‏

لم يتوقف مقدِّم البرنامج, وبأسئلته الباحثة في تفاصيل العمل, لدى التنقيب في تقنية العقلية الأدائية, ليقوم أيضاً وبوجود مخرج العمل (المثنى صبح) بالتنقيب في تقنية العقلية الإخراجية, تلك العقلية التي تتطلَّب الكثير من الدقة في اختيار ماهو على مقاس مكانِ وزمانِ تواجد الشخصية, وبما دفع (المثنى) للحديث عن صعوبة العمل وعن الجهد الذي بذله في تقديم التفاصيل التي هي الأهم لإلباس كل فنان ومكان ما يمنح العمل شهادة البراعة الإخراجية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية