تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بهدوء..جومبا لاهيري..تترجم أوجاعها..!

ثقافة
الأربعاء 15-9-2010م
لميس علي

ببساطة.. يمكن للأدب أيضا أن يكون هجينا، مطعماً بنكهات مختلفة.. تموه طعمته الأصلية، فينجب نصوصا (خلاسية).. نصوصا عابرة للقارات نتيجتها أدباء عاشوا موزعين ما بين ثقافتين.. لغتين.. ووطنين.

جومبا لاهيري ترجمت أوجاع أبناء بلادها، المهاجرين البنغال والهنود ممن قدموا الى الولايات المتحدة الاميركية.‏

بحساسية من خبر الواقع عن قرب وعايشه، تكشف لاهيري موطن العلة.. تكاشف نفسها.. مواطنيها الأصليين، وقرائها بحال أولئك الذين تتوازعهم أكثر من رقعة أرض تدعى (الوطن).‏

تنبش في تفاصيل الحياة اليومية الواقعية التي يمر بها أي مغترب عن وطنه كخط برؤية عين مراقبة خارجية.‏

مجموعة (ترجمان الأوجاع) أو (مفسر العلة)، صدرت مؤخرا ترجمتها عن مشروع (كلمة) للترجمة التابع لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث. النسخة الانكليزية للكاتبة جومبا لاهيري كانت صدرت عام 1999 م.‏

نالت عنها العديد من الجوائز، منها جائزة (بوليتزر) للأدب عام 2000 م ، الجائزة التي تقدمها سنويا جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الاميركية في مجالات في الخدمة العامة.‏

ثم كانت رواية (السمي) التي حولت الى فيلم، عام 2008 م أصدرت رواية (أرض غير مأهولة) حصلت على المركز الأول في الكتب الأكثر مبيعا كما ورد في صحيفة نيويورك تايمز.‏

لاهيري كاتبة اميركية من أصل هندي، جذور والديها بنغالية.‏

ولدت في لندن تموز عام 1967 م ، ثم انتقلت مع عائلتها بعمر الثالثة للعيش في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تابعت دراستها ونالت عددا من درجات الماجستير في جامعة بوسطن:‏

ماجستير في اللغة الانكليزية، ماجستير في الأدب المقارن، وآخر في الكتابة الإبداعية، ثم حصلت على درجة الدكتوراة في دراسات عصر النهضة الأوروبية. متزوجة ومستقرة في ينويورك.‏

(ترجمان الأوجاع) مجموعة قصصية تحتوي على تسع قصص ، وكانت الاولى في مسيرة الكاتبة ، ومع هذا احتلت لها مكانة رائعة بين أدباء اميركا، وحققت نسبة مبيعات عالية.‏

مع هذه المجموعة برز اسم لاهيري، ومن خلالها تم التأكيد على تبدل معايير الريادة في فن الرواية الاميركية حيث تنحى السيد الأبيض على مايبدو، عن التربع على قمة الهرم، دون إرادة مسبقة منه، تراجع عن تأدية الدور الأساس، سلسلة من المسودات الفاشلة كانت حصيلة لاهيري طيلة ستة أشهر محاولة كتابة قصتها الأولى ( القارة الثالثة والأخيرة ) التي تحكي فيها عن حياة والدها بمدينة كامبوج ، وتجربة العيش في بيت امرأة وحيدة بلغت من العمر مئة وثلاث سنوات ...‏

تقول (في نيويورك كنت جد خائفة في القول إني أكتب رواية .وبدا الأمر كذلك ، من أنا لأجرؤ على كتابة هذا الشيء هنا ...) تمتلئ قصة ( القارة الثالثة والأخيرة ) بالحديث عن عادات الهنديين، تكتب لاهيري وهي مدركة تماماً وبوعي غرضها من الكتابة ...(عندما بدأت الكتابة ، لم أدرك أن قضيتي الرئيسية ستكون خبرات الأميركيين ذوي الأصول الهندية . فما شجعني على الاشتغال بالكتابة هو رغبتي في اقتحام العالمين اللذين عشتهما )‏

قصص جومبا هي قصص عابرة للقارات والقوميات ... تأتي بأسلوب بسيط فيه ابتكارات لغوية مبهرجة ولا استجلاب للقارئ بأداة السخرية ، أسلوبها هادئ وربما لجأت إليه لأن شخصياتها يطغى عليها حالات من التأمل ... شخصيات تعاني نوعاً من الصراع الداخلي ولكنه هادئ أيضاً ... تبقى تدور في دائرة جذب ودفع، معظم أبطالها يعانون مشكلة التكيف مع محيطهم الجديد ... ومهما تنوعت تفاصيل قصصها ، تنحصر دائماً حول محور ( الهجرة) ، بما فيها من غنى وعمق بالحديث عن الاقتلاع ، الجذور ، الرحيل ، الهوية ، والغربة تصفهم بقولها :(قوم مقطوعون من شجرة)‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية