تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدراما التلفزيونية

أبجــــد هـــوز
الأربعاء 15-9-2010م
محمد أبو معتوق

لم ينشغل الناس أيام العيد بالحديث عن فوضى الأسعار وغياب المكافأة شبه السنوية المعطاة لأصحاب الدخل المحدود لتمكينهم من تجاوز بعض الحمى التي أصابهم بها الغلاء,

وإنما انشغلوابالحديث عن المسلسلات, وهذا الانشغال من شأنه أن يعزز قوى الدعم الحكومي للدراما المحلية لأنها الوحيدة القادرة على حرف أنظار المشاهدين وإبعادهم عن الحديث عن الكوارث الكونية الكبرى والغلاء.. أما الظاهرة التي لعبت دوراً في حرف الأنظار والإفهام لهذا العام. فهي قيام قوى الضغط من مواطنين وهيئات برفع جملة من القضايا القانونية والأسئلة الفكرية الضاغطة على عدد وافر من المسلسلات.‏

وكان لمسلسل زهرة وأزواجها العشرة, قصب السبق في هذا المجال, حيث لم يلتفت أحد لظاهرة زهرة وتعدد الأزواج, وإنما قامت نقابات التمريض والممرضات برفع دعوى على المسلسل بحجة أن زهرة هانم كانت ممرضة أول الأمر وكانت تتلقى مبالغ مرقومة على جهودها الجانبية من جيوب المرضى والمريضات, مما أبعدها عن أن تكون واحدة من ملائكة الرحمة.. فتحولت إلى ملاك للحب والإثارة لهذا تقاطر عليها الأزواج.‏

المسلسل الثاني الذي أثار الجدل, مسلسل( ما ملكت أيمانكم) لذلك أمطره الحقوقيون والمحترفون ومن يشايعهم من أفراد متشددين برفع عدد من الدعوات القضائية ضده. مرة بحجة استخدام العنوان, ومرة بسبب الإشارة إلى التشدد الاجتماعي والديني الذي تدفع ثمنه غالياً الكثير من النساء.‏

المسلسل الثالث: وراء الشمس, وكانت حجة الغاضبين منه أن المسلسل لا يضع أصحاب الاحتياجات الخاصة وراء الشمس وإنما أمامها.‏

المسلسل الرابع: ضيعة ضايعة والذي يتحدث عن ضيعة اسمها أم الطنافس.. حيث رفع الغاضبون من تجار الطنافس والسجاجيد عقيرتهم بالصراخ ضد المسلسل, إذ كيف يكون لضيعة أن يكون اسمها أم الطنافس, والناس فيها ينامون على الحصير ولا توجد لدى أكبرهم سجادة واحدة أو طنفسة لينشرها في المناسبات الهامة.‏

المسلسل الخامس العتيد فهو باب الحارة فكانت حجة الغاضبين أن الحارة التي لها باب حارة ممنوعة عن النور والهواء لذلك يطالبون بقسم سادس تتم فيه إزالة الباب من شروشه.‏

أما المسلسل السادس: أهل الراية فكانت حجة الغاضبين منه مقنعة أكثر من غيرهم.. إذ كيف لمسلسل يقوم على مكر النساء ومكائدهم أن يحمل اسم أهل الراية.. أليس من شأن هذا الاسم أن يثير حفيظة المناضلين و محبي الرايات..‏

وهكذا تحول العيد عن أهدافه وقضاياه بسبب الدراما التلفزيونية الغراء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية