فليس بإمكانية معظم الأسر القدرة المعرفية والذهنية والوقت المتاح لمواكبة الأبناء ومساعدتهم في العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء واللغات العربية والانكليزية والفرنسية،لذلك كله تلجأ الأسرة والطالب إلى تأمين بعض الدعم للتغلب على الصعوبات المدرسية في أجندة طلابنا.
النوع من الدعم أخذ أشكالا أخرى متعددة إلى جانب الأسرة والمدرسة أبرزها الدروس الخصوصية التي أصبحت خلال السنوات العشر الأخيرة حديث العائلة السورية ولاسيما في موسم الامتحانات..
واللافت أن الأمر لم يعد يقتصر على أبناء العوائل الغنية وفي الإطار الضيق ،إذ تعدى ذلك الحال شرائح أبناء المجتمع بغالبيته العظمى وتطور الموضوع ليشمل ليس فقط طلاب الشهادات وإنما تلاميذ الابتدائية وطلاب الإعدادية والثانوية لمختلف المواد تقريبا ..
والغريب ليس أن تصبح الدروس الخصوصية أمرا واقعا وبهذه الكثافة خاصة في السنوات الخمس الأخيرة نظرا للظروف القاهرة التي يمر بها البلد والأعباء التي تراكمت على العملية التعليمية والتربوية على السواء.. وإنما بطريقة تسويق البعض لنفسه من المعلمين والمدرسين للجنسين الذكر والأنثى أنه يفقه في كل الاختصاصات ويروج لنفسه ميزة لايمتلكها إلا ماندر ، فيقوم أو تقوم بإعطاء أكثر من مادة ولمختلف المراحل لنفس الطالب أو الطالبة ، فهل يعقل من كانت شهادته في الآداب أن يغامر ويعطي دروساً خصوصية في الفيزياء والرياضيات والكيمياء والعلوم والجغرافيا واللغات وغيرها ..؟
هذا مايقوم به البعض من منتحلي صفة الاختصاص والتخصص بإغراء بعض الطلاب الفقراء ،وإخضاعهم لهذه القناعة ، رغم عدم المراعاة لأجر الساعة الخصوصية ..
فهل من ضمير يصحو في غفلة الظروف الصعبة على الحياة والعباد ؟