الأسباب كثيرة في هذه الحياة مثل فقدان الأحبة أو الشعور بالفشل، وغيرها من تلك الأمور التي تؤثر فينا كثيرا فتتركنا عالقين في مكان واحد ننسى حينها جمال الكون من حولنا وننسى أن الحياة تستمر ولا تتوقف.
هذه الانكسارات التي يعيشها الأفراد بمختلف الظروف التي يمرون بها لا توحي بأنها ستنتهي يوما ما، ولكن الحقيقة انها تزول مع الوقت وتترك القلب من بعدها أقوى وأكثر وعيا وجرأة وثقة بنفسه، وأكثر مرونة في التعامل مع مثل هذه الانكسارات التي تأتي من كل حدب وصوب.
والتعاطف مع الذات والرفق بها لا يعني الانغماس بالشفقة على النفس، ولكنه يعني وبشكل دائم أن تحافظ على الاهتمام الواضح بما تريده بها.وقبول أننا سننكسر ليس بوجهة النظر المتشائمة، بل أن نقبل التغير وأن نفكر في الخلاص من الحياة هوالتفكير المتشائم، فالتحول والانقلاب هو جزء من النمو والتغير واكتساب الخبرة في الحياة، وجزء طبيعي من عقبات الحياة التي تضحكنا من جهة وتبكينا من جهة، فقد تجد نفسك وحيدا وقد تتعرقل بعائق معين وأحيانا تصبح وحيدا بدون الشخص الذي أردت أن تمضي حياتك برفقته، وقد تصبح مريضا ولكن هذا لا يعني نهاية الكون.
فأحيانا تبذل كل ما في وسعك، ولكن ينتهي بك المطاف في فوضى عارمة وعواقب وخيمة، وحين يحدث هذا لا تيأس، فأنت في الحقيقة متعب، وهو كل ما تستطيع القيام به، فلذلك حاول وإن فشلت تكون قد تعلمت ما يجب أن لا تفعله، لذا استرح واعد تجميع قواك، وابدأ مرة أخرى بطريقة مختلفة بما تعرفه من تلك التجربة التي مضت لتتفادى ما سبق.
والأهم من كل هذا الطريق التي تنظر بها للأمور فكون الفرد مكسورا ليس بسبب أو مبرر أن ينظر لكل شيء بأنه مكسور ويعاني من شرخ، لأن الفكرة نفسها تستهلك الذات فإدراك الواقع يتطلب وقتا، فحين كنت بعافية وخير بدا كل الكون ملكا لك وفقدان شيء لا يعني أن الكون لم يعد مكانك.