تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسرحية زبيب..لايطيـــــب طعمـــــــــه ولايتخمـــــــــــر لونـــــــــــه..!

ثقافة
الثلاثاء22-12-2015
سعاد زاهر

اكتست مسرحية زبيب التي شاهدناها على مسرح القباني، بلون جديد، انها حكاية بدوية، سحبتنا إلى أماكن جديدة،، مع أننا عادة نتوجس ونحن نتحضر لنوعية مسرحية جديدة،

ولكن حين رمى العرض على رؤوس ابطاله الزبيب، ونحن نقترب من نهاية العرض.. كنا قد غرقنا معهم في تلك الحكايا الطقسية.. لم تكن الطقوس البدوية وحدها حاضرة معنا،، بل وكأن (الرقة) مدينة كاتب العمل عدنان عودة.‏

منذ البداية نكتشف سعي المخرجة، الى خلق عرض بأدوات فنية ممتعة، بدءا من الفرقة الموسيقية (ميشيل خياط: إيقاع، عمار علي: ناي، لجين زغيب: فيولا) قامت بأداء مقطوعات مرافقة للحوار التي وضعتها في عمق الخشبة لترافق ابطال العمل، في أشعارهم، او غنائهم، او دبكاتهم.. الامر الذي قدم لنا توليفة مسرحية تحاول أن تصهر كل عناصرها بمايشبه أجواء الحكايا الدافئة لكن بايقاع سريع بعيدا عن الرتابة والملل..‏‏

احيانا لم نهتم بالتفاصيل، خاصة حين كنا نتوه بين تداخل حكاية وأخرى، لكن كنا دائما نمسك بالرابط الاساسي لتلك الحكايا انها تمتد من جيل الى آخر حاملة كل الموروث المتخلف منه والجيد..، قابضة على روح المجتمع ناسخة اعرافه، مانعة اياه من الابتعاد عنها.. !‏‏

حكايا الحب الثلاث ناقصة.. دائما شيء ما يمنع اكتمالها.. ربما تبقى ناقصة حتى يبقى سعيرها ملتهبا ابدا.. لاتزول متعتها مهما تقدم الزمن، تحيي أرواح أبطالها..، هكذا نجد الجد (فهد الشاعر- محسن عباس) يتوقف عن انتظار الموت والاعتماد على حفيده ميزر (مجد مشرف)، وكأنه عاد شابا بمجرد معرفته بوجود حبيبته فضة (رنا جمول) على قيد الحياة.. !‏‏

حكاية الحب، عشناها من خلال اجيال ثلاثة، الجد-الابن-الحفيد.. وكأننا مع حالة استنساخ لحب يقتل في لحظة معينة ضمن مجتمعات، لاتؤمن به الا ان كان تحت الضوء.. الانوار تقتله، نور الشمس يطفئه.. على العكس من الزبيب، كلما قوي شعاع الشمس كلما طاب طعمه، وتخمر لونه..‏‏

(عودة) الحفيد أو ثمرة الحب الناقص بين بدرة وميزر، وكأنه فلاش باك، او فرصة ليعيد لنا حكايا الحب تلك عبر اجيال ثلاث.. الجمل الضائع قوامها، والمنع اساسها..‏‏

بدرة (روجينا رحمون) تمكن ميزر من جعل قلبها يخفق، ليأتي ثمرة حبهما بعد معاناة طويلة مع تقاليد القبيلة، والخشية من الموت والفضيحة.. توارت الى أنجبت عودة (شادي قاسم)، ولادة عودة الاولى تتبعها ولادة اخرى له، حين يلتقي الجدان فهد وفضة، ويستيقظ حبهما من جديد.. !‏‏

حكاية عودة مع خيمة، واشتراط اهلها ان يكون مهرها الجمل الشهير، الذي غنموه من إحدى الغزوات.. تشبه حكايا جده ووالده..‏‏

طالما نعيش في المكان ذاته، في التقاليد نفسه.. ستبقى كوارثنا سواء اكانت عاطفية أو غيرها.. تتكرر بالاسلوب ذاته، انها المجتمعات التي لاتنتج جديد، يشغلها الذهن القبلي ببعده المغلق.. ولاتنفك تعلق حياة ساكنيها وكأنها التقطتهم واستعبدتهم ليدوروا في فلكها، مانعة اياهم من اي بريق مختلف لحياة متمايزة عن مذهب القبيلة.. !‏‏

ايقاع العرض السريع، وتتالي الحكايا وتتداخلها.. كلها اتتنا لتتوافق مع عرض مسرحي ارتأى ان يضعنا وجها لوجه مع كل ابطاله دفعة واحدة، بينما يتقدم الثنائي بطل الحكاية، نحن مع طقس اخر يعيشه الثنائي الاخر في الظل، اتنقالات كانت تتم بمنتهى العفوية، حتى لانكاد نلحظ نقلات اخراجية على الخشبة..‏‏

نسرين فندي.. في تجربتها الاخراجية الاولى تمكنت من نقلنا الى حكاية مسرحية امتلات بطقوس بدوية، كانت على مزاجها تدخلنا وتخرجنا من تفاصيل الحكاية قبل أن تنهكنا، كانت تمتعنا، وتمنعنا من الانصراف عن عرضها.. والاهم انها تمكنت طيلة الوقت من ضبط ايقاع فريق عملها مقدمة عرض اهم ما فيه انه لم يبتعد عما نعيشه، ولكنه لم يزجنا فيه بشكل مباشرة فيه.. soadzz@yahoo.com"‏‏

soadzz@yahoo.com‏">!‏

soadzz@yahoo.com"‏‏

soadzz@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية