مؤكدة أنه وضع عقبات جديدة في وجه المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ويتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وأن مطالبته مسبقاً بيهودية «إسرائيل» غير منطقية وأضافت الأوساط أن الخطاب هو دعوة للفلسطينيين للاستسلام للشروط الإسرائيلية ويشكل احتيالاً على التاريخ ومحاولة لإعادة تنظيم الاحتلال مع سيطرة على دويلة فلسطينية تابعة لإسرائيل كما يعكس ايديولوجية الصهاينة العنصرية، بدورها اعتبرت الصحف الاسرائيلية أن رؤية نتنياهو فارغة المضمون وتحفظاته في هذا الشأن لا يمكن أن تتحقق.
فقد قال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر إن نتنياهو وضع في خطابه امس الأول عقبات جديدة في وجه المفاوضات موضحاً في لقاء مع الصحفيين عقب لقائه رؤوبين رفلين رئيس الكنيست الاسرائيلي أمس ان مطالبة نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف مسبقا بيهودية اسرائيل غير منطقية وما هي الا عراقيل يضعها نتنياهو امام المفاوضات.
وفي هذا الصدد قال البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما يعتقد ان هناك طريقا طويلا فيه الكثير من المنحنيات والمنعطفات يتعين قطعه من اجل التوصل الى سلام في منطقة الشرق الاوسط وذلك عقب الخطاب الذي ألقاه نتنياهو .
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الذي كان يرافق اوباما على متن الطائرة الرئاسية متوجها الى شيكاغو نعمل ونناقش مع جميع الاطراف المعنية كيف يمكننا تحريك هذه العملية للامام وايجاد حل على اساس دولتين .
بدورهم وصف خبراء اميركيون الخطاب بانه اختبار لمبادرات الرئيس الاميركي باراك اوباما بشأن السلام في الشرق الاوسط على حين رأى بعض المحللين انه من المحتمل حدوث مواجهة بين واشنطن واسرائيل.ونقلت ا ف ب عن ارون ديفيد ميلر المستشار السابق في ادارات ديمقراطية وجمهورية قوله ان نتنياهو حاول الموازنة بين الضغوط السياسية التي يخضع لها في واشنطن وفي اسرائيل.
من جهتها رأت تمارا كوفمان ويتس المحللة في معهد بروكينغز ان خطاب نتنياهو كان موجها الى الاسرائيليين اكثر منه الى الفلسطينيين والعرب والاميركيين مشيرة الى انه قام بخطوة او خطوتين كانت ادارة اوباما تريده ان يقوم بها ولكن دون تحقيق اي تقدم مهم.
وقالت ويتس ان الطرف الاسرائيلي يسعى منذ زيارة نتنياهو الى واشنطن الشهر الماضي لاختبار مدى تصميم الادارة الاميركية بشأن الاستيطان وقيام دولة فلسطينية مطالبة بعدم اعتبار خطاب نتنياهو موقفا نهائيا حول المدى الذي يمكن ان تصل اليه اسرائيل بل بداية للعبة بوكر ستستمر فترة طويلة.
الاتحاد الأوروبي: وقف الاستيطان أمر ضروري
في سياق متصل اشترط الاتحاد الاوروبي مجددا التزام اسرائيل بحل الدولتين الذي من شأنه ان يقود الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل رفع مستوى العلاقات مع الاتحاد واعتبر ان شروط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حول اقامة دولة فلسطينية غير كافية لرفع مستوى العلاقات.
ونقلت رويترز عن وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن انه لا يمكن الحديث بشأن تطوير العلاقات مع اسرائيل الا عندما تكون عملية السلام في مسارها ، منتقدا حكومة نتنياهو وقال مادامت مصادرة الاراضي الفلسطينية قائمة وسياسة المستوطنات مستمرة فلن تكون هناك نتائج ايجابية في عملية السلام مشيرا الى ان تعزيز العلاقات الاوروبية الاسرائيلية مرتبط بإرادة اسرائيل بتقديم الشروط الملائمة للتوصل الى عملية سلام ناجحة من جهته طالب وزير الخارجية النمساوية ميخائيل شبينديل ايغر اسرائيل باتخاذ خطوات جادة لدعم عملية السلام مشيرا الى ان خطاب نتنياهو لم يأخذ بعين الاعتبار قضية المستوطنات واهميتها في احلال السلام على حين قال وزير خارجية فنلندا الكسندر ستاب إن الشروط التي وضعها نتنياهو ليست كافية لرفع العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية السويدي كارل بيلد تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي حول اقامة الدولة الفلسطينية غير كافية.
من ناحيته وصف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ما جاء في خطاب نتنياهو بأنه غير كاف مجددا مطالبة بلاده بوقف العمليات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وقال إن وقف بناء المستوطنات امر ضروري.
بدوره قال غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني ان تجميدا كاملا للبناء في المستوطنات هو امر اساسي لتقدم عملية السلام
روسيا: شروط غير مقبولة
كما أعربت روسيا أمس عن تحفظها تجاه تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي اشترط فيها الاعتراف باسرائيل يهودية مقابل القبول بدولة فلسطينية وقالت ان هذه التصريحات لا تساعد في ايجاد حل للقضية الفلسطينية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية في تصريح لوكالة نوفوستي ان الشروط التي وضعها نتنياهو للاعتراف بدولة فلسطينية تعد غير مقبولة للفلسطينيين.
الجامعة العربية: محبط وتعجيزي
من جانبها انتقدت جامعة الدول العربية خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي ووصفته بأنه محبط وتعجيزي وقال عبد العليم الابيض المتحدث الرسمي باسم الامين العام للجامعة العربية في تصريح للصحفيين قوله ان تاريخ نتانياهو حافل بالمراوغات وطرح مشروعه لكي يرفضه الفلسطينيون والعرب وكذلك المجتمع الدولي.
نصر اللـه : وضع المنطقة أمام مخاطر التوطين
قال السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله ان رئيس الوزراء الاسرائيلي سد الابواب واحبط كل امل في احلال السلام في المنطقة.
واضاف السيد نصر الله في كلمة مقتضبة له أمس ان خطاب نتنياهو وضع المنطقة امام مخاطر التوطين وتهجير الفلسطينيين من خلال الدعوة الى الاعتراف بيهودية اسرائيل.
واكد السيد نصرالله ان نتنياهو كشف الحقيقة مبكرا عن رؤيته للمستقبل في هذه المنطقة معتبرا ان خطابه يشكل صدمة للذين كانوا يراهنون على خيار التسوية وبالتالي يجب عليهم اعادة النظر في موقفهم من قضايا الامة وخيار المقاومة فيها.
وقال السيد نصر الله ان نتنياهو اعاد التذكير بما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ارييل شارون عندما علق على مبادرة السلام العربية قائلا ان هذه المبادرة لا تساوي الحبر الذي كتبت به وهو الان يجدد مقولة شارون ويقول هذه رؤيتنا للسلام معكم.
لحود: يسقط إمكانية قيام دولة فلسطينية
من جهته ندد الرئيس اللبناني السابق اميل لحود بخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي وقال ان الشروط التي وضعها نتنياهوللقبول بقيام دولة فلسطينية تسقط امكانية قيام هذه الدولة.
من جهته قال الوزير السابق وديع الخازن رئيس المجلس الماروني العام ان كلام نتنياهو هو بمنزلة اعلان حرب.وأكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني فوزي صلوخ أن خطاب ومواقف نتنياهو هو اجهاز على عملية السلام من أساسها ومحاولة تسويق أفكار غريبة عن عالم اليوم كموضوع السيادة المنقوصة أو المشروطة للدولة الفلسطينية وهذا مناقض للمبادئ الاساسية لعملية السلام. وأكد أن موقف نتنياهو من موضوع اللاجئين وحق العودة مناف لكل الحقوق السياسية والقانونية والانسانية.
«السوري القومي الاجتماعي»: يرمي لتكريس الاحتلال
واعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي ان خطاب نتنياهو يعكس الطبيعة العنصرية لهذا الكيان الذي يرمي الى تكريس احتلاله خلافا للمواثيق الدولية. واضاف الحزب في بيان له صدر أمس في بيروت ان خطاب نتنياهو يهدف الى تصفية المسألة الفلسطينية ويضع المنطقة أمام خيارات المواجهة المفتوحة.
أوساط فلسطينية: حكومة متطرفة
كذلك ادان تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخطاب وقال انه دعوة للفلسطينيين للاستسلام للشروط الاسرائيلية وقبول العيش في محمية تحت السلطة الاسرائيلية يثبت بشكل واضح وقاطع أننا نقف أمام حكومة متطرفة غير معنية بدفع جهود السلام. وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة فتح ان خطاب نتنياهو يشكل احتيالا كليا على التاريخ الذي قام فيه الاحتلال الاسرائيلي على الدوام بمهاجمة العرب واغتصاب أرضهم وهو محاولة لسرقة المستقبل وتعبير راسخ عن عقلية اليمين الاسرائيلي.
كما قال مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان نتنياهو اثبت في خطابه ان اسرائيل لا تريد السلام وانها معادية له وهو بمثابة اعلان حرب على فكرة السلام.
من جهته قال احمد الطيبي رئيس كتلة القائمة الموحدة العربية للتغيير في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ان الخطاب محاولة لاعادة تنظيم الاحتلال مع سيطرة اسرائيلية على دويلة فلسطينية تكون تابعة لاسرائيل وهو خطاب بلا جوهر ويدل على تلاعب لفظي. وقال اسماعيل رضوان القيادي في حماس ان خطاب بنيامين نتنياهو الاخير يعكس إيديولوجية عنصرية وهو لم يأت بأي جديد بل أكد فيه المبادئ الاساسية لرؤية حزب الليكود الداعية الى ما يسمى سلاما اقتصاديا.
كما قال محمود محارب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس ان خطاب نتنياهو احتوى بالمطلق على شروط تعجيزية واضحة من خلال استثناء القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين والحدود والسيادة من أي مفاوضات مستقبلية. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس ان خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي عنصري ويتنكر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته ويعمق الفجوة ويزيد الكراهية للسياسات الاسرائيلية، وأكد أبو زهري ان الشعب الفلسطيني مستمر في النضال حتى التحرير. من جانبه قال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية إن الفلسطينيين لا يمكن ان يقبلوا بالشروط التي أملاها عليهم نتنياهو التي تتعارض كليا مع ما دعا اليه الرئيس الامريكي باراك اوباما.
الاندبندنت: وجه ضربة لادارة أوباما
في هذا الاطار ذكرت صحيفة ذي اندبندنت البريطانية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي وجه ضربة لادارة الرئيس اوباما من خلال رفض تجميد عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
واضافت الصحيفة في مقال أمس ان نتنياهو اضطر وتحت ضغوط مكثفة من ادارة اوباما الى حرف نهجه قليلا خلال خطابه واعترف اخيرا بفكرة قيام دولة فلسطينية إلا انه عمد الى ربط ذلك بشروط الهدف منها تقييد العملية ورفض ايقاف عمليات الاستيطان.
صحف إسرائيلية: رؤية فارغة المضمون
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية إن نتنياهو تحول الى رهينة للتوقعات العالية من خطابه التي خلقها بيديه لكن التوقعات شيء والحقيقة شيء اخر معتبرة في افتتاحية نشرت على موقعها الالكتروني أمس ان نتنياهو قال في خطابه ما ألمح اليه هو ومستشاروه في الشهور الاخيرة حول القبول بدولة فلسطينية منقوصة السيادة مضيفة أن الخطاب رؤية فارغة المضمون.
***
شخصيات لبنانية لـ «الثورة»: يقفل باب السلام
بيروت - الثورة - يوسف فريج:
استنكرت شخصيات لبنانية الخطاب الاستفزازي لرئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي ينم عن العنصرية والتسلط تجاه اي مبادرة للسلام.
في هذا الاطار اكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب المنتخب هاني قبيسي ان خطاب نتنياهو شكل من اشكال العنصرية المتغطرسة التي يتصف بها العدو الصهيوني وان تغتيرت الاشخاص لكن الخطاب والممارسة هي واحدة.
واضاف ان هذا الكلام نسف كل مبادرات السلام والحل على مستوى المنطقة وشكل تحديا واضحا للامة العربية.
وبدوره اكد رئيس المجلس الماروني الوزير السابق وديع الخازن ان كلام نتنياهو يشكل حالة انقلابية على اي مبادرة قد تبصر النور على مستوى المنطقة داعيا العرب إلى التمسك بمبادرة السلام العربية وعدم التطبيع، لان نوايا العدو الاسرائيلي باتت معروفة وتحت عناوين واهية يراد منها الانقضاض على اي مشروع تكون فيه مبادرة السلام العربية رأس حربة لتحقيق السلام العادل والشامل تحت سقف الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران.
من جهته اعتبر الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الدكتور فايز شكر ان كلام رئيس حكومة العدو الصهيوني انما جاء لفرض املاءات جديدة على العرب مقفلا بذلك اي باب من ابواب السلام التي من شأنها ان تسير في المنطقة مشيراً الى اننا اليوم امام خيار واحد هو مواجهة الكيان الصهيوني بوحدة عربية جامعة تكون سدا منيعا في مواجهة الغطرسة والاستفزاز الذي يمارسه هذا العدو.
وفي السياق ذاته اكد رئيس جبهة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود ان نتنياهو يريد عبر خطابه ان تكون دولة فلسطين محمية اسرائيلية ضارباً بعرض الحائط كافة القرارات الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني.