أفرز هذا التطور ظواهر اجتماعية متباينة، من أبرزها المسألة السكانية التي نحن بصدد التعرف على مفرداتها ومفاهيمها. ولا ريب فقد تركت هذه المسألة انعكاسات لا حصر لها وتحولات اقتصادية وسياسية، كان لها الأثر الفاعل في ديمومة الحياة السرمدية.
فالمشكلة السكانية قد تثير هاجساً وتربك متخذي القرار وراسمي السياسة من حيث ما يترتب عليها من آثار سلبية على المجتمع، لذا بات من المحتم الإفصاح عن العلم الذي يبحث في شؤون وأبعاد هذه الظواهر كي لا تثير ولا تربك مسيرة تقدم هذا المجتمع أو ذاك»
ومن ثم يضيف الدكتور الصديقي أن علم السكان يضطلع بالتعدادات السكانية التي تعنى في جوهرها الحصر الشامل لأفراد المجتمع، وهذه أحد المصادر الهامة لمعرفة تغيرات وديناميكية المجتمع في فترة زمنية محددة.
يتركز حرص الدكتور الصديقي على توفير معجم يضم المفردات السكانية من ألفها إلى يائها أساسية كانت أم متقدمة، ليكون عوناً ونفعاً ومحفزاً لمن أراد سبر أغوار هذا المحيط.
يبدو من النادر جداً وجود مثل هذه المعاجم في المكتبات العربية، ولذلك يأتي هذا المعجم ليضيف إلى المكتبة العربية مرجعاً مهماً يفيد منه طالب العلم والدارس والباحث.
إن المنهجية التي أنطلق منها هذا المعجم ليس في تعريب المفردة/ المصطلح فحسب، بل في شرحها شرحاً وافياً مع دعمها بالمعادلات والصيغ الرياضياتية والموضحة بالرسوم البيانية متى استدعى الأمر. واعتمد مؤلفه في ترتيبه على ألفبائية اللغة الإنجليزية ليكون سهل الاستعمال. والمعجم يحتوي على أكثر من ثمانمائة مدخل، تغطي مفردات ومفاهيم علم السكان الأساسية منها والمتقدمة، كما تم تعزيز المعجم ببعض السير الذاتية لرواد هذا العلم مع مسردين أحدهما باللغة الانجليزية والآخر باللغة العربية.
يعرف الدكتور الصديقي الديموغرافيا بأنها العلم الذي يهتم بدراسة المجتمعات البشرية من حيث الحجم (العدد) والتركيب والتغيير والتوزيع والخصائص. أو هو دراسة خصائص السكان وعملياته من نمو أو اضمحلال، واستقرار ومكوناته من خصوبة ووفيات وهجرة، ... الخ.
وينحدر مصطلح «ديموغرافيا» من مفردتين يونانيتين هما «ديموس» Demos وتعني شعب، بشر و»كرافي «Graphia وتعني علم أو فن.