وقامت الثورة بزيارة بعض القرى الواقعة ضمن قطاع بلدة الوردية ومن خلال الاستماع إلى عدد من المواطنين تبين وجود مشكلة مستعصية في موضوع الصرف الصحي ، حيث بدأت الحكاية في عام 2000 عندما قامت البلدية وقتها بفتح مجرى للصرف الصحي ليصب في نهاية المطاف في وادٍ ويشكل مستنقعاً في إحدى الأراضي الزراعية، وذلك على أساس إنشاء محطة معالجة.
ولكن لم يتم العمل على هذا المشروع وما زاد الطين بلة أن عدداً من المنازل المحيطة بالمجرى أداروا صرفهم الصحي في هذا المجرى وأصبح مستنقعاً مع مرور السنين على الرغم من المبالغ المنفقة على ذلك المشروع الفاشل، وطالب المتضررون من الأهالي التي تصب مياه الصرف الصحي في أراضيهم الإسراع بإيجاد الحل النهائي لمشكلتهم القائمة.
وحالياً يتم جمع النفايات الصلبة وغيرها من النفايات من كافة القرى على مدى ثلاثة أو أربعة أيام في الأسبوع حسبما تقتضي الحاجة، ويتم ترحيلها إلى مكب تجميعي قائم في قرية الوردية، وتقوم الخدمات الفنية في مدينة الشيخ بدر بالأعمال الإنشائية اللازمة للمكب التجميعي، ولطالما انتظر السكان إنجاز مكب وادي الهدة لما يخفف من حدة التلوث الناجم عن حرق النفايات أو طمرها في التربة وما تسببه من أخطار على الصحة العامة والبيئة النظيفة.
ويعاني قطاع بلدة الوردية من أزمة مياه خانقة خاصة في القطاع الغربي منها (النمرية، الدبيبية، عين الكبيرة، البطحانية) والمشكلة تعود إلى سوء التوزيع بالإضافة إلى نقص في الموارد المائية.
هذا ما أكده لنا الأهالي في تلك القرى الذين يتساءلون عن بئر عين الكبيرة الذي يمكن أن يخفف من المعاناة لدرجة كبيرة في حال تم وضعه في الاستثمار علماً أن الأعمال المدنية في مشروع البئر قائمة ونسبة الإنجاز وصلت إلى 70% والمطلوب هو عدم التأخر من قبل المتعهد في استكمال الأعمال المدنية ليصار إلى وضعه بالاستثمار، وتبلغ غزارته حوالي 20م3/سا وهو يخدّم كلّ من الدبيبية وعين الكبيرة والبطحانية ما يخفف الضغط على مشروع جورة الحصان. لأنه ليس من المعقول أن تصل المياه إلى تلك القرى كل 15 يوماً مرة واحدة ولعشر ساعات فقط..!!
كما أنه لازالت بعض القرى خارج خطط توسع الشبكة وهناك حارات فيها عشرات المنازل التي تستجر المياه بواسطة الصهاريج المأجورة مثل قرية عين الكبيرة- الحي الغربي.
السيد علي حسن رئيس بلدة الوردية أوضح للثورة أن شبكة الصرف الصحي التي تخدّم البلدة تعتبر مشكلة مستعصية حيث إنه لاتوجد حتى الآن أي محطة معالجة في قطاع البلدة علماً أنه تم إعداد دراسة ورفع طبوغرافي لمحاور الصرف الصحي ، وتم اقتراح إقامة ثلاث محطات معالجة تخدّم البلدة والبلدات المجاورة ولازالت مؤجلة حتى الآن، ولكن هناك حاجة ملحة لإقامة محطة معالجة إسعافية بين قريتي بلحنين والوردية وذلك استجابة لشكوى المواطنين المتضررين من مصب الصرف الصحي المكشوف حالياً والقائم منذ العام 2000م علماً أنها واردة ضمن محضر اللجنة التي اجتمعت في مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بطرطوس في عام 2011.
المهندس نزار جبور مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بطرطوس أوضح أنه في ظل الظروف الراهنة وتخفيض الاعتماد وتقليص الخطة تعتمد المؤسسة على الإمكانات الذاتية لاستثمار عدد من الآبار الارتوازية المقترحة عن طريق تأمين غواطس مستعملة ومضخات أفقية مستعملة ولكن بعد صيانتها وتأمين مجموعات توليد بعد إجراء الصيانة اللازمة لها وكذلك الأمر في قص وإعادة تركيب أبراج كهرباء.
وأضاف أن المؤسسة تقوم حالياً بدراسة إمكانية استثمار بئر عين الكبيرة ضمن الموارد المتاحة الأمر الذي يحسن الواقع المائي في هذه المنطقة المذكورة ولكن يعتبر ذلك أقل من طموح المؤسسة ولن يستقر الوضع بشكل نهائي إلا بعد وضع آبار مرقية بالاستثمار.
وقال المهندس جبور بخصوص هذه القضية أن المؤسسة كانت قد أبرمت عقداً في العام 2011 مع أحد المتعهدين من أجل استثمار آبار مرقية بقيمة 76 مليون ليرة بغزارة 300 م3/سا وهي داعمة لمشروع جورة الحصان ولكن بسبب تأخر إجراءات تصديق العقد تقدم المتعهد بطلب فسخ ارتباطه وإحلاله من التزامه تجاه المؤسسة وتمت إحالة الملف بالكامل إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش.