فيها صحفييهم ومفكريهم وخبراءهم وأصدقاءهم المزعومين واضعين أقنعة الإعلام المتحضر، مع إعطائهم توقيعاً على بياض لإسكات كل الإعلاميين الذين يناوئونهم وخاصة الإعلام السوري وقتل التنوع الثقافي والديني في سورية لإعادة تقسيم ما يسمونه الشرق الأوسط وإحياء سايكس بيكو جديدة.
وكل ذلك مع مغالطة يقع فيها حتى بعض الإعلام المناهض للإمبريالية والصهيونية وهي أن في سورية حرباً أهلية بينما الصحيح أن قوات الجيش تواجه مرتزقة متعددي الجنسيات ومن القاعدة تم تسليحهم من تلك الدول إلى جانب سوريين ألقوا بأنفسهم في أتون التمرد من أجل المال الخليجي والتركي الذي يدفع على حساب مواطني تلك الدول، إلى المرتزقة الأجانب والذي لا ينال منه المتمردون السوريون إلا الفتات .
التدخل الخارجي دوماً هو الأساس في التصعيد والآن إن رفعت تلك الدول الدعم عن الجماعات الإرهابية ينتهِ ما يزعمون أنه أزمة داخلية ولكن أميركا جاهرت بدعم القاعدة في سورية بتقنيات زودتها بها وهذا دليل على أن واشنطن هي التي تصنع القاعدة في الزمان والمكان اللذين تريدهما، أما السعودية وقطر وتركيا فمساعدتها للإرهابيين المستمرة كانت حثاً لهم على سفك مزيد من الدم السوري. وإسرائيل هي الكيان الأكثر تحركاً في العدوان الجاري على الأرض السورية وهي تنسق مع الأميركيين وتركيا في وضع خطط لمرحلة انتقالية في سورية بالتعاون مع دول عربية دكتاتورية وعميلة للولايات المتحدة وراعية وعرابة لإسرائيل.
دول الخليج ترعى الإرهاب في سورية بتحريض من إسرائيل والغرب للقضاء على معسكر المقاومة وتحقيق الأهداف الجيوسياسية للولايات المتحدة بتشظية شعوب المنطقة وتصفيتهم بحسب نظرية مالتوس، ولكن حكام الخليج ولا سيما آل سعود يظنون أنهم بمساعيهم بتخريب سورية سيحبطون الثورة الحقيقية في بلادهم ضد الظلم والعمالة والدكتاتورية وضد هدر الثروات. كما لا يعلمون أن خطر امتداد الحرب خارج سورية قد يصيبهم وخاصة أن النظام العثماني الجديد ينظر إلى المنطقة العربية كلها بمنظور أجداده ويتلاقى في أحلامه مع الحلم الصهيوني ومن هنا كل دول الشرق الأوسط ستغدو هدفاً للحروب فلا يظنن آل سعود وغيرهم أنهم سيظلون سلاطين تحت الحماية الأميركية.