ولألوان المسرة. تغني للوطن المفدى.. المحفوف بالرؤى.. تغني لأبنائه المعشوقين.
عندئذ تمتلئ الأشياء جمالاً وحياة وتتحرك منسابة نحو المطلق تحلو الكائنات ويغدو الكون حسنا تخط جنونها على السطور المنسابة إلى ما لانهاية.
هذا كان ملخص المجموعة النثرية (عاريا يأتيك صوتي) للأديبة وصال سمير حيث تناولت قضايا إنسانية اجتماعية حملت شغف المرأة العاشقة في تمردها لتهمس لعشيقها تعال إلي وتبوح له لا أحد سواك وتخبره أن الحب يفعل كل هذا فتقول:
لماذا اتسع حتى اشمل هذا الكون؟!!
لماذا أتطاول حتى أعانق السماء؟!!
لماذا يرتفع صوتي.. فتتردد أصداؤه في أنحاء الجبال والوديان؟!!
لماذا أحس نفسي كبيرة عظيمة ورائعة...؟!
اهو الحب. يفعل كل هذا؟
لكن رحلة الهروب المستمرة للعاشقة من الحبيب تدور في دائرة مفرغة فتقول له: وهو بعيد، بعيد لدرجة لا تحتمل، قاس لدرجة الإجرام، لاه لدرجة اللامبالاة.
اهرب منه اليه, أدور في مجاله, اتفيأ ظل شجرة الذكرى.
لكن لوعة الفراق تأخذها إلى الوحدة والضياع واختلاجات الذكرى تؤججها في صراع الشوق للحبيب فتقول في احدى الخواطر بعنوان (لحن الفراق):
الشوق وحده، ليس كافيا لتصوير حالتي.. ألم مر، يمر في أحشائي..
أنا هنا.. ولست هنا.. هدوء متربص، يعبث بي ويقول ساخرا:
لن تلتقي عيناك بعينيه بعد الآن.
يا للفراق.. حين يحتدم في الأعماق.. يزداد الصراع ويتحدى بعضي بعضي..
ولان الأديبة وصال سمير مملوءة بعشق الوطن تحمل هاجس أوجاعه في أعمالها وسردها الأدبي
باحثة عنه في مواطن الذكرى فقالت:
وبت يا فلسطين...أرضك
في دمي عقاب.. ارضي
وفي روحي غضب.. ولا كان جدك
وفي قلبي عذاب...جدي
الوطن السليب.. للوطن
نبكيك يافلسطين.. وللعودة من قهر
وعلى أسوارك الحبلى.. تقيم مواطن الذكرى
وكيف لعشقك أيها الوطن أن يخمد فهو بالنسبة للأديبة سمير شغف يرافقها في كل مكان وتجاهر بحبه بشراسة عاشقة فتقول في احدى الخواطر بعنوان:(أنت بلادي):
عاشقة أنا...مدويا
فلتعلم الدنيا.. كالرعد.. كالبرق
وليخسأ المدعي.. كالصواعق
إني نسيتك...كالبراكين
فلسطين...
يأخذني الصباح اليك..
يذكر أن الكاتبة وصال سمير من مواليد دمشق نالت جائزة في اللغات الشرقية (عبري)من القاهرة وكانت محاضرة في جامعة دمشق قسم تاريخ وعملت في وزارة الإعلام القسم العبري وتعتبر من مؤسسي اتحاد الصحفيين في سورية.
من أعمالها رواية زينة، مجموعة قصصية ليست جريمتي، خواطر الحلم والواقع.