ورجحان الكفة السورية الايرانية والروسية في معطيات المشهد، إضافة لقدرة حلف المقاومة بسحب الذرائع الاميركية كافة ومواصلة الطريق في محاربة الارهاب دفع بواشنطن الى توريط نفسها بحماقات متكررة لا تعد ولا تحصى والتي جاء آخرها إعلان نيتها تشكيل ما يسمى حلف بحري بين (إسرائيل) بالتعاون مع بعض الأعراب المرتمين في حضن العدو الصهيوني تحت ذريعة مواجهة الجمهورية الايرانية.
ومن هنا يأتي الاستنتاج بأن تلك التصرفات أو الافكار الشيطانية التي تهدف الى زج المنطقة برمتها في اتون الفوضى ينبع اولاً وآخراً من المصلحة الاسرائيلية إضافة الى مصالحها..ليأتي ذلك ضمن جملة المصالح الاسرائيلية التي تفيدها بمحاولة إشغال محور المقاومة عن مهامه الرئيسية في الدفاع عن المسلمات الاساسية، كالدفاع عن القضية الفلسطينية مثلاً، وذلك من خلال محاولات إشعال نار الفوضى ضمن دولها ومحاورها، والعمل على خلق حالات مشابهة لما يحصل من حروب إرهابية مفتعلة في سورية بالتعاون مع مشيخات النفط الخليجي.
ومشيخات الخليج الوهابية في الوقت ذاته في عادتها وطبعها المتصهين فإن كل ما تقوم به سواء من افكار وأعمال أم مشاريع تصب بشكل مباشر او غير مباشر في المصلحة الاسرائيلية..فخدمة الكيان الصهيوني وتقديم بيعات الطاعة له أصبح فرضاً واجباً على تلك المشيخات تمليه عليها عمالتها المتأصلة.
ويرى محللون بأن الكيان الاسرائيلي يراهن على أن استعداد الولايات المتحدة لتشكيل حلف بحري بمشاركتها بالإضافة إلى انظمة عربية لمواجهة إيران بحسب الرواية، وليس مصادفة التوقيت عن هذا الاعلان و أن النشر حول الموضوع جاء بعيد انتهاء ما تسمى (ورشة البحرين) في المنامة، والتي شارك فيها العديد من رجال الأعمال التابعين للكيان الإسرائيلي.
وكان المبعوث الأميركي لشؤون إيران براين هوك قد قال في نهاية الأسبوع الماضي في مقابلةٍ مع هيئة البثّ الصهيونية، أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تشكيل تحالف إرهابي يضم كلاً من (إسرائيل) ومشيخات خليجية، لضمان مازعم أنه حرية الملاحة البحرية، في مواجهة ما وصفه وقاحةً بـ (التهديد الإيراني).
وسبق لأميركا أنها عمدت لتشكيل تحالفات إجرامية متنوعة بالاسماء لكن مضمونها كان واحداً حيث ارتكبت ابشع الجرائم بحق المدنيين كـ (التحالف الدولي) في سورية والعراق، والتحالف الأميركي الوهابي في اليمن.. وكانت نتائج تلك التحالفات مئات الجرائم بحق المدنيين وارتكاب ابشع انواع القتل الممنهج وتدمير مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الانسان، وغيرها الكثير.