ولا يدرك المرء قيمة الوقت وأهميته إلا بعد فوات الأوان دون أي فائدة قد حصَلها أو عمل قد اكتمل أو نشاط قد أكمله .خاصة إذا كانت بعض الأعمال تحتاج للسرعة في الأداء والدقة في النتيجة .وهنا نلمس الآثار السلبية لما ضاع من الوقت الذي لا يعوَض ولا يقدر بثمن .
حكم وأقوال مأثورة تناولت قيمة الوقت تشرح أهميته وخطورة سلبية هدره وضياعه سدى فقط لأنه خسرناه إلى الأبد لا سيما أنّ الوقت يمضي ولا ينتظر أحداً. يقول (سينيكا ): «نحن جميعا نشكو من قصر الوقت ومع ذلك فإن لدينا منه أكثر مما نعرف ماذا نفعل به .فنحن دوما نشكو من الأيام قليلة ونتصرف كما لو أنها بلا نهاية ..» .وهنا نأتي على ذكر الأسباب التي تساهم في هدر الوقت ومنها عدم إدراك أهمية الوقت و عدم التخطيط
مع ضعف الإرادة و عادة تضييع الوقت و رفض مساعدة الآخرين و إنجاز أكثر من اللازم و الأمور الطارئة و الكسل والتأجيل.وكلها عوامل تساهم في عدم استثمار الوقت بالشكل الأمثل وبالتالي غالبا ماتأتي النتائج غير مرضية .
كيف نحافظ على الوقت
يتم الحفاظ على الوقت بدءا من إدراك أهميته وبالتالي العمل على إعداد جدول زمني يتم فيه تخصيص أوقات محددة للعمل وأخرى للاسترخاء ويهدف عمل مثل هذا الجدول إلى استغلال كافة ساعات اليوم وتحقيق أقصى استفادة منها، وعدم تضييعها إلا بطرق ممتعة ومفيدة بشكل فعلي والمساعدة على إحداث الوعي والتغيير في العادات.ولا يتم ذلك ما لم يتم تجنب الالتزامات الإضافية من خلال تجنّب القيام بالالتزامات التي لا تخدم أهدافه ومصالحه، حيث إن عليه في المقام الأول العمل على تحديد أهدافه والأشياء التي يريد القيام بها، ثم أن يترك الوقت الإضافي للحصول على قسط من الراحة، كما عليه أن يهتم بوضع الحدود مع الآخرين بهدف التحكم بالوقت.
يقال «الوقت عدو مجتهد لا يقتله إلا مجتهد «وبالتالي لن يكون النجاح في هذه الخطوة مالم يتم التقيد ببعض النصائح للحفاظ على الوقت ومن أهمها «ذكر :تفويض المهام وتجنب تعددها ,وتحديد أولويات العمل وتجنب التسويف و البدء في وقت مبكر و الحصول على فترات من الراحة . وهذا ما يفسر مقولة «الوقت هو أكثر ما نحتاج وأسوأ ما نستخدم «.فالوقت يضيع من بين أيدينا ولا نجيد استغلاله في إنجاز جداولنا اليومية والمستقبلية لقضاء حاجياتنا ومخططاتنا ومشاريعنا .لهذا يقال إن «الأمور مرهونة بأوقاتها » .
كيف تستثمر الوقت
من المعروف للجميع أن المجتمعات الشرقية هي أكثر المجتمعات التي لاتعطي للوقت أهميته وهي الأكثر هدرا لهذه القيمة في حياة الشباب على وجه الخصوص.لهذا كان لابد من التركيز على آلية الاستفادة منه وبالتالي استثماره بالشكل الأمثل بما يعود على المرء بالنفع والفائدة المرجوة . وهذا يتم عبر تقسيم اليوم وجدولته مع تقسيم الأولويات وعدم الانشغال والتلهي بمشاهدة التلفاز وتصفح النت او ارتياد المقاهي والجلسات المطولة في المطاعم والتسكع في الشوارع والانشغال بالأحاديث الهاتفية المطولة والنوم لساعات طويلة والاستماع للاغاني .
قد تكون عبارة «الوقت المخترق «عبارة عادية تمر على البعض دون اكتراث حالها حال الوقت الثمين الذي يتسرب من بين أيدينا وأمام أعيننا ولا نملك إرادة لنوقف ضياعه خاصة وأنه أي الوقت «المادة الخام للحياة «.ومتى أضعنا هكذا قيمة خام أضعنا البوصلة لقيادة قارب الوقت الذي تخترقه وسائل التواصل الاجتماعي كما تخترق حياتنا الروحية والمادية .لهذا كان لابد لهذا الاختراق أن لا يحدث بفضل إرادة الحياة بنظام وبهدف وبجدولة ذكية يومية لما سنقوم به دون تلكؤ أو تكاسل وإنما بإرادة جدية لإنجاز المشاريع الهدف في وقتها المحدد .