تحدث أوباما عن «اليوم الوطني للشرف» محييا فقط وحدات أميركا التي حاربت «لمساعدة الشعب العراقي لالتقاط فرصة لمستقبل أفضل» على حد زعمه واعترف أن هذه الحرب «تركت جروحا عميقة غير مرئية ولكن لن تشفى مطلقا» فما هذه الجروح؟ هل جرائم بوش أم عذابات العراقيين أم عنى بذلك فقط الجروح التي تلقاها الأميركيون؟ يبدو أن الذكرى السنوية لسقوط بغداد لاتعني إلا القتلى الأميركيين في العراق، الذين تحدث عنهم وإليهم أوباما بقوله :« لكم دين علينا لن نستطيع أن نفيه ما حيينا »، دون أي إشارة إلى دين الدم إزاء أكثر من مليون عراقي من الأطفال والنساء والرجال وإزاء بلد كان متقدما أكثر من معظم البلدان العربية؟ ويبدو أن مليون عراقي قتلوا لا يساوون عناء مجرد الإشارة إليهم.
الغربيون لا يندمون على شيء سوى على هزائمهم في حروبهم على مدى 5 قرون، خاضوها ضد الشعوب التي استعبدوها في كل القارات وسموا ذلك حضارة، واليوم يسمونه صراع حضارات، وندمهم الوحيد اليوم يقتصر على فقدانهم للسيطرة المطلقة على الجنس البشري الذي يعتقدون أنهم الدرك الأعلى فيه.
قال الفيلسوف والمشرع مونتيسكيو: آمنت بأن نزع الحرية عن مدينتي بمساعدة أحد مواطنيها أكبر جريمة ترتكب، وقد عاقبت على هذه الجريمة ولم أتردد. أما البيرت اينشتاين فيستهجن : كيف يمكن الجلوس على طاولة المصالحة مع الذي خلق المعضلة؟ وكان يقول: من يخلق المشكلة لا يمكن أن يكون الحل. وهكذا المستعمرون وأعوانهم من معارضات الخارج اللاوطنية والتكفيريين الظلاميين.
الحرب على إفريقيا وتسليح الإرهابيين المجانين في ليبيا وقتل أكثر من 130 ألف ليبي من المدنيين والمخطط الظلامي الذي رسم للعرب ولسورية وفي الأسبوع الماضي الانقلاب في مالي، يدل على أن الغرب ورؤيته لن تجلب الحل للبشرية. وثمة قول لساركوزي : إذا أردت أن تحيا في فرنسا فيجب ألا تحمل بندقية.
ولكنهم يحللون في أميركا وفرنسا تحميلها للإرهابيين في دول أخرى مع تحالف واضح بين الناتو والقاعدة ومشيخات النفط لبلوغ الأهداف الاستعمارية. وهنا ومما تقدم تتأكد العلاقة ما بين العنصرية والامبريالية وضرورة إقصائهما إلى الأبد. ويبدو أن خسارة حرب ليست مشكلة لدى الغرب والمهم متابعة الحروب مع التمادي في السياسات الإرهابية وجحود حقوق الإنسان وحق تقرير المصير.