ووضعت العرب على الطريق الصحيح لتحرير الأراضي العربية المحتلة ما دفع قوى الهيمنة الظلامية الأميركية والصهيونية إلى استخدام تنظيم الإخوان المسلمين لزعزعة أمن واستقرار سورية وإضعاف محور المقاومة وأهم قلاعها.
بدأ التنظيم السري للإخوان المسلمين عملياته الارهابية في سورية بإسلوب (اضرب واهرب) في نمط التفجيرات والاغتيالات للشخصيات الحكومية والسياسية ورجالات الدين والدول، إضافة لتصفية مجموعة من ألمع المهنيين والضباط كاغتيال الدكتور محمد الفاضل رئيس جامعة دمشق الذي اغتيل في شباط عام 1977 والعميد عبد الكريم رزوق آمر فيلق الصواريخ والذي كان يعتبر بشهادة الغرب من أفضل ضباط الصواريخ في العالم عام 1977 ونقيب أطباء الأسنان السوريين الدكتور ابراهيم نعامة الذي قتل في آذار عام 1978 والدكتور شحادة المختص بجراحة الاعصاب والذي اغتيل أيضاً في آب 1979.
أما أفظع العمليات الإجرامية فقد حصلت في حلب في 16 حزيران عام 1979 عندما اغتيل عدد كبير من الطلاب الضباط في مدرسة المدفعية في حلب في حادثة عرفت فيما بعد مجزرة كلية المدفعية حيث قام أحد الضباط الخونة والعملاء المدسوسين والذي يدعى النقيب ابراهيم يوسف بجمع الطلاب في قاعة الطعام وبعد ذلك أعطى الأمر لعناصره الخونة من تنظيم الإخوان المسلمين بفتح النار عشوائياً بالرشاشات والقنابل فاستشهد على الفور ثلاثة وثمانون طالبا ضابطا واجهزوا على من جرح ولم يوفر الإخوان المسلمون الفنيين فقد قتلوا وجرحوا عشرة خبراء في سلسلة هجمات في كانون الثاني عام 1980 وفي بداية العام نفسه أرسل الإخوان فرقاً من القناصين لقتل أعضاء الحكومة ورجالات الدولة ومن كانوا ينتسبون إلى الأحزاب الوطنية وما بين عامي 1979 و 1981 قتل أرهابيو الإخوان المسلمين ما مجموعة 300 شخص أغلبهم من الحكومة والأحزاب وشيوخ الدين والعلماء المسلمين الذين استنكروا الاغتيالات وكان أبرزهم الشهيد الشيخ محمد الشافي الذي ذبحه الإخوان المسلمون ذبحاً في أحد مساجد حلب في 2 شباط.
ومن أبرز جرائم الإخوان وأفظعها أيضاً كانت مجزرة الأزبكية في 29 تشرين الثاني سنة 1981 حيث قام أحد عناصر الإخوان المسلمين ويدعى ياسين بن محمد ساريج بتفجير سيارة مفخخة بحي الأزبكية في دمشق من نوع هوندا مغلقة تحمل 300 كغ من مادة الـ «تي أن تي» شديدة الانفجار أودت بحياة أكثر من 175 شخصاً وكان هذا التفجير الأكثر دموية في تاريخ سورية حيث إن جميع الضحايا تقريباً كانوا من المدنيين وأصيب الكثير من المباني السكنية بأضرار بالغة وتطايرت أشلاء الضحايا في محيط الحادث وأدى الدمار الذي لحق في المنطقة إلى تشريد أكثر من 40 عائلة ولا ينسى أي سوري منظر الطفل الذي أودى الانفجار إلى حرمانه من عينيه الاثنتين.
وقد استمر الإخوان في جرائمهم إلى أن بدأت تسحق أدواتهم الإرهابية حيث وصلت المواجهات بينهم وبين الجيش العربي السوري ذروتها عام 1982 وكانت مدينة حماة المنطقة الأكثر اشتعالاً حيث اتخذ الإخوان منها مكاناً لأوكارهم ومقراتهم وتمكنت القوات الحكومية في القضاء على مئات الإرهابيين الذين كانوا ينهبون ويهاجمون بيوت المدنيين ورجالات الدولة ويقتحمون مخافر الشرطة وينهبون مخازن السلاح في محاولة للسيطرة على السلطة في المدينة وكانت الفتيات المظليات عرضّه للهجمات من الإخوان المسلمين بشكل خاص وحيث ذبحت مظليتان على فراشهما على أيديهم الآثمة، كما حاصرت مجموعات من العصابات الإخوانية سكن المحافظ والذين كان حينها محمد حربا وصرخت المجموعات الإرهابية عبر مكبرات الصوت طالبين منه الاستسلام إلا أنه دافع عن نفسه وعائلته حتى استطاعت قوات الأمن والجيش شق طريقها إليه وتذكر الكتب التاريخية والوثائق أنه حتى الثالث من شباط من العام نفسه استشهد أكثر من سبعين من كبار رجال الدولة والحزبيين واستمرت المواجهات لمدة ثلاث أسابيع حيث قامت القوات الحكومية بتطهير مدينة حماة والقضاء على الارهابيين وفكرهم الظلامي.
وكان من أبرز الأدلة على دعم أميركا للإخوان المسلمين هو اكتشاف أجهزة اتصال أميركية متطورة في أيدي الإرهابيين من الإخوان المسلمين (وما أشبه البارحة باليوم، كما كان البيانان الصادران عام 1982 في نفس التوقيت عن وزارة الخارجية الأميركية والإخوان المسلمين في ألمانيا الغربية يعلنان فيهما خبر التمرد الإرهابي المسلح في حماة دليلاً واضحاً على التعاون بين الإخوان وأميركا وهذا ما جعل القائد الخالد حافظ الأسد يتهم وكالة المخابرات المركزية الأميركية بأنها تشجع وتدعم الارهاب بدلاً من إدانته وتشجع على العصيان المسلح فاستدعى السفير الأميركي آنذاك روبرت باغانللي في الواحدة والنصف فجراً وأعلمه باتهام سورية وعدم رضاها عن تصرف أميركا كما اعترف العديد ممن القي القبض عليهم بعمالتهم لأميركا وبعض الأنظمة العربية ولم يكن ما ذكر إلا القليل القليل مما فعله الإخوان المسلمون في تلك الفترة من تاريخ سورية والذي نشهده اليوم أيضاً في هذه المؤامرة الشرسة على بلدنا الحبيب.