حيث أكد ثبات الموقف الروسي من الازمة, داعياً الى وقف العنف وعدم تكرار الاخطاء التي ارتكبت في الماضي القريب ببلدان اخرى.
وبغض النظر عن هذا اللقاء ونتائجه, فان الدبلوماسية الروسية ترتكز في نشاطها لحل الازمة على مرتكزات رئيسية عدة, في مقدمتها المصالح الروسية العليا, هذا امر طبيعي في سياسة أي دولة, حيث تكون مصالح الدول محركا رئيسياً لكل نشاطاتها الخارجية. في هذا السياق كررت روسيا مجددا موقفها الداعي الى نبذ العنف أيا كان مصدره, كما أكدت رفضها التدخل الخارجي, وهو الثابت الاهم في الموقف الروسي والذي لايبدو ان روسيا ستتراجع عنه تحت اي ظرف كان لان أي تدخل للقوى الغربية في سورية سيؤدي إلى فوضى عارمة في المنطقة.
روسيا, منذ البداية وحتى اللحظة ,رفضت استصدار اي قرار من مجلس الامن يؤدي الى تكرار السيناريو الليبي في سورية , قناعة منها بامكانية التوصل لحل اي أزمة كانت بالوسائل الدبلوماسية والسياسة دون الحاجة الى استخدام القوة العسكرية التي غالبا ماتتحول الى وسيلة تستغلها قوى كبرى لتحقيق مصالحها بذريعة التدخل (لحماية المدنيين) و(نشر الديمقراطية) وغيره من المبررات المفضوحة امام الجميع اليوم.
باختصار جل ماتريد روسيا في كل ماتبذله من نشاط, عدم السماح للغرب باستغلال مايجري في سورية كمبرر لتدخل خارجي لن يحمل معه أي خير لسورية, فهو لن يحمل معه الخير لأي من الدول التي تدخل بشؤونها تحت ذرائع مختلفة (العراق وافغانستان وليبيا) امثلة حية تشهد على ذلك.
زد على ذلك, ان اخفاق الجهود الدولية سيدع الأزمة امام خيارات صعبة ومؤلمة في ظل تداخل تعقيدات المواقف حولها وفيها, فمن الطبيعي ان يؤدي اخفاق خيار الحل الدبلوماسي الى انفتاح الازمة على خيارات اخرى مع ماستتحمله من هذه الخيارات من نتائج كارثية للجميع.
من هنا, فان الرغبة الروسية الشديدة بأن تكلل الجهود الدبلوماسية بالنجاح, تعود الى حاجة روسية ماسة كي تظهر وتؤكد للجميع ان الاسلوب المثالي والوحيد لحل الازمات يكون عبر السبل السياسية والدبلوماسية وبتفويض من مجلس الامن الدولي يمنحه الشرعية.