|
عتب المحب آراء كنت وزوجي في رحلة عمل، غادرت دمشق صباح الأحد وعدت مساء الثلاثاء، لا أكتم أنني أحسست ولأول مرة بأني غريبة حتى الثمالة ولا صدر يتسع لأحزان وطني واستقذرت الاعلام الموجه أكثر. تذكرتك أيتها الياسمينة الغائبة الحاضرة غادة السمان، تذكرت أحاديثنا كم كنت تحترقين للعودة للشام ولكني اليوم واليوم بالذات عتبي عليك كبير عتب المحب أيتها الصديقة الحبيبة التي احترمها من بين عدد قليل يعد على الأصابع لشفافيتك فأنت كصفحة الجداول تعكس ما بداخلها عكس الآخرين. كيف استطعت أن تستمرئين هذا الفراق؟ الآن بالذات وسورية تئن كلوحة سوريالية وأيامها محنطة والصقيع يرتديها. إن سياط الشوق صعبة حين تجلد ولكنها أكثر صعوبة حين يكون الوطن في محنة فتعالي يا غالية فالشام بحاجة لأبنائها.. يقول الفريد دوموسيه: «من يعرف أين تذهب دموع الشعوب حين تحملها الرياح». أما الأكثر إيلاماً: أن هناك سوريين كثر غادروا الشام وهي تنزف إلى أكثر عواصم الدنيا أخذوا أموالهم وعائلاتهم وسرحوا عمالهم وقطعوا أرزاقهم فبات هؤلاء العمال يبيعون ما ادخروه لتسيير حياتهم فهل هذه هي المنظومة الأخلاقية السورية التي عرفنا بها!؟.. لطالما أرهقني جملة للأديب ممدوح عدوان: «حساسيتنا مثلومة هناك عالم يدفع إلى الجنون ولا نجن». وبعيداً عن السياسة هناك وطن يضيع وهناك لاجئون ونساء يتعرضن لجميع أشكال القهر المعنوي والمادي ويعاملن تحت يافطة لاجئات سوريات بكل إهانة.. فأين تقبع النخوة العربية؟. أينكم.. تعالوا إلى وطنكم كما تعود الطيور إلى أعشاشها تمتلك مفاتيح الوفاء، واسأل من سيربح إذا ضاعت سورية؟!. لا أحد فكلنا سنخسر، ابعدونا عن البشاعة والأنانية والكراهية وكلها نقيض للغفران والتسامح وساعدونا كي نهرب من زمن الشح العاطفي والنضب الانساني ونزين بالضوء خارجنا فكفانا عتمة الداخل. فيا شام يا دفئي أفخر بأني سورية تحمل في جوانحها تاريخاً عريقاً وحضارة عمرها آلاف السنين واسماً تردده كل كنائس العالم ليلة عيد الميلاد فكيف دخلت ثقافة السواطير حياتنا؟!... أما نحن السوريين فسنرفع مآذننا عالياً وسنصلي كي يعود التسامح والغفران ويعود الفرح يعرش كالدوالي وتهرب الحروب إلى كواكب لا يعرف لها عنوان . يقول ألبرت اينشتاين:«تبقى الإرادة البشرية القوة الدافعة الوحيدة التي تفوق بقدراتها الطاقة البخارية والكهربائية والذرية». سأظل أحبك ياشام صباح كل يوم أكثر، أيتها المدينة التي ترتجف أضلاعي لترداد اسمها ضمتني إلى صدرها في ليلة شتائية كانونية فأرضعتني حبها ولم أفطم بعد. يقال مأساة الورود: إن عمرها الجميل قصير أما شام الياسمين فخالدة خالدة hunada@ ">خالدة.. hunada@ housri.com
|