تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشاريع قوانين الفساد ... والوظيفة العامة والمحاسبة مطلب شعبي ملح..

محافظات
الثورة
محليات
الخميس 6-12-2012
في ظل الظروف الحالية التي تتعرض لها البلاد والحصار والعقوبات والأعمال الإرهابية والتخريبية التي تستهدف البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة واستنزاف موارد الدولة وزعزعة الأمن والاستقرار,

هناك من استغل هذه الظروف في أكثر من جانب سواء في مسائل احتكار المواد الغذائية والتلاعب في زيادة أسعارها, ناهيك عن الفساد والكسب غير المشروع جراء استغلال البعض الأعمال والنفوذ لكسب المال في المطارح الوظيفية,مايعني ضرورة الحد من ذلك وإنهاء تلك المظاهر عبر سيادة القانون ومكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين ومستغلي الأزمات والمحتكرين, ووضع أدوات فاعلة للتدخل السريع والناجع للحكومة حيال ما ذكرناه.‏

قانون محاسبة صارم‏

ولعل مجموعة مشاريع القوانين والتي هي قيد الصدور وتعمل عليها الحكومة ومجلس الشعب معاً بعد استكمال المطلوب, ومنها قانون هيئة مكافحة الفساد والكسب غير المشروع ومشروع قانون هيئة تطوير الوظيفة العامة ووضع قانون محاسبة صارم يطبق على الجميع , لهما بالغ الأثر في تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.‏

“الثورة” استطلعت آراء ومطالب المواطنين في المحافظات بالقوانين المذكورة أعلاه,والتي أجمعت في معظمها على بتر يد الفساد الذي استشرى في كافة المفاصل,رغم الشعارات التي أطلقت سابقاً والطروحات المطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين بشكل حقيقي وليس نظري,دون نتائج تذكر على أرض الواقع .‏

الرجل المناسب في المكان المناسب‏

وتكاد أن تكون طموحات المواطنين واحدة لجهة مشروع هيئة تطوير الوظيفة العامة, والذي حينما يطبق مستقبلاً بشكل جيد سيسهم في إيصال الرجل المناسب إلى مكانه المناسب ولدوره في تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والمساواة في معاملة العاملين ذوي الأوضاع المتماثلة وضمان الكفاءة في الأداء وتقديم الخدمة.‏

دمشق: موظفون أكفاء في الدوائر العامة هدفهم مصلحة الوطن والمواطن‏

دمشق-سامي الصائغ:‏

من أولويات المطالب الشعبية في هذه المرحلة اصدار القوانين التي تصب بمصلحة المواطن والذي عانى الامرين من الترهل الوظيفي وانتشار ظاهرة الرشوة والفساد دون حسيب او رقيب فحديث الشارع اينما كان في العمل في الاسواق في المدارس‏

حتى بات يشمل ويمس بالحياة اليومية للمواطن من تأمين ابسط حاجياته اليومية والتساؤلات المطروحة الى متى وكيف باستطاعتنا القضاء على هذه الآفة الخطيرة والتي هي بالدرجة الاولى تهدد امن المجتمع ليس في وقتنا الراهن بل الى سنوات عديدة ولطالما نادى الكثير من الشرفاء بالحد من هذه الظاهرة ومعاقبة المقصرين والذين يروق لهم هكذا مظاهر تخل بحياة المجتمع ومعيشة المواطنين بمختلف شرائحهم.‏

«الثورة» التقت عددا من المواطنين وكانت هذه اللقاءات.‏

قوانين رادعة‏

فراس يوسف كاتبة، صاحب مطحنة قال: لقد بات المواطن بحاجة الى قوانين رادعة لمحاربة الفساد بكل اشكاله وليس فقط ما يتعلق بالناحية المادية بل المتعلقة بالخلل في تطبيق القوانين النافذة وتقديم دراسة عميقة لكافة جوانب تشكيل الهيئة المتعلقة بالقوانين التي تخدم المواطن وحمايته من اذى العابثين بالقانون وهنا اسمحوا لي ان اقولها صراحة ان الكثير من القوانين صدرت ولكن فرغت من محتواها ومرت دون محاسبة ولا محاسبة القائمين على تنفيذها.‏

تشكيل كوادر حكومية نزيهة‏

من جهتها الموظفة غادة تمام المزنر قالت: لم يعد خافيا على أحد من المواطنين ان هناك آفة خطيرة تفتك بمجتمعنا وهي الفساد واذا لم نضع حدا لهذه الظاهرة لبات من الصعب التصدي لها وحيلولة انتشارها بشكل أوسع وتأتي هذه المرحلة من حياة بلدنا لنقف صفا واحدا امام ازمة قد يكون التسيب الداخلي له الأثر الاكبر في تمكن هذه الازمة من العبث بأمن الوطن والمواطنين فيجب الاسراع في تشكيل كوادر نزيهة تكون عندهم الكفاءة ولا يأبهون لأحد، بوصلتهم الاساسية مصلحة الوطن وأمان المواطن مما يلحق به من غبن واسى نتيجة تعرف أناس وضعوا نصب اعينهم الحصول بأي طريقة كانت على المال وحتى ولو كان على حساب الناس الشرفاء وهنا تأتي دور المؤسسات الرسمية في اختيار من هم قادرون على الوصول الى الغاية الحقيقية لمحاسبة المقصرين والفاسدين ووضع حد لهذا السيف القاطع.‏

تأمين فرص العمل‏

بدوره صطيف رائد حمزة «محل تجاري» قال : لدي ثلاثة اولاد اصغرهم في الخدمة الالزامية و الباقون يحملون الشهادة الثانوية وطيلة هذه السنوات لم يستطيعوا ان يحصلوا على وظيفة في الدولة مع العلم أنه لم يبق باب الا وطرقناه بغية الوصول الى اي وظيفة كانت مع الامل في ان يحصلوا على وظيفة بمشروع تشغيل الشباب فمن حقهم الحصول على اي عمل ولكن كثرة المحسوبيات لبعض الناس تجعل من هم احق بالعمل خارج اطاره ومن لا يستحقون واحوالهم المادية ممتازة يتمتعون بهذه الوظيفة فكثيرة هي همومنا ولكن سمعنا عن قوانين جديدة ستصدر واعطاء صاحب الاولوية والافضلية بالتوظيف لمن يستحقها مع المحاولة لكبح جماح ظاهرة الفساد المتفشية بمؤسساتنا والتي ادت الى حالة ترهل ورعب في وقت احوج ما نكون به الى معاقبة المقصرين والمرتشين والذين لا يهمهم امن الوطن والوقوف مع جيشنا البطل لصد المؤامرة من الداخل ومن الخارج.‏

محاسبة الفاسدين والمقصرين‏

من جهته فايز عباس الحموي مساعد مهندس الكترون قال: اليوم ونحن نمر بهذه الظروف الاستثنائية يجدر بنا ان نكون على نسق واحد مع حكومتنا للنهوض بالواقع الحالي والخروج منه بأفكار وحلول متميزة فمظاهر الفساد تظهر علنا للكثير من المواطنين وبالاخص بالمواقع التي لها علاقة مباشرة فتسيير امور المواطنين وتسهيل معاملاتهم لم يعد بالامر السهل الا ومع الاسف بتمريرها بطرق غير شرعية مما ينعكس سلبا على مسيرة الحياة الطبيعية للمجتمع وما يزيد من الامور السلبية وضع موظفين غير كفء بمواقع تحتاج الى كفاءات وهي موجودة في بلدنا ولكن سوء تقييم العاملين والترهل الوظيفي يحول دون حصول من هم احق باستلام مراكز مهمة قادرة على استيعاب طلبات المواطنين ومعالجتها بالطرق الحضارية النزيهة والسليمة دون تزمر او ازعاج علني من قبل المراجعين فيجب الاسراع في تنفيذ القوانين وتفعيل ادائها وتعميق صلاحياتها بمحاسبة الفاسدين من اكبر موظف حتى اصغرهم لأنه ليس هناك من حلول ناجعة تقينا من شرورهم سوى محاسبتهم واظهار فسادهم للمجتمع.‏

وضع حد للتسيب‏

فاتنة عمار الادلبي عاملة في القطاع الخاص قالت: ان حالة الفوضى التي نعيشها اليوم في اكثر نواحي المجتمع باتت تشكل هما يوميا يعيشه المواطن فعداك عن مظاهر الفساد والرشوة في المؤسسات الحكومية تتفشى اليوم ظواهر عديدة في مجتمعنا مثل التسيب والاستهتار من عامل البلدية مرورا بالبسطات والمدارس وازمة المحروقات والنقل وتأمين المواد الاستهلاكية وذلك كله بحجة الازمة ولكن يجب ان يكون هناك رادع حقيقي لمرتكبي المخالفات ومحاسبتهم واملنا كبير من الحكومة ومن مجلس الشعب في وضع الضوابط الاساسية ومعالجة الامور بطريقة علمية تحد من الهدر والتسيب ومحاسبة المقصرين ومعاقبتهم .‏

الرقة: المطلوب قوانين فاعلة تطبق بشكل فعلي‏

الرقة-فراس الهكار:‏

تشكل مسألة مكافحة الفساد الهاجس الاساسي لدى المواطنين في محافظة الرقة فهم يأملون ان تكون القوانين الخاصة بمكافحة الفساد والكسب غير المشروع قوانين فاعلة على ارض الواقع.‏

يقول المواطن محمود العبد الله - موظف : نحن بحاجة الى قوانين نشعر من خلالها ان حقوقنا محفوظة ولا يمكن لأحد المساس بها وبهذه القوانين تعود الثقة ما بين المواطن والحكومة وتترسخ بحال تم تطبيقها بشكل فعلي وشعر المواطن بنتائجها.‏

المواطن عمار الشبلي قال: كان هناك في السابق هيئات للرقابة ومكافحة الفساد ولكنها مع الزمن ترهلت وتحولت في مرحلة من المراحل الى جزء من المشكلة وساهمت بانتشار الفساد عبر تجاهلها لقضايا كثيرة واهمها الكسب غير المشروع الذي افرز تفاوتا طبقيا واثار نقمة الكثير من المواطنين مؤخرا .‏

المواطن يوسف العلي قال: المشكلة عندنا ليست بالنصوص القانونية على اختلاف المواضيع التي تعالجها فالقوانين كانت موجودة ولكن حيز تطبيقها على ارض الواقع كان وما يزال ضيقا جدا وهنا نجد ان المشكلة تكمن في اساليب تطبيق هذه القوانين على الارض.‏

حفظ حقوق المواطنين‏

المواطنة هبة سلامة: ان مشاريع القوانين الجديدة تبشر بخير عميم في حال وجدت طريقها الى التنفيذ لانها ستحفظ حقوق المواطنين وتحد من انتشار الفساد وتبقى المعضلة الاساسية في كيفية القضاء على المحسوبيات التي تقلص دور هذه القوانين على ارض الواقع.‏

إعادة هيكلة أجهزة الرقابة‏

المواطن عبد اللطيف حبيب - عضو قيادة فرع طلائع البعث : نحن بأمس الحاجة الى قوانين حازمة تضرب بيد من حديد كل مواضع الفساد في مختلف القطاعات الحكومية ونحن بحاجة ايضا الى اعادة هيكلة آلية عمل هذه الجهات الرقابية بحيث تصبح قادرة على تنفيذ قراراتها بعيدا عن اي ضغوط لتشمل الجميع دون استثناء ونأمل منها ان تكون قادرة على تنفيذ المهمة المنوطة بها في القريب العاجل.‏

حمص : محاسبة المسيئين‏

وعـــدم اســـتثناء أحـــــد‏

حمص-سهيلة اسماعيل:‏

عبر عدد من المواطنين في مدينة حمص عن رأيهم بالقوانين التي أقرها مؤخرا مجلس الوزراء كقانون مكافحة الفساد والكسب غير المشروع وقانون الوظيفة العامة وشددوا على ان يكون تطبيقها فعالا ومجديا وذلك لخدمة المصلحة العامة وطلبوا ان يعامل الجميع سواسية وتحت سقف الوطن وفق هذه القوانين .‏

السيد حمادة الوعري قال: ان ما أطلبه ويطلبه كل مواطن هو تطبيق قانون مكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين بواجبهم الوظيفي وتفعيل المراقبة على المحال التجارية وخاصة تلك التي تقدم المواد الضرورية للمواطنين «غاز- خبز-مازوت» ومواد غذائية وتفعيل لجان المحاسبة لتحديد الكسب غير المشروع‏

مساءلة رموز الفساد‏

السيد حبيب صارم قال: المطلوب هو البدء بمحاسبة رموز الفساد الذين يستلمون مناصب هامة ومفصلية في الدولة ولا يتم ذلك الا عن طريق تعيين لجان نزيهة ومخلصة ولها مرجعية محددة وكذلك تفعيل دور الاحزاب الوطنية الجديدة ولكي تكون القوانين مجدية وفعالة يجب اقرار المحاسبة العلنية لكل من يمس بها او يخالفها وعلى مرأى ومسمع الناس لكي يكون عبرة للاخرين وهناك امر هام وهو مراقبة القائمين على استيراد البضائع وبالنسبة للوظيفة العامة يجب تطبيق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب لأن هذا المبدأ يلغي دور المحسوبيات والواسطات خلال عمليات التعيين والفرز وخاصة في الوظائف الادارية ومن شأن هذا الموضوع ان يكون لبنة اساسية في طريق الاصلاح الاداري المنشود.‏

مكافأة المخلص والنزيه‏

ديمة ياغي قالت: ان المطلوب ان يكون الجميع سواسية امام القوانين والتشريعات وان تتم محاسبة المسيء والمقصر بحق القطاع العام وبالمقابل مكافأة المخلص والنزيه وان يتم اعطاء كل ذي حق حقه والغاء المحسوبيات والواسطات في دوائر الدولة المختلفة .‏

السيد عبدو يوسف المعلم: من المطلوب وخاصة في المرحلة الراهنة التي تعيشها سورية تشكيل لجان مختصة وتتمتع بالنزاهة والاخلاص لمراقبة الذين تم تعيينهم في مناصب معينة قبل وبعد التعيين وبذلك نصل الى تطبيق صحيح لقانون الكسب غير المشروع في حال مارسه احد ما وخاصة اولئك الذين يتولون ادارة الشركات والمؤسسات في القطاع العام.‏

تطبيق القانون على الجميع‏

السيدة شغاف صالحة: من اهم اسباب الازمة التي تعيشها سورية هذه الايام والتي انعكست سلبا على حياة المواطنين كافة هو الفساد الذي انتشر في دوائر الدولة وقطاعاتها المختلفة كانتشار النار في الهشيم لذلك من الملح والجوهري البدء بتطبيق قانون مكافحة الفساد تطبيقا صحيحا وعدم استثناء احد ومهما كان منصبه وان يتعلم الجميع ويتدرب على احترام الانظمة والقوانين لأن في ذلك خير للجميع ومساواة للمواطنين مهما كانت الشرائح والمكونات التي ينحدرون منها واتمنى ان تكون كل القوانين التي ستصدر بداية لمرحلة جديدة تشهد تطورا اداريا وتقدما اقتصاديا فبلدنا يستحق ان نحافظ عليه وان نعمل ما بوسعنا من اجل ازدهاره .‏

السويداء : لجان لمكافحة الفساد‏

بعيدة عن الولاءات والمحسوبيات‏

السويداء-رفيق الكفيري:‏

قال المواطن حسان غانم : لقد صدر الكثير من القوانين التي تصب في المصلحة العامة وتعالج قضايا هامة تخدم المواطنين والمجتمع ولكن المسألة الهامة تتعلق بكيفية تطبيق هذه القوانين ومظاهر الفساد متعددة ولا تتعلق فقط بالمسألة المادية فقط على اهميتها ولكن هناك الفساد الاداري يعتبر نوعا معرقلا لأي تطور وتحديث في اي مؤسسة او قطاع خدمي كان او غير ذلك وغياب التوصيف الوظيفي فسح المجال لوجود اشخاص او تعيينهم او تكليفهم بمهام غير مناسبين لشغلها وبالتالي قاد الى الفساد فمن الضروري اختيار الانسان المناسب للمكان المناسب ومن يمتلك النزاهة والقدرات الابداعية والجرأة اللازمة لاتخاذ القرارات السريعة ومعالجة ظواهر الخلل في الموقع الموجود فيه واضاف: من المهم ان تشكل لجان لمكافحة الفساد تكون من اشخاص معروفين بنزاهتهم ولا يؤمنون بالولاءات ولا المحسوبيات يتميزون بسرعة تنفيذ الاجراءات واطلاق الاحكام مباشرة وليس وضعها في الادراج التي قد تطول لسنوات.‏

عدم السكوت عن الخطأ‏

وأكدت المواطنة فاتن ضو ان اصدار قانون هيئة مكافحة الفساد والكسب غير المشروع مطلب شعبي وفي حال قيامها بدورها بالشكل الامثل والمطلوب فإننا نشعر من خلالها اننا جميعا متساوون ولا أحد فوق القانون ولا يعود هناك مكان للجشعين وضعاف النفوس والمحسوبيات التي تتحكم في كثير من الاحيان بمستقبل الاخرين ونوهت الى دور المجتمع والمواطنين في الحد من مظاهر الفساد من خلال عدم السكوت على الخطأ والاشارة اليه وتعرية المفسدين اجتماعيا ومحاسبتهم قانونيا والعمل بمبدأ الساكت عن الحق شيطان أخرس.‏

المحاسبة السريعة‏

ولفت المدرس سعيد شيا الى ان مكافحة الفساد، لا تتم بليلة وضحاها ولا بعصا سحرية بل تحتاج الى تضافر جميع جهود المخلصين للوطن والحريصين على مصلحته ومصلحة ابنائه وتطبيق العقوبات الشديدة والرادعة ضد المفسدين والفاسدين يجعلهم يحسبون ألف حساب قبل اقدامهم على اي عمل او فعل يخالف الانظمة والقوانين ولو طبق مبدأ المحاسبة السريعة لما وجدت المظاهر الفاسدة في اي موقع من المواقع.‏

طرطوس: قابلة للتنفيذ الفوري وتوفير‏

البيئة القانونية المناسبة هي الخطوة الأولى لها‏

طرطوس-هيثم يحيى محمد:‏

يجمع الناس في طرطوس على اهمية وضرورة مكافحة الفساد بكل اشكاله ورموزه ويكاد لا يمر اجتماع رسمي او شعبي او اهلي الا وتكون على رأس الطروحات التي تطرح فيه مسائل الفساد والمفسدين وضرورة التخلص منها بشكل حقيقي وليس نظري خاصة وانهم سمعوا الكثير من عبارات مكافحة الفساد وتأملوا خيرا لكن دون نتائج تذكر على الارض.‏

اليوم ومع اقرار مجلس الوزراء لعدة مشاريع قوانين تهدف الى مكافحة الفساد واحالة هذه المشاريع الى مجلس الشعب من جديد عاد الحديث عن الفساد الى الواجهة رغم الظروف القاسية التي تعيشها سورية بسبب الحرب التي تشن عليها من التكفيريين والارهابيين واسيادهم ويركز المواطنون في طرطوس وهم يتناولون هذه القضية على عدة نقاط اساسية ابرزها كما يقول السيد بشلاوي ضرورة مكافحة منبع الفساد الذي كان يتمثل بمن يرشح او يختار اشخاصاً غير اكفياء لمواقع ادارية مختلفة وبحيث يتم وضع اسس دقيقة للترشيح لا مجال فيها لأي اجتهادات او مزاجيات او مصالح نفعية.‏

وايضا ضرورة ان يعطى الاعلام دورا أكبر في صلب القوانين للتشهير بالفاسدين والمفسدين عبر نشر صورهم واسمائهم وضمن هذا الاطار يقول السيد يونس -ص: يجب ان نكافح الفساد من خلال وسائل الاعلام اكثر من القضاء فعندما ينشر الاعلام في بلادنا اسماء الفاسدين وصورهم في برامج محددة او نشرات الاخبار مع ذكر الارتكابات التي قاموا بها فسيكون ذلك عبرة لغيرهم فمن تسول له نفسه الدخول في دهاليز الفساد لا يجوز ان نتحدث عن بعض اللصوص الصغار في برنامج الشرطة في خدمة الشعب ونبرز صورهم ونتجاهل اللصوص الكبار والذين اختلسوا الملايين من اموال الدولة واموال الشعب واضاف اذا لم نفعل ذلك فلن تتم مكافحة الفساد لا من قبل هيئة ولا من قبل ادارات ولا من قبل قضاء لان الكثير ممن يكلفون في تلك الجهات ملوثون بالفساد.‏

رفع الحصانة عن المسؤولين‏

ويرى البعض ان مكافحة الفساد تتطلب رفع الحصانة عن اي مسؤول مهما علا شأنه وفي هذا المجال يضيف هيثم -غ : لا بد من الغاء القضاء الاداري وانشاء هيئة قضائية متخصصة بالنظر بقضايا الفساد ورفع يد كافة الاجهزة والسلطات والقضاء بما فيها الاجهزة الامنية وتفعيل دور التفتيش القضائي واعطائه صلاحيات مكلفة وبعد اختبار كوادره للنظر بقضايا الفساد القضائي بكل اشكاله بسبب تشريعات قاسية للفساد القضائي . وقال: لا بد ايضا من تحديد عدد سنوات اشغال المناسب الادارية بأربع سنوات كحد اقصى في نفس الموقع .. مع ضرورة الاعلان عن شغل المواقع في الصحف وليس ترشيحا وبعد ان يتقدم عدد من الراغبين الذين تنطبق عليهم الشروط الموضوعية تشكل لجان متخصصة لاختيار الافضل من حيث المؤهلات وبرامج التطوير.‏

من جانبه يؤكد مفيد -أ ان هذه المشاريع المحالة الى مجلس الشعب ستبقى مشاريع حتى لو اقرت لأن للفساد منظومة متكاملة من الصعب اختراقها الا اذا كانت هناك حرية اعلامية مطلقة ومحاكم نزيهة وهيئات رقابية فعالة ونقابات ليست ذيلا لهذه الادارة او تلك كما يؤكد احمد خليل تشاؤمه لأن المفسدين والفاسدين كثر في بلدنا ولا أحد يستطيع ان يطالهم وما نسمعه من «هتافات وشعارات» ستبقى حبرا على ورق اذا لم نحاسب امثال هؤلاء وهم معروفون من المجتمع فالكل يؤشر عليهم لذلك نختم بالقول : نخشى ان تبقى هذه القوانين بعد اقرارها واصدارها مشاريع غير قابلة للتنفيذ.‏

وآخرون قالوا ان توفير بيئة قانونية مناسبة هو الخطوة الاولى والاساسية لمكافحة الفساد ويأتي بعد ذلك ضرورة توفر الارادة عند السلطات المختلفة وتأهيل الكوادر المتخصصة للعمل والهيئات التي يتم احداثها لتنفيذ القوانين بحق الفاسدين .‏

القنيطرة: العبرة في التنفيذ‏

و ســــرعة الإصــــدار‏

القنيطرة – خالد الخالد :‏

اعتبرت ميس المحمود أن سن القوانين لمكافحة الفساد مقدمة ليس إلا, و لكن الوقاية من الفساد ومكافحة جرائمه وتشجيع المشاركة المجتمعية في مجال مكافحته وحماية المال العام وتكريس مبدأ النزاهة والشفافية في أداء الجهات العامة وتحقيق تكافؤ الفرص بين المواطنين هي المعيار الأساسي و الذي يمكن الحكم من خلال المواطنين فكثير من القوانين و الإجراءات التي صدرت بهذا الخصوص و لكن على أرض بقيت مجرد حبر على ورق و لم يتم تفعيلها و حالات الفساد المعششة و المنتشرة في معظم مؤسسات الدولة خير دليل على ذلك .‏

و على المعنيين اعتبار جرائم الفساد في معرض تطبيق هذا القانون جرائم الرشوة وصرف النفوذ واختلاس الأموال العامة واستغلال الوظيفة العامة والكسب غير المشروع و كل مال يحصل عليه موظف او قائم بخدمة عامة لنفسه أو لغيره عن طريق استغلال منصبه لأعمال أو نفوذ أو ظروف وظيفته أو خدمته العامة و بحيث يمكننا أن نعتبر أن كل زيادة في مال الموظف أو القائم بخدمة عامة أو مال زوجه أو أولاده القصر لا تتناسب مع مواردهم , و دخلهم الشهري ويعجز عن إثبات مصدر مشروع لها و كل مال يحصل عليه أي شخص طبيعي أو اعتباري بالتواطؤ مع موظف أو قائم بخدمة عامة عن طريق استغلال وظيفته أو خدمته العامة.‏

و في هذا السياق يقول محمد رمضان سعيد ان الفساد يكون استغلال المنصب و ترجيحه لمصلحة المسؤول و لأقاربه و أصدقائه و عن مكافحته يرى أن الإشارة إلى مواقع الفساد و المفسدين واجب وطني و أخلاقي و ديني و على الدولة أن تخصص مكافأة مالية لكل مواطن يكشف حالة من الفساد في كافة مفاصل الدولة و منحه حصانة و لابد من تفعيل الرقابة الشعبية و إعادة النظر في لجان الشراء و الإصلاح و الاستلام المؤقت و النهائي لمشاريع القطاع العام ، و وضع الشخص المناسب في تلك الهيئة ممن يتمتع بالنزاهة و الشرف و الإخلاص بالعمل دون الأخذ بالمحسوبيات و الواسطة لأنه سيحد من عمل الهيئة و إعطائها الاستقلالية التامة و العمل على تأسيس لجنة مرتبطة بها في كل محافظة تسمى لجنة تقصي الحقائق و الفساد و الفصل بين شكوى المواطن و الطلبات المحقة والموضوع يحتاج إلى الإرادة الحقيقية لمحاربة هذه الآفة التي أصبح لها امتدادات ثقافية واجتماعية واقتصادية وحتى سياسية، مع تفعيل مقولة من أين لك هذا و التي باتت مجرد شعار لا أكثر و يرددها أغلب الفاسدين و المفسدين في جلساتهم و لقاءاتهم دون أي رادع أخلاقي و بالتالي أصبح المعلوم فوق القانون و كغشاء العنكبوت يخرج منه القوي و يبقى الضعيف الذي لا حول له و لا قوة الشكاوى الموجودة في الهيئة المركزية للرقابة و التفتيش منذ سنوات طويلة لم يبت في أغلبها .‏

ويقول سامر محسن ان هناك إشكالات كثيرة من حالات الفساد ناتجة عن خلل في القوانين النافذة واختراق الجهات العليا لتلك القوانين ، مؤكدا ضرورة وجود هيئة لمكافحة الفساد بحيث لا تحتوي على ثغرات يتم الاختراق من خلالها ، كما انه من المهم أن نبدأ بمحاسبة الفاسدين في أي موقع كان لأنه من غير المقبول على الإطلاق ان يمر الفساد والمفسدون دون حساب ، و الدليل هناك الكثير من مشاريع القوانين والمراسيم كانت جيدة كمحتوى لكن التعليمات التنفيذية تأتي على شكل قالب يناسب طموحاتهم و مصالحهم الشخصية الضيقة .‏

في حين يرى دحام علي أن المسألة تتعلق بالتطبيق وليس بالقوانين فقط ، فالقوانين والأنظمة موجودة وذات فحوى، وإنما كيفية ترجمة تلك القوانين على أرض الواقع و أن وضع آلية تنفيذ لمكافحة الفساد تتطلب هيكلية حقيقية وتنفيذاً فعلياً ومراقبة لعمل الهيئة والقائمين عليها وهي بذلك خطوط جديدة للجم الفساد.‏‏

و لذلك فاننا بحاجة لدعم وتنمية ثقافة النزاهة من خلال الإعلام والمراكز الثقافية والمدارس وترسيخ تلك الثقافة كبديل إيجابي ومن خلال بناء أرضية صحيحة ، و من أهم مظاهر الفساد في سورية غياب التوصيف الوظيفي لأن ذلك يسمح بتسمية أو تعيين أشخاص غير مناسبين لشغل وظيفة معينة وهذا الفساد خطر كون انعكاساته دائمة، فهدر الوقت في الوظيفة العامة بشكل غير ملموس فساد.‏‏

اللاذقية- نهله اسماعيل:‏

اجمع كل من التقيناهم في اللاذقية تحقق جملة المشاريع والقوانين تحولا في الاداء وتعزز خدمات المواطنين باعتبارها مرتبطة ومتكاملة مع بعضها .‏

السيد علي محفوض : قال مشروع قانون الوظيفة العامة ضمن الاطار القانوني والاداري متوفر وقائم ولا يحتاج الا الى اعادة التوازن في ممارسة السلطة والفصل بين السلطات وإنهاء منطق الامتيازات وعدم المساواة بين المواطنين في ممارسة العمل العام .‏

اما بالنسبة لمشروع مايتعلق بمكافحة الفساد والكسب غير المشروع وقانون المحاسبة فبين محفوض أنه كلما كثر الحديث عن هذه الظاهرة كلما ازدادت واستشرت واتسعت دائرة نفوذها.‏

وأعطى مثالا على ذلك تشكيل لجنة الكسب غير المشروع التي اعلن عنها اواخر سبعينيات القرن الماضي لتطبيق مبدأ السؤال المعروف من اين لك هذا ؟ ولكن تلك اللجنة رغم انها شكلت انتهت الى اللا شيء,لم تحاسب , ولم تسال, ولم تعرف .‏

بناء مجتمع متوازن‏

وأضاف: الفساد كالإرهاب لاينمو في مجتمع متوازن وحر لأنه يحتاج الى حاضنة اجتماعية تغطيها ظروف موضوعية ومالم تلغ الحاضنة التي هي بالأساس غياب القانون وانعدام المساواة وهيمنة المافيات الاقتصادية والقوى الخارجية عن القانون باسم القانون ,اي بالمعنى الجوهري دون ان نخلق حالة استنهاض شعبي سياسي اجتماعي اقتصادي تاريخي لايجد الفساد مكانا فيه.‏

تفعيل الرقابة المالية‏

السيدة جامنة سليمان في اللاذقية قالت : بالنسبة لما يتعلق بمكافحة الفساد والكسب غير المشروع حين صدوره هو جيد للحفاظ على المال العام , متمنية ان يكون له مردود جيد والاهم ان يكون بمفعول رجعي لاسترداد كافة الاموال التي نهبت بغير حق والاهم حسب قولها للحد من الفساد ولمحاربته ومكافحته على كل من يستلم مركزا او قيادة ان يقدم بيانا بما يملكه وحساباته المصرفية وتدقق هذه البيانات خلال عمله وحتى بعد نهاية خدمته للحد من الفساد.‏

وأضافت: آلية التعيين والتوظيف لها الاثر الكبير لأن معظم من يستلم مواقع حساسة لايستوفون الشروط اللازمة من سنوات الخدمة بمعنى القدم الوظيفي اضافة للكفاءة الادارية والمهنية والخبرة الكافية التي تمكنه من القيام بمهامه وبالاعباء الوظيفية حيث كانت تتم الية الوظيف او تعتمد الالية على المحسوبيات في اختيار الرجل غير المناسب للمنصب الذي يتولى ادارته اضافة لاهمية الرقابة المالية والتي لها دور كبير وهام في مجال المحاسبة.‏

وهذا القطاع بالتحديد اكدت على ضرورة تعيين من لديه الكفاءة وخاصة في موضوع الرقابة المالية التي من مهامها الرقابة على الحسابات السنوية لمؤسسات الدولة.‏

وتساءلت: هل لدى الكوادر التي تعمل في الرقابة المالية لديهم الخبرة والكفاءة اللازمة وهل تتصف هذه الكوادر بالنزاهة لكشف مواطن الخلل المالي الذي يؤدي الى ضياع المال العام وهذا من اهم الامور في تنفيذ مشروع قانون المحاسبة وقانون هيئة مكافحة الفساد والكسب غير المشروع.‏

زيادة دخل الموظف‏

بدوره اكد السيد سليمان منصور ان مشاريع القوانين ستنعكس ايجابا على نمو وتطور المؤسسات العامة في الدولة, مشيرا الى ان مشروع قانون تطوير الوظيفة العامة يحفظ حقوق الموظف وينظم العملية الوظيفية في مؤسسات ودوائر الدولة اما بالنسبة لمشروع المحاسبة ومكافحة الفساد يرى انه يحتاج حين تطبيقه الى زيادة في دخل الموظف ليحميه من ممارسة الارتكابات الخاطئة لتامين احتياجاته ومتطلبات الحياة التي لاتتناسب مع دخله هذه الارتكابات التي تؤثر على العملية التنموية, مبينا أن هذا القانون يتيح وصول الكفاءات إلى الواقع الصحيحة والتي كانت مهمشة ومستبعدة عن دائرة القرار والمسؤولية باعتبار أن الفساد والمحسوبيات هي التي أوصلت الوطن إلى ماهو عليه.‏

و قال: في حال صدرت هذه المشاريع وطبقت بشكل حقيقي وصحيح نكون قد وصلنا الى الشفافية وهذا مانطمح اليه كشعب سوري فقدناه منذ زمن .‏

تطوير أداء القطاع العام‏

من جهتها ترى السيدة نوال ناصر ان من اهم القوانين قانون مكافحة الفساد والكسب غير المشروع و حال اقرار هذا المشروع سيحقق تطورا هاما في اداء مؤسسات ودوائر القطاع العام وعلى كافة الاصعدة.‏

ويتيح للكوادر الشابة والعاطلة عن العمل فرص عمل تتناسب ومؤهلاتهم العلمية بعيدا عن المحسوبيات والواسطات واضاف ان هذا المشروع يعجل بنمو وتطور في كافة المجالات الخدمية والاقتصادية وحتى السياسية ويتيح للكفاءات الوصول الى الواقع الحساسة التي تتطلب تلك الكفاءات.‏

الاهتمام بالكوادر المتميزة‏

بدوره قال السيد عبدالله علي ان الأهم في تلك المشاريع هو مشروع قانون مكافحة الفساد والذي برأيه يوفر البيئة الخصبة والناجحة لتحقيق وتطبيق المطلوب .‏

اما بالنسبة لمشروع قانون تطوير الوظيفة العامة فيرى علي بأن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لاتقوم بمهامها بالشكل الأمثل من حيث توفر المكاتب والكوادر المتخصصة التي تعمل في هذه الوزارة وبالتالي انعكس هذا الواقع على عملية التوظيف بالمجمل من خلال توفير فرص عمل بغض النظر عن الكفاءة والمؤهلات اللازمة لكل وظيفة علما انه كانت هناك فكرة لإحداث وزارة الوظيفة العامة التي تهتم بالكوادر المتميزة لتسليمها المناصب الادارية حسب الاختصاصات والمؤهلات وهذا مانتمناه في المستقبل القريب لتحسين اداء المؤسسات الدولة وبالتالي التقليل والتخفيف على الفاسد اذا لم يكن القضاء عليه نهائياً .‏

المحاسبة ثم المحاسبة‏

السيدة مها منصور قالت : فيما يتعلق بمشروع قانون تطوير الوظيفة ان سن التعاقد للمرأة حتى 55 من العمر لإتاحة فرص عمل للشباب والاهم ان يكون الانسان المناسب في المكان المناسب الذي يحل كافة الاشكالات في دوائر ومؤسسات الدولة وحسب مفهومها لابد من محاسبة من يسيء إلى خزينة الدولة ومن هنا يحاسب كل من يقصد المس بالمال العام وطبعا رفع دخل الموظف بما يتناسب مع متطلبات واحتياجات الحياة المتزايدة.‏

اللاذقية: الفساد يتطلب القضاء عليه حالة استنهاض شعبي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية