تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة نقدية.. من أعلام الفكر والثقافة.. حكمة هاشم.. المفكر والمربي (1912- 1982)

ثقافة
الأربعاء 4-5-2016
يمن سليمان عباس

جميل ان يكتب المبدع عن مبدع آخر وان يتقرى سيرته ويقدمها للاجيال مكتوبة بنبض العطاء والق الحرف وعنفوان اللغة وجمالها والقها، في سير العظماء ومنهم المجمعيون الاوائل الذين نذروا انفسهم من اجل لغتنا ونهضتنا ثمة محطات ضرورية لابد من استرجاعها والوقوف عندها،

‏‏

فالدروب الى لغة ناصعة نقية شفافة لم تكن هينة ولا سهلة البتة، انما دون ذلك اهوال ومصاعب جمة، عمل رجال اكفاء على تذليلها فكان ان اثمر العمل والجهد واتى الشجر ثماره، ومن هؤلاء المجمعيين الاوائل الاستاذ الدكتور حكمة هاشم _ 1913\ 1982 م المفكر والجامعي والمجمعي، اليوم تضاء سيرته من جديد بقلم طالما قدم للغة العربية واثرى في عطائه ومازال الاستاذ الدكتور محمود السيد نائب رئيس مجمع اللغة العربية، ورئيس لجنة التمكين للغة العربية، والعالم والمربي الذي تربت وتخرجت على اياديه البيضاء اجيال من الاساتذة على امتداد الوطن العربي.‏

في كتابه هذا والمعنون ب: الدكتور حكمة هاشم مفكرا جامعيا ومجمعيا، والصادر ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية في دمشق، في هذا الكتاب يقدم الاستاذ الدكتور مازن المبارك للحديث عن هاشم بقوله: لقد عرف الوطن العربي هاشم استاذا جامعيا وعرفته الدول الغربية استاذا محاضرا في جامعاتها ومعاهدها، وعرفته المؤتمرات العربية والدولية التي مثل سورية فيها في لبنان ومصر والكويت وفي اميركا، وهو كما يقول المبارك من اكثر اساتذتنا حكمة وسدادا ولعلّ اظهر ما يدل على حكمة الدكتور امرين: الاول انه نوع وسائل عطائه وانتاجه، فجعل الصحف اليومية حاملة ما يتصل بافكاره وارائه بحياة الناس وتقاليدهم، وجعل المجلات حاضنة تحمل للكتاب والمعلمين والمثقفين اراءهم التربوية، وجعل الكتب مستودع افكاره ومناقشاته لاراء المربين.‏

والامر الثاني كما يقول المبارك: انه كان يكتب استجابة لحاجة من حاجات مجتمعنا في عصره ورغبة فيما تحتاج اليه حياتنا من ترميم او اصلاح يدل على ذلك الاسماء التي وضعها على كتبه المؤلفة او المترجمة دليلا على موضوعاتها.‏

اما الاستاذ الدكتور محمود السيد مؤلف الكتاب فقد اشار في تصديره للكتاب الى حكمة هاشم كان غزير الانتاج، فلقد القى مجموعة من المحاضرات الجامعية عن تاريخ التربية في البلاد العربية وعن التربية المقارنة كما نشر عشرات المقالات التربوية في مجلة المعلم العربي الصادرة عن وزارة التربية في سورية في خمسينيات القرن الماضي.لعلماء فرنسيين، والف كتبا عن الفلسفة العامة ونزعاتها.‏

ولم يقتصرنتاجه الفكري على كتابة المقالات التربوية، وترجمة بعض المؤلفات من الفرنسية الى العربية انما نشر في عدة اجزاء من مجلدات مجمع اللغة العربية تدقيقات حول نقد الغزالي لمذهب المشائين والافلاطونية الحديثة، كما القى محاضرات عامة في سورية والمغرب منها: اللذة الفاضلة والفكر الفلسفي واللغة العربية، ويضاف الى ذلك كله ما نشره من مقالات في جريدة النقاد وقدم فيها موضوعات ثقافية في مسائل متنوعة.‏

وفي الكتاب هذا يقدم الدكتور السيد خمسة فصول هي: حكمة هاشم نشأة ودراسة وعملا ونتاجا فكريا - حكمة هاشم باحثا اجتماعيا ومربيا - حكمة هاشم مترجما - حكمة هاشم مدققا ومحاضرا - حكمة هاشم ناقدا، وكل فصل من الفصول يتوزع على مجموعة عناوين تثريه وتقدم فكر هاشم بأسلوب سلس يشد القارىء ويدفعه الى التعمق والابحار في الكثير من العناوين التي تناولها الاستاذ الدكتور السيد.‏

واذا كان لابد من الاشارة الى بعض المحطات في حياة هاشم فانه من مواليد 1912 وينتسب الى اسرة ذات حسب ونسب عرفت في الاعمال التجارية كما عرفت بالعلم والمعرفة، درس في دمشق وتابع دراسته في معهد الحقوق، بعد ذلك تابع تحصيله العالي ونال الدكتوراه في الفلسفة من باريس 1946م، تقلب في مناصب علمية كثيرة، ظل منكبا على عمله حتى وفاته عام 1982م، وقد كرمته مدينة دمشق بإطلاق اسمه على احد شوارعها، وقامت كلية التربية بتسمية احد المدرجات فيها باسم الدكتور حكمة هاشم تقديرا منها لادائه المتميز في الميدان التربوي.‏

في نهاية المطاف، لابد من توجيه الشكر لمجمع اللغة العربية في دمشق على تقديمه سير هؤلاء الاعلام، التحية للاستاذين الجليلين الاستاذ الدكتور محمود السيد مؤلف الكتاب والاستاذ الدكتور مازن المبارك على تقديمه لهذا العمل المتميز، واملين ان يبحر القارىء في صفحاته مطلعا على علم ومعرفة قدمهما عالم كبير واعاد احياءهما مجمع اللغة العربية بأقلام رجال وهبوا انفسهم لخدمة الثقافة العربية.‏

Yomn.abbas@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية