موسيقا.. الفرقة الوطنية للموسيقا العربية..مواهب جديدة..!
ثقافة الأربعاء 4-5-2016 آنا عزيز الخضر لم يأت الالتزام بالمواعيد الدورية للفرقة الوطنية للموسيقا العربية من فراغ، فهو ضمن الخيارات المدروسة، ذاك الذي يضمن تواصلها الدائم مع الناس، ليمكنها ترسيخ نشر الثقافة الموسيقية الراقية،
والتمسك بها عبر كافة الوسائل والخطط الثقافية، خصوصا أن للفرقة نفسها أهدافا ثقافية وجمالية، تجمع بين الحفاظ على التراث وبين الحداثة، بين الهوية الأصيلة والعصرنة، تلك التي تنم بدورها عن حيوية دائمة، يمكن لمفردات هويتنا الثقافية حملها، وقد استطاعت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية ترجمة هذا الجانب دوما.... بما اعتمدت عليه من ميزات في العلوم الأكاديمية الموسيقية، والبحث المستمر، وحضور الكوادر الموهوبة بحق، عدا عن الخطط الفنية الدقيقة التي تحاول الإحاطة بكل ما يخدم هدفها لإعادة إحياء الأصالة والعمل على تطورها الدائم..مؤخرا كانت الفرقة كعادتها على موعدها الثابت الذي ينتظره جمهورها فيه بشكل دائم، حي أحييت حفلتها بدار الأسد للثقافة والفنون بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، فتألقت كالعادة في أمسيتها الموسيقية بشقيها الغنائي والآلي، إذ أبدعت في تقديم الغناء الطربي الأصيل والموشحات، كما هو العزف والأداء... أما الجديد التي أطلت به الفرقة هو وجود المغنية (سيلفي سليمان)، والتي غنت (يا تاركي ثملا) و (غني للسمار عني) الحان الراحل(حسان اسكاف) وغيرها، أيضا الفنان محمود حداد غنى مجموعة من الموشحات، كما قدم كورال الفرقة العديد من الموشحات منها (قلت لما غاب عني) توزيع الفنان (عدنان فتح الله)، من الحان عمر البطش... وغيرها الكثير من الألوان الغنائية المتميزة... حيث عودت الفرقة جمهورها على برامجها المدروسة، التي تضمنت دوما، تقديم المتنوع، والألوان الفنية العديدة، ثم إتاحة المجال للمواهب الجديدة في كافة المجالات تأليفا موسيقيا وأداء وغناء، وتقديم كل ما يؤكد الإصرار على التطوير الدائم في السياق الموسيقي... فالمتابع لأعمال الفرقة وأمسياتها، يلحظ فورا هذا الجانب، فهي لم تقم أمسية موسيقية، وإلا حافظت على منهجها بالتمسك بالهوية الثقافية جنبا إلى جنب استحضار الروح العصرية عبر أعمالها.. فهي مع كل لقاء جديد لها، تتحف جمهورها بإبداعات فنية خالدة من جهة، ومن جهة أخرى تحرص على تقديم ألوان فنية، تؤكد مقدرة كوادرنا الموسيقية السورية على مواكبة التطور الدائم، فتستحضر الجديد دوما.. ولطالما أعلن المايسترو الفنان عدنان الالتزام بذاك المنهج الفني وتلك الشروط الفنية، حيث تعمل عليها الفرقة وأعضاؤها عن قصد، مثلما يؤكد دوما الفنان (فتح الله) مايسترو الفرقة الوطنية للموسيقا العربية قائلا: مجموعة من المعطيات الفنية والثقافية نتمسك بها عن قصد، حتى يمكننا التأسيس والنشر لثقافة موسيقية حقيقية، ننهل من تراثنا العظيم، ونستمر بتميز كوادرنا الأكاديمية الموهوبة في الحفاظ عليه، ثم تطويره، ودوما نحاول إضافة الجديد عبر أمسياتنا الدورية المستمرة, حتى نؤكد دوما رسالة الفن السوري وعراقته في تعميم مبادئ المحبة وثقافة السلام القادرة على مواجهة الظلام.
|