تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تراب فلسطين يعبق بدم الجندي العربي السوري.. كوكبة من 307 شهداء نثرت أريج الشهادة على بقاع الوطن

مئوية الشهداء
الأربعاء 4-5-2016
اعداد: عدنان سعد

سطّر ومازال يسطّر جيشنا الباسل أروع الملاحم والبطولات دفاعا عن الارض والعرض من الأخطار الخارجية التي عصفت بمجتمعنا العربي منذ التأسيس في الاول من آب عام  1946 بدءا بحرب فلسطين سنة 1948،مرورا بالدفاع عن مصر في عدوان عام 1956،

‏‏

ونكسة 1967 وحرب تشرين التحريرية عام 1973،وايقاف الحرب الاهلية في لبنان عام 1975، ومجابهة الاجتياح الصهيوني للبنان ومنعه من تحقيق اهدافه عام  1982وحرب تحرير الكويت 1990 وصولا الى مقاومة اعتى حرب كونية عرفتها سورية في العصر الحديث منذ عام 2011،ولغاية الآن في محاربة المشروع الاستعماري الصهيو أمريكي والذي يهدف إلى زرع الفوضى الخلاقة في المنطقة والمتناغم مع مشروع رابين وبيريز للشرق الاوسط الكبير.‏

واستطاع الجيش العربي السوري ببسالة ابطاله ودماء شهدائه وتضحيات جنوده من وقف زحف هذا المشروع على مدى خمس سنوات ونيف.‏

‏‏

وفي اطار مهمته الوطنية والقومية ورغم حداثة عهده ومحدودية تجهيزاته وقلة كوادره كانت اولى الواجبات القومية لجيشنا العربي السوري على جبهة فلسطين ضمن جيش الانقاذ العربي.‏

في حرب النكبة هذه وما ان انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين يوم 14 ايار 1948، حتى بدأت الحرب مباشرة بين الكيان الجديد والدول العربية المجاورة   إثر إعلان العصابات الصهيونية قيام الكيان الغاصب على المساحات الخاضعة لسيطرتها في فلسطين.‏

وتدفقت الجيوش العربية من سورية ومصر والعراق والأردن على جبهات فلسطين ونجحت القوات العربية في تحقيق انتصارات كبيرة.‏

ملاحم للتاريخ‏

‏‏

كما اسلفنا رغم حداثة عهده ومحدودية تسليحه, خاض الجيش العربي السوري ملاحم بطولية على تراب فلسطين ضمن جيش الانقاذ العربي.‏

وتذكر الموسوعة الفلسطينية انه بتاريخ 14/5/1948 كان لواء المشاة الأول في الجيش السوري بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم موجوداً في جنوبي لبنان مستعداً لمهاجمة المالكية حسب الخطة المقررة. وفي اليوم نفسه تلقى قائده أمراً بالعودة مع قواته إلى سورية، والتحرك من ثم جنوباً عبر هضبة الجولان والدخول إلى فلسطين من جنوبي بحيرة طبرية باتجاه سمخ العربية التي طرد سكانها بقوة السلاح. وتنفيذاً لهذا الأمر تحرك لواء المشاة الاول نحو موقعه الجديد، وقامت كتيبتان منه بشن هجوم على العصابات الصهيونية في الساعة التاسعة من صباح 15 أيار.‏

 ولكن الهجوم تعثر إذ قوبل بنيران غزيرة من الصهاينة الذين  استعدوا للمجابهة.‏

 فأقامت الكتيبتان موقعاً دفاعياً حصيناً قرب سمخ, بعد ان انهكها التحرك المفاجىء من جنوبي لبنان، وقامت بالقصف المدفعي لحصن مستعمرة عين غيف الواقعة على الشاطىء الشرقي لبحيرة طبرية.‏

وفي صباح 16 أيار قصفت طائرات الجيش العربي السوري سمخ ومستعمرات الحولة بالإضافة إلى القصف المدفعي.‏

كما تصدت قوة اخرى من جيشنا لوحدات صهيونية قادمة لنجدة موقع سمخ، ثم قامت سرية معززة بالعربات المدرعة بالتقدم نحو مستعمرتين شعارهما (جولان) لكنها توقفت على مشارفهما بسبب غزارة نيران المدافعين عنهما.‏

وفي صبيحة يوم 18 أيار شن اللواء الأول (الذي أصبح بقيادة العقيد حسني الزعيم) هجوماً جديداً على الموقع الصهيوني المحصن قرب سمخ فانسحب المدافعون عنه نحو مستعمرة دغانيا، ودخلته قواتنا المسلحة في صباح اليوم نفسه.‏

ودفعت قيادة العدو إلى المنطقة بتعزيزات جديدة وحشدت مختلف القوات المتوافرة عندها، حتى الحرس المحلي للمستعمرات.‏

وقي هذه الاثناء طلبت القوات العراقية من قواتنا  القيام بهجوم خداعي باتجاه مستعمرة دغانيا لحماية الجانب العراقي الأيمن عند تنفيذ القوات العراقية هجومها غرباً نحو طولكرم, وتلبية للطلب العراقي شن اللواء الأول في الساعة 4:30 صباح 20 أيار هجوماً على مستعمرتي دغانيا آ وب. وحددت مهمة  اللواء باحتلال الجسر الكائن على نهر الأردن شمالي دغانيا – آلإحباط أي هجوم معادي من طبرية على خطوط المواصلات العراقية.‏

انطلقت قواتنا نحو هدفها تتقدمها الدبابات والعربات المدرعة, وسرعان ما اخترقت دفاعات دغانيا الا ان المدافعين الصهاينة المتحصنين استخدموا قنابل المولوتوف والمدافع المضادة للدبابات،وبالتالي صد الهجوم المدرع وتدمير عدة آليات في الوقت الذي تعرضت فيه قوات المشاة لنيران الأسلحة الخفيفة فتوقفت في بيارة ليمون على مسافة بضع مئات من الأمتار عن المستعمرة، وانسحبت الدبابات وفشل الهجوم.‏

وتحولت الانظار الى شن هجوم على دغانيا – ب، وتقدمت نحوها قوة من جيشنا مكونة من ثماني دبابات تحت حماية نيران الهاونات، ووصلت حتى مسافة 150م من دفاعات المستعمرة حيث توقفت لتغطي بنيرانها تقدم عناصر المشاة.‏

 ولكن هذه القوة لم تكن كافية أو مجهزة للتغلب على نيران المدافعين وبعد محاولتين لخرق الدفاع انسحبت إلى الوراء.‏

 وبعد ظهر اليوم نفسه وصلت إلى المستعمرة تعزيزات صهيونية جديدة من صنوف الأسلحة المختلفة، وحاولت القوات الصهيونية  أخذ زمام المبادرة فشنت هجوماً ليلياً على مواقع قواتنا في منطقة جسر بنات يعقوب، ولكنها جوبهت بنيران غزيرة. ثم ساد الهدوء المنطقة.‏

وفي صباح 6/6 قام اللواء الثاني بقيادة العقيد علم الدين قواص بهجوم مفاجىء عابراً نهر الاردن بهدف احتلال مستعمرة مشمار هايردن وإقامة رأس جسر على الضفة الغربية لجسر بنات يعقوب، ومن ثم تأمين الاتصال بالقوات اللبنانية وقوات جيش الإنقاذ في منطقة المالكية. ولكن الرمايات الإسرائيلية أحبطت عملية العبور وتوقف الهجوم. وفي الوقت ذاته تحركت كتيبة معززة، بقيادة المقدم سامي الحناوي، من بانياس باتجاه مستعمرة دان، لكنها توقفت بسبب غزارة نيران المدافعين وتحصنت حيث وصلت.‏

على أثر تلك الهجمات قام الصهاينة بحشد مزيد من قواتهم على مقربة من مشمار هايردن ودفعوا في 8/6 باحدى كتائبهم لتعزيز الدفاع عن المستعمرة.‏

في 10/6/1948 شنت قواتنا هجوما منسقا، ونجح لواء المشاة الثاني في خرق الدفاع الصهيوني، واحتل ثلاث نقاط محصنة محيطة بمشمار هايردن، وتابع ضغطه على القوات المعادية، ثم نجحت مدرعاتنا  في عبور النهر، وتمكنت بالتعاون الوثيق مع المشاة من التغلب على المواقع المعادية‏

وكان اللواء الأول قد قام في الوقت نفسه بشن هجوم خداعي على مستعمرة عين غيف المتقدمة، ودارت رحى معركة عنيفة انتهت بسقوط مشمار هايردن بعيد  ظهر اليوم نفسه في يد قواتنا المسلحة.‏

واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت هدنة تتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية.‏

 ولكن العصابات الصهيونية انتهزت الهدنة من أجل إعادة تجميع صفوفها والحصول على السلاح من الخارج وخاصة من بريطانيا ووالولايات المتحدة التي فرضت الهدنة في البداية.‏

 وعندما استؤنفت المعارك من جديد اتخذت مسارا مختلفا وتعرضت االقوات العربية لسلسلة من الهزائم  واستطاعت العصابات الصهيونية المسلحة فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية.‏

 وفي 3 آذار عام 1949 أعلن انتهاء الحرب بين الجيوش العربية والعصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين بعد قبول مجلس الأمن الدولي الكيان الصهيوني عضوا كاملا في الأمم المتحدة وقبول الدول االعربية الهدنة الثانية ودخلت حرب فلسطين التاريخ الحديث تحت اسم (النكبة).‏

كوكبة من الشهداء‏

وجاء في  كتاب النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود  لعارف العارف المجلد السادس النسخة الأصلية 9 تشرين أول2007, اسماء لـ 307 شهداء من ابطال الجيش العربي السوري الذين رووا بثراهم الطاهر تراب فلسطين العربية مع ذكر مكان وتاريخ الاستشهاد.‏

وهؤلاء الشهداء هم حسب سجل الخلود الصادر عن الفرع الاول في دائرة التخطيط والاحصاء في قيادة الجيش الاول بالقوات المسلحة في الجمهورية العربية المتحدة رقم 223/ف3 في وثيقة رسمية من «17» صفحة، تنثر عبق الشهادة في كل بقاع ارض الوطن ريفا وحضرا..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية