إنه ماتفاجئنا به دوماً قناة «سورية دراما» وفي أغلب برامجها التي أكثرها متعة والتصاقاً بنا واحتراماً لأذواقنا «أهلا بهالطلة» البرنامج الذي نشعر في كلِّ حلقة من حلقاته، بأن فريق عمله يجتهد ليتَّحد روحياً قبل اتحاده مهنياً، وهو ما يضفي على البرنامج روح الألفة والمحبة والمرح والعفوية. تلك التي تنعكس حتى لدى الضيوف ممن يستحقّون الحفاوة التي تعدّها الإعلامية «روزالين الجندي» وتجسدها «ألمى كفارنة» المتمكنة من الاندماجِ مرحاً مع فقراتها الفنية.
حتماً، هو ما يجعل المادة المُعدّة تتوافق في اختياراتها ومفرداتها مع ما يُقدَّم ويسعى للتنويع والترفيه والتشويق والإمتاع وسوى ذلك مما يجعل الضيف منشرحاً في سردهِ لما سرده المخرج السينمائي القدير «عبد اللطيف عبد الحميد» الذي استشعرناه ينبشُ من عمقِ العمق في وجداننا وحياتنا.. الحياة التي ومثلما يجسدها في أعماله، أيضاً يرويها في حواراته، وبدقة وعفوية وصدق ما تحتفظ به ذاكرته ويستدعي المخبوء من صور ذاكرتنا.
نعم، إنه مااستشعرناه وجعلنا نتابع بشغفٍ الحلقة التي استضافت هذا المبدع، ليس فقط لأنه من أشهر وأهم وأكثر مخرجينا قدرة على تجسيد ما نعيشه في بيئتنا وما تخفيه حقيقتنا وإنما أيضاً، لأنه ورغم انشغاله بعرض فيلمه «طريق النحل» في كلِّ الصالات السورية، سرعان مالبى دعوة البرنامج فاستحقّ أن نرحِّب به كما رحَّب كل كادر البرنامج، وبقولنا لحناً ومفردةً وحباً: «أهلا بهالطلة» لمن استحضر ذاكرتنا إلى حلقةٍ قدّمت فعلاً ما ننتظره ويحاكي لهفتنا لمتابعةٍ شيقةٍ في مواكبتها الفنية.
لاشكَّ أننا، سررنا بالحلقة وبالضيف الذي استدعانا لمتابعتهِ فتابعناه وسمعناه. سمعنا سردهِ العفوي المحبب إلى قلوبنا. حكايات ذاكرته التي أعادتنا إلى بداياته حيث «ليالي ابن آوى» الذي ضجّت به صالاتنا ويومياتنا ومفرداتنا، وبعد أن جدَّد مضمونها للحبِ والشغفِ والعفوية وسواهم مما حاكى به مشاعرنا الحقيقية.
أيضاً، لأنه نبش في أحلامنا، أفراحنا، أحزاننا، ريفنا، بساطتنا، وكل ما أراد منه إمتاعنا رغم خيبات حياتنا، وسواء «داخل التغطية» أو عبر «مايطلبه المستمعون» حيث ألق الفنون.
أراد ذلك، دون أن يتوقف عن السعي لردِّنا عن غربتنا، ومن خلال مخاطبتنا: «أنا وأنت وأمي وأبي» حيث الحميمية التي نحتاجها تمطرنا حباً وأملاً ودفئاً يخفف عنا أحزان «مطر أيلول» ووله «العاشق» الذي لايزال يسكننا.. يسكننا ونتشهى وإياه حياة لا تشوبها الوخزات والآلام التي شابت «طريق النحل» آخر أعماله، وماأراد أن يؤكد من خلاله، بأنه المبدع بإصراره على تقديم ما يرتقي بانتمائنا وفنوننا.
ببساطة، نحن لم ننبش في كل ماتناوله البرنامج الذي بات واضح الفقرات لدى مشاهديه.. نحن فقط، نلقي السلام والمحبة على من نتابعهم من مبدعين سوريين. نلقي أيضاً، الامتنان والحب على كل من نشعره دؤوب في بحثه ودعوته وعرضه لما يميز برامجه باحترام المضمون والضيف ومتابعيه.