تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليسوا إلا إرهابيين

حدث وتعليق
الخميس 30-11-2017
حسين صقر

مع أن الإرهاب مشكلة دولية معقدة، ويخص العالم بأسره، وليس سورية وحسب، ما يزال داعموه يتعامون عن ضرورة محاربته، ويذهبون في تصريحاتهم ومواقفهم إلى مواضع أخرى، لظنهم أن ذلك المرض سوف يبقى بعيداً عنهم،

وما يجري قبل وأثناء وبعد جنيف أكبر دليل على ذلك، لأن أميركا والسعودية ومن معهما يعملون لإبقاء بلادنا في مستنقع التطرف، لكونهم يبتعدون عن المشكلة الأساسية ويصرون على التحريض ومناقشة قضايا أخرى تباعد بين النقاط المحورية للمبادرات وتقاطعات الحل.‏

جولات جنيف السابقة كانت توصي دائماً بوقف القتال، وضرورة التعاون من أجل المضي قدماً بتنفيذ الخطط المستقبلية، إلا أن العصابات الإرهابية المتطرفة، وبأوامر من ساداتها ومشغليها تخرق تلك الاتفاقات قبل أن يجف الحبر الذي تكتب فيه، ولهذا يبقى ما يتمخض عن أي جولة مجرد حروف على الورق.‏

من يسمون أنفسهم بالمعارضين، يظنون أن الذهاب إلى جنيف هو بقصد التنزه والسياحة، لأنهم اعتادوا على التسكع والتنقل من بلد لآخر خلال سنوات الأزمة، ولا يعرفون أن جنيف وآستنة فتحا الطريق إلى سوتشي، بهدف التمهيد لوضع حل نهائي للأزمة، وبالتالي يجب أن يكونوا على قدر عال من المسؤولية، ويعلموا أن الجولة الحالية أساس للتسوية المستقبلية، وما يجري فيها يشمل لأقصى حد بقاء الاتفاقيات التي سيتم التوصل لها لاحقاً مصاناً من أيدي التخريب والعبث، ولهذا يتطلب خلال هذه الجولة المثابرة والمتابعة، من أجل البناء عليه إذا كان ذلك يتوافق فعلاً مع المبادئ والخطوط الحمراء التي لايمكن تجاوزها، والتي تضمن سيادة البلاد ووحدتها وحرية قرارها.‏

إنجاح الحلول يتطلب المشاركة دون أي شروط مسبقة، ولهذا يجب أن تعرف الأطراف الأخرى أن السوريين الذين يعانون الحرب والدمار، وصمدوا خلال السنوات الماضية وقدموا التضحيات، هم الوحيدون القادرون على تقرير مستقبل بلادهم، وهم أصحاب الحق في ذلك، وليس من يعيشون في الخارج، وقد أتخمونا بالشعارات والتصريحات الفارغة، والتي ولدت الحقد، وبالتالي إذا اقتضت ضرورة الحل أن يذهب أولئك إلى المؤتمر ، عليهم الذهاب دون شروط، ولاسيما أنهم من تسبب بكل ما جرى من مآس وتخريب وفوضى، ولا يحق لهم المشاركة في تقرير مستقبل البلاد أو رسم صورتها القادمة، لأنهم لم يرغبوا يوماً بحقن الدماء، أو على دراية بضرورة ذلك، ولا يدركون أيضاً أن الحكومة لن تخضع لابتزازهم وضغوطات ملقنيهم، ولو أدركوا ذلك حقاً لحفظوا ماء وجوههم، وعادوا عن أخطائهم قبل فوات الأوان.‏

huss.202@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية