وكان دي ميستورا اقترح تمديد المفاوضات حتى 15 كانون الأول المقبل، لكن وفد الحكومة رفض التمديد وأكد التزامه بالفترة المحددة في الدعوة الرسمية التي تنتهي يوم 1 كانون الأول. وقد انتهى اليوم الأول من جولة محادثات جنيف الجارية بلقاء بين الوفد «المعارض» والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، وفق الجدول المعدّ.
وعن سوتشي لازالت وفود المعارضات المتلونة تنتظر اوامر مشغليها لإبداء القرار في نية المشاركة من عدمها ولا سيما بعد ورود معلومات تفيد بتأجيل انعقاد مؤتمر سوتشي الذي سيعقد في روسيا بعد تقديم المعارضات ذرائع وحجج مفبركة.
ما يسمى المتحدث باسم هيئة التفاوض للمعارضة السورية، المدعو يحيى العريضي، تذرع أن المعارضة بانتظار اتضاح طبيعة مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي حتى تحدد موقفها منه. وبعيداً عن جنيف، وسوتشي التأم مجلس الأمن القومي لدى النظام التركي بحضور رئيس النظام رجب طيب أردوغان، أمس الاول، وبحث الوضع في منطقة عفرين وملف التسليح الأميركي للأكراد في الشمال السوري، حيث تستعد تركيا للقيام بعمليات عدوانية جديدة على الاراضي السورية قرب مدينة عفرين وغرب حلب تحت ذريعة حماية امنها.
وكان المتحدث باسم رئاسة النظام التركي، إبراهيم قالن، قد قال إن الاجتماع سوف يقيّم التصريحات الأخيرة لوزارة الدفاع الأميركية بشأن مواصلة تعاونها مع «حزب الاتحاد الديموقراطي».
الى ذلك غيرت مجريات الاحداث تراتبية الارهاب حيث بدأ اطرافه تتنازع فيما بينها وتوجه التهم لبعضها البعض..
زعيم «هيئة تحرير الشام» الارهابي أبو محمد الجولاني رأى في حماية تركيا له امراً ضرورياً في الوقت الراهن ولاسيما بعد الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم على ايدي ابطال الجيش العربي السوري حيث ألزم نفسَه بتسديد فاتورة باهظة لأنقرة، أوّل بنودها التصدي لكل رافضي الهيمنة التركيّة المُطلقة على ملف إدلب.
في الوقت نفسه، وجد الجولاني في الدعم التركي فرصةً مواتية لتصفية مراكز الثقل «القاعدي» في مشهد التنظيمات الإرهابية وتحصين نفسه في معركة يبدو أنّنا نشهد أوّلها فحسب، الامر الذي لم يرق لزعيم تنظيم القاعدة الارهابي أيمن الظواهري، حيث هاجم «هيئة تحرير الشام» على خلفية تلك الاعتقالات التي بدأتها ضد مناصري «القاعدة»، واعتبر أن إعلان فك ارتباط «جبهة النصرة» غير مقبول، محذراً من الاجتياح التركي القادم. وفي الميدان تتواصل معارك الجيش العربي السوري وحلفائه في محيط مدينة الميادين الجنوبي الشرقي، في ريف دير الزور، خلال محاولة القضاء على وجود إرهابيي «داعش» بشكل كامل على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.
وبالتوازي، صد الجيش محاولة هجوم نفذتها الجماعة الارهابية على الأطراف الشرقية لمدينة السخنة، عبر تفجير سيارة مفخخة في محيط إحدى النقاط العسكرية هناك.
وأفاد مصدر عسكري بأن الجيش تمكن من قتل عناصر من المهاجمين، بينهم انتحاريان، خلال محاولتهم التسلل خلف خطوط الجيش في محيط السخنة.
وفي الجنوب، تمكن الجيش العربي السوري وحلفاؤه من السيطرة على تلة بردعيا في محيط بلدة كفر حور، على السفوح الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ، وتعمل القوات على تثبيت النقاط هناك، بما يتيح لها استكمال الهجوم في أسرع وقت نحو مزرعة بين جن، أحد أبرز معاقل المسلحين في الغوطة الغربية.
ونحو الشمال استعاد الجيش العربي السوري عددا من المناطق في ريف حلب الجنوبي الشرقي على الحدود الإدارية مع محافظة حلب.
وقال مصدر ميداني أن قوات الجيش العربي السوري المكلفة بتحرير مطار أبو الضهور بريف إدلب مستمرة في تقدمها ووصلت إلى أطراف قرية طلحة التي من المتوقع استعادتها قريباَ. ولفت المصدر إلى أن الجيش السوري يخوض معارك شرسة ضد تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والمسلحين المتحالفين معه، مشيرا إلى أن المعارك أسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي التنظيم وقياداته.