تقـــاعــد
مجـتمع الخميس 30-11-2017 فاطمة حسين تجاوز القطار منتصف العمر وحان موعد الاستراحة بعد عقود من العمل.. وقد شارفنا الستين مرت الأعوام كلمح البصر، وتحولت إلى شريط من الذكريات يمر أمام ذاكرتنا حاملاً معه لحظاتنا ومحطاتنا من الفرح والحزن.
وعندما رأيناها في ذلك اليوم كانت كرات الجزر التي قامت بصنعها بيديها حاضرة كما اعتادت صنعها بمهارة اشتهرت فيها كما كل شيء في بيتها المتواضع، لقد بدأت تستعد للتقاعد وتتهيأ للجلوس في البيت، ولذلك فقد كثرت إجازاتها في الآونة الأخيرة، وقد رافقتنا لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، حيث بدأنا العمل معاً كنا في ربيع العمر ونحن الآن على أبواب نهاية الخدمة، عملاً وإنتاجاً وصداقات عديدة رافقتنا في رحلتنا في العملية الطويلة، عشنا الصداقة بكل أفراحها وأتراحها، وقد ثابرت على شخصيتها الهادئة والمرحة، رغم كل المصاعب التي مرت عليها رغم فقدانها ولدها في بداية الأحداث ولم تعرف عنه شيئاً، تلك الصدمة التي أرجعتها إلى الوراء سنوات، ولكن بقيت محافظة على تصميمها على الاستمرار في الحياة وقامت بأداء واجبها اتجاه عملها وحياتها وبيتها على أكمل وجه، ولم يبق سوى ابن وحيد بعد زواج أخته الكبيرة إلى إحدى البلدان المجاورة، ومع ذلك لم تيأس بل بقيت في تواصل دائم معها ومع الأحفاد، وها هي تستعد للتقاعد علها تجد شيئاً من الاطمئنان.
ولكن.. ماذا عن المستحقات وعن التعويضات التي يمكن أن يأخذها العامل في نهاية خدمته فهل يلقى العامل الجزاء الذي يتناسب طرداً مع الخدمة والجهد الذي بذل على مدى سنوات العمل الطويلة.. ليكون ختامها مسكاً كما نأمل ونتمنى..؟
|