أطفالنــــــا والتلفــــــاز
مجـتمع الخميس 30-11-2017 للتلفاز جاذبية خاصة عند الأطفال و هو وسيلة للتذوق الجمالي و الفضول المعرفي و حافز للابداع الفني في الرسم و الموسيقا و التمثيل و الغناء والمطالعة . التلفزيون الذي جاء أواخر العشرينات من القرن الماضي هل يقوم بوظيفته الإيجابية أم له دور سلبي.. و عند سؤال طفلة مم تتألف اسرتك ؟ أجابت من بابا و ماما و جدي و جدتي و اخوتي و التلفزيون ..
فسر العلماء جوابها إلى تعلق الأطفال بالتلفزيون من تلازم الصوت فيه مع الصورة بحيث تترافق حاستا السمع و البصر في متابعته وهذا يغريهم ويجذبهم حيث يمتلك التلفزيون سلطة قوية على الطفل فهو النافذة التي يرون من خلالها العالم وهو رفيق لا يمل منه الطفل و ينقله من مكان إلى آخر وهو مصدر غني و مشوق للمعرفة في جميع مجالات الحياة بما يحتويه و يبثه من قصص وحكايات وصور و ألوان و أشكال تبهر الناظر و تأسر المتابع كل هذا يعني أن التلفزيون أخذ دوره في تربية أطفالنا فهل أخذنا احتياطاتنا .
و يبدو أن التلفزيون يأخذ دور التسلية و الترفيه لأغلب الراشدين فمن النادر أن نجد هؤلاء يبحثون عن أشياء تهم الأطفال في برامج التلفزيون فالآباء على استعداد للجدل مع أبنائهم حول مسألة الواجبات المدرسية وحول مسألة اللياقة و النظافة التي تأخذ أهميتها لديهم في حين يقللون من شأن التلفزيون التثقيفي و ينظرون إليه بوصفه أداة للتسلية لا أكثر و هذا ما يدفع الأطفال إلى النظر إليه كمصدر للتسلية أكبر من الاهتمام بعملية التثقيف .
فالطفل يرى أن أهله يبحثون عن برامج اللهو و التسلية ويشكون هم أنفسهم أي الآباء من أن التلفزيون لا يقدم برامج تربوية هادفة . يفرض التلفزيون حالة من الصمت عند مشاهدة الطفل له و أصبح ذلك يقلق المربين و علماء النفس فالآباء و الأبناء يركزون انتباهم و عيونهم على شاشة التلفزيون في جو من الصمت العميق الذي ينتفي فيه أي إمكانية للحوار .
و حتى لا يتحول التلفاز إلى شريك أساسي في التربية على الآباء أن يحثوا أطفالهم على ممارسة النشاطات الأخرى غير مشاهدة التلفاز كالقراءة و الرسم و الرياضة و اللعب و الموسيقا و الإبداع .و لا يتم ذلك إلا إذا كان الآباء قدوة و مثالاً يحتذى بحيث لا يرى الطفل أباه يتنقل من قناة إلى غيرها بحثاً عن الرديء من البرامج و ما المانع أن يشاركوا أطفالهم القراءة و الرياضة و اختيار القنوات الأفضل . لا يمكن أن نحرم أطفالنا من التلفاز على أنه ضار و مضيعة للوقت نقول لهؤلاء هل وفرت له البدائل .. هل ناقشته بنوعية البرامج .. هل جلست معه يوماً ما و تناقشت حول المعلومات التي يبثها برنامج ما او العبرة من القصة التي شاهدها طفلك في التلفاز.على الآباء ردم الهوة المعرفية التي لا توفرها المدرسة بتوفير الوسائل و الألعاب التي تعلم الأبناء المهارات الاجتماعية و الإبداعية .
|