تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكلمة الطيبة وأثرها..

مجـتمع
الخميس 30-11-2017
أيمن الحرفي

للكلمات وقع جميل على الإنسان و أثرها كبير في تربية الطفل و هي أحد مقومات تكوين شخصية الفرد .. فهل اخترنا كلماتنا قبل أن تخرج من افواهنا ..معظم الناس لايعطي اهمية للمفردات التي يستخدمها غالباً نقول أشياء دون أن نفكر بها فننطق بأول ما يخطر ببالنا على الفور . و كل كلمة تحمل معها الطاقة منها السلبي و منها الإيجابي .إن اختيار كلماتنا بحذر ودقة ووعي سيساعد في شحن ادمغتنا.

هذا ما أثبتته العديد من الدراسات والبحوث لعلماء النفس وجراحي الأعصاب فالدكتور /اندرونيوبورغ/عالم أعصاب من جامعة توماس جيفيرسون/ و/ مارك روبرت والدمان/ خبيرا علم التواصل صاغا معا كتاب (Words can change yor ) ملخصه أن كلمة واحدة لديها القوة للتأثير على وظيفة الجينات التي تنظم الإجهاد البدني و العاطفي .و إن استخدام كلمات إيجابية مثل : ( أحبك . سلام . أنت رائع . الحياة جميلة معك .... ) هذه الكلمات لديها قدرة فعلية على تغيير المسارات في ادمغتنا وذلك من خلال تعزيز إدراكنا المعرفي و جعل مناطق الفص الجبهي أكثر فعالية وتعطي الكلمات الإيجابية الطاقة و التحفيز لتمسك بزمام الأمور في حياتنا و ستعطي تحكما أكثر بنفسنا و بخياراتنا.‏

لكن حين نستخدم الكلمات السلبية نقوم بتفعيل رد فعل الخوف في دماغنا مما يزيد من مستويات الكورتيزون وهرمونات قلق أخرى ..وتكرارها يزيد من نسبة النشاط والحركة في مراكز الخوف في الدماغ .و تبدأ هرمونات التوتر بالاستيلاء على أجسادنا مما يفسر شعورنا بعدم الراحة و الانزعاج حين تتواجد في محيط من الطاقة السلبية . الكلمات الإيجابية تغير نظرتك نحو نفسك و نحو الأشخاص الذين تتفاعل معهم من حولك . إن مهارة تواصل الأهل مع الطفل بنوعيها اللفظي و غير اللفظي من أكثر المهارات التي يجب أن نعطيها الأولوية و الأهمية في تعاملنا مع الطفل للمضي قدماً في عالم اليوم و رجح علماء التربية هذه المهارة على القراءة و الكتابة والعمل الجماعي و المنطق على الرغم من أهميتها.‏

وهنا أود أن أؤكد أن بناء العلاقة بين الطفل ووالديه يتكون من خلال المحادثات اليومية التي تجري بين الطرفين بناء على ما يقوله الوالدان و كيفية قوله و متى يقولونه وهذه هي الأدوات الوحيدة في خلق علاقات دائمة و ذات مغزى مع طفلهم و المحادثات التي تجريها مع طفلك بشكل يومي أو مع الآخرين المحيطين بك بحضور طفلك هي الكلمات التي تساهم في تشكيل شخصية طفلك و تكون وجهة نظره عن العالم . إن كلمات نوجهها للطفل بشكل يومي مثل (أنا احبك) (أنت تجعلني سعيداً)(أنا فخور بك)(أنا آسف ..كلنا نخطئ)(أنا أثق بك)(أنت مميز)(ما رأيك أنت؟ )(أنا ممتن لوجودك في حياتي) هذه الكلمات و العبارات تلعب دوراً هاماً في إعطاء الطفل الشعور بالأمان و الحب والثقة و تعزز قدرات الطفل في التعامل مع المحيطين به و مواجهة الحياة بقدرة و ثقة أكبر وبالتالي تتبلور شخصيته بتماسك و قوة و حيوية والطفل بحاجة لسماع كلمات تشير إلى أن ما يقوم به هو سلوك جيد وأنت تقدره و معجب به وهذه الكلمات هي مصدر قوة وضرورية لنمو أشخاص مبدعين في المستقبل و ستساهم في نمو الشعور بالأمان و الثقة ودافعا للمزيد من الإنجازات .ما أقسى الكلمات الجارحة في حياتنا وسميت جارحة لأنها تسبب جروحا حقيقية في الدماغ وتميت عدة خلايا أو تتلف عملها مسببة نوعاً من العطب في التفكير و لهذا يعاني الشخص المجروح آلاما نفسية وشعورا سلبياً وإحباطا في حياته فيتحول إلى شخص فاشل و غير منتج .و أقسى ما يمكن أن يحدث إذا كان الأبوان جارحين لطفلهما في لحظة غضب و يهينونه ويسمعونه وابلاً من الشتائم و السباب ثم يتساءلون لماذا طفلنا غبي وأقل تفوقا من غيره ؟! إن الكلمات الطيبة والتشجيعية ذات أثر إيجابي كبير وسميت طيبة لأنها تعطي ذات الأثر الذي يخلفه تناول السكر أو العسل لذلك كن جميلاً وانطق جميلاً أو تجمل بالسكوت رفقا بمشاعر الآخرين. إن ملعقة من السكر تغير مذاق الشاي و كلمة طيبة تغير نظرة و حياة الآخرين .وإذا كان الجمال يجذب العيون فالأخلاق تملك القلوب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية